|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
من وحي إرميا 46 حوِّل أممي الداخلية إلى مقادس لك! * في داخلي أمم كثيرة احتلت قلبي، أفسدته بالكبرياء مع الفساد وكل نجاسة. لتحطم تلك الأمم في أعماقي، ولتقمها من جديد أممًا مقدسة! فتتحول كل طاقاتي لمجد اسمك القدوس! * أقام فرعون عرشه في داخلي، فتحول كياني كله إلى العجرفة والتشامخ، صرُت كتمساح كبير في وسط النيل، يظن أنه ملك النهر وصانعه! هذه هي الأنا التي حطمت كل صلاح فيّ! لتحطمها بصليبك، عوض فرعون أملك أنت في أعماقي، أقم عرشك فيَّ، فأشاركك اتضاعك، وأعيش معك أبديًا! * ضرب قادة فرعون العسكريون بالبوق، فاجتمع المشاة مع الفرسان بلا عدد، وجاءت القوات المرتزقة والمتحالفة بقوة، أعدت كل أدوات الحرب وجميع المركبات. ظن العالم كله أنه ليس من يقف أمام هذا الجبروت. لكن إذ حلّ بهم الغضب الإلهي انهار الجيش أمام نبوخذنصر. صار الجيش العابد العجل عجلًا مسمنًا يستحق الذبح، هرب كحية لا يُسمع لها صوت تتحطم بفؤوس المحتطبين. صاروا كفتاة مسبية دُفعت إلى شعبٍ غريبٍ في مذلة. صاروا كشجرة تُضرب بالفؤوس ولا تستطيع أن تنطق ببنت شفةٍ. * نعم، هذا ما فعلته بي الخطية! حولتني إلى حياة حيوانية، كعجلٍ مسمنٍ لا يصلح إلا للذبح، جعلت من نفسي التي على صورتك حيَّة دنسة هاربة في ضعف. صارت في ضعف كفتاة مسبية تذلها الخطية وتلهو بها الشياطين! افقدتني حياتي فصرت كقطعة خشب تضرب بالفؤوس! * من لي غيرك يرد لي كرامتي؟! تجدد طبيعتي الحيوانية الفاسدة فأنعم بشركة السمائيين! عوض صورة الحية التي انطبعت في داخلي، احمل صورتك أيها القدوس. عوض بنوتي لإبليس، الحية القديمة، أتمتع بالبنوة للآب محب البشر! لا يعود يصير صوتي كحفيف حية، بل صوت هتافٍ ملائكي، صوت نصرة دائمة لا تنقطع! تتحول أعماقي من فتاة مسبية يذلها الكثيرون، إلى عروس عذراء للعريس السماوي الممجد! لا تعد قطعة خشب تحطمها الفؤوس، بل شركة مع الصليب واهب الحياة! * لتقتل في داخلي مصر الوثنية، لتهرب إليها أيها القدوس، لتأتِ محمولًا على سحابة خفيفة بيضاء، ولتقم مذبحك في داخلي! |
|