ما حدث مع ربنا يسوع المسيح، فبعد أن أقام لعازر من الأموات، سار الشعب وراءه بسبب هذه الآية العظيمة؛ فاغتاظ الفريسيون لأن العالم قد ذهب وراءه وليس وراءهم، فأسلموه إلى بيلاطس وطلبوا قتله، ولقد علم بيلاطس أنهم أسلموه حسدًا (مرقس 15: 10). فالرغبة في الحصول على الشهرة المتعلّقة بالرياسة الدينية وحب التسلط، تجعل هؤلاء يرفضون أي شخص تتعلق الأنظار به ويحاولون التخلص منه ولو أدى هذا إلى القتل.
ومما سبق نستخلص أن الحسد يولِّد العداوة والبغضة للآخرين، ويفتح أعمال شر ونزاع وخصام، وقد يؤدّي في النهاية إلى القتل. والحسد أقوى من الغضب ومن السخط؛ ويقول الحكيم: «ومن يقف قدام الحسد؟» (أمثال 27: 4).
والحسد له تأثيره السيء فهو ينخر عظام الحسود، كما يقول الحكيم: «حياة الجسد هدوء القلب ونخر العظام الحسد» (أمثال 14: 30). والحسد في المؤمن يعطِّل استجابة الصلاة (يعقوب 4: 2).