|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فيُقيمُ الخِراف عن يَمينِه والجِداءَ عن شِمالِه تشير عبارة "يُقيمُ الخِراف عن يَمينِه والجِداءَ عن شِمالِه" إلى فصل الخِراف (الأبرار) عن الجِداء (الأشرار)، لا على أساس الدَّيِن أو الطَّائفة أو المَال أو المَنصب أو الشِّهادة الجَامعيَّة، إنما على أساس موقف كلِّ واحدٍ تُجاه الفُقراء والمَساكين. تصف هذه الآية يسوع المَلِك في صورة الرَّاعي الذي يفصل بين الخِراف والجِداء كي يُبيِّن الفَرق بين المؤمنين وغير المؤمنين. ويُعلق القِديس أوغسطينوس "ما هو العدلُ والحقُّ؟ سيجمعُ إليه مختارِيه للدَيْنونَة، ويَفصِلُ الباقِين عنهم. فيضعُ البعضَ عن يمينِه والبعضَ الآخَرَ عن شِمالِه. أوَ ليسَ هذا هو العدلُ نفسُه؟ أليس هذا هو الحقُّ نفسُه؟"؛ أمَّا عبارة " الخِراف " فتشير إلى لونها الأبيض التي يرمز للبِرِّ (رؤيا 7: 14). وأراد يسوع بالخِراف هم الأشخاص الصالحون، لأنَّ الخِراف وديعة لا تؤذي، ولأنها تُحب راعيها وتَخضع له وتشعر بحاجة إليه (متى 18: 12، يوحنا 10: 8). فكل الذِين آمنوا بيسوع وأظهروا إيمانهم بأعمالهم يُحسبون صالحين وخراف رعيته. أمَّا عبارة عن يَمينِه" فتشير إلى الجَانب الأيمن (1 ملوك 2: 19)، وهو موضع الإكرام (أعمال الرسل 7: 55) ومحلِّ الشَّرف، فالذِين في ذلك المَحلِّ هم في رضى المَلِك وحمايته، كما جاء في تعليم بولس الرَّسول "الَّذي عَمِلَه في المسيح، إِذ أَقامَه مِن بَينِ الأَمْوات وأَجلَسَه إلى يَمينِه في السَّمَوات" (متى 32: 44). أمَّا عبارة " الجِداءَ " فتشير إلى لونها ألأسود، وهذا اللون يشير للخطيئة (ارميا 23:13) والمُراد بها الأشرار، وهم اقل من الخِراف قيمة ونفعًا وألفة وطاعة. أمَّا عبارة " عن شِمالِه " فيشير إلى محلِّ الإهانة، فالذِين هم في هذا المَحل يَحكم عليهم المَلِك، ويرفضهم. |
|