|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فخُذوا مِنهُ الوَزْنَة وأَعطوها لِلَّذي معَهُ الوَزَنات العَشْر تشير عبارة "فخُذوا مِنهُ الوَزْنَة" إلى الإنسان الذي لا يستخدمْ وزنته، يفقدها. إنه ناموس الحياة؛ إننا نفقد القوى والمواهب التي لا نستعملها، سواء أكانت جسدية أم عقلية أم أدبية أم روحية، أمَّا القوى التي نستخدمها فهذه تنمو بكثرة الممارسة والاستعمال. وتفيدنا القاعدة البيولوجيّة بأن العضو الّذي لا يستخدم يضمر ويموت. أمَّا عبارة "أَعطوها لِلَّذي معَهُ الوَزَنات العَشْر" فتشير إلى فإن جميع الوزنات، سواء التي أُخذت في البداية أو تلك التي ربحها، تبقى للخادم، ولم يأخذها السيد. فمن يجاهد يُعط ويُزاد له. إنَّ الله لا يحكم على النَّاس بمقدار النَّجاح الذي بلغوه، بل بمقدار الجُهد الذي بذلوه. ونحن لا نلام، لأنَّنا لم ننل إلاَّ وزنتين أو وَزْنَة، إنَّما سيُحكم علينا تبعًا لاستخدام ما لدينا من مؤهلات، كما يدل مدح يسوع للأرملة الفقيرة ": إِنَّ هذِهِ الأَرملَةَ الفَقيرةَ أَلْقَت أَكثَرَ مِن جَميعِ الَّذينَ أَلقَوا في الخِزانَة"، فإِنَّها مِن حاجَتِها أَلْقَت جَميعَ ما تَملِك، كُلَّ رِزقِها" (مرقس 12: 41-44). إنَّ الله بعدما يعطي بعض النَّاس الفرص لفعل الخَير، لا ويُسيئون استعمالها فيأخذها الرب منهم ويهبها لغيرهم، فيكون للأولين الخَجل والنَّدامة لخسرانهم ما كان يمكنهم أن يحصل عليه من الثَّواب، كما جاء في قول صموئيل النَّبي لشاول الملك " اليَومَ انتَزَعَ الرَّبّ مَملَكَةَ إِسْرائيلَ عنكَ وسَلَّمَها إلى قَريبِكَ الَّذي هو خَيرٌ مِنكَ" (1 صموئيل 15: 28). والغاية من هذه المثل إيقاظ ضمائر من المؤمنين بالمسيح وتأكيد تأدية الحساب يومًا لدَيْن على ما أهملوه من واجباتهم. الإنسان الأمين في خدمته واستخدامه الموهبة التي أعطاها الله له سيستأمنه الله على ما هو أكبر. |
|