من المعلوم أن الأرض طالما باتت فى الأضطراب ولم تجد راحة وسلام وذلك مثل البحر المضطرب الذى لا يستطيع أن يهدأ وتقذف مياهه الطين ,لكن المسيح أتاها بالسلام ,ولا شك أنه قد رفض وصار الأعتراف بأسمه سبب الخصام والعداوة ولكنه حضر للسلام ولا يزال يمنحه للمؤمنين به وكما يقول بولس لأهل رومية 5: 1 1 فَإِذْ قَدْ تَبَرَّرْنَا بِالإِيمَانِ لَنَا سَلاَمٌ مَعَ اللهِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ إنه يسوع المسيح الذى جاء فى الجسد ليبارك الأرض ويملأها سلاما ويزيل العداوة والظلم بحضوره وملكوته العادل المقدس ,نعم إنه يسوع هذا الفائق فى المحبة جاء ليملك العالم بالعدل والسلام ويزينه بالقداسة والمحبة والطاعة حتى أنه أخيرا يبطل آخر عدو أى الموت لتبدأ السماء الجديدة والأرض الجديدة التى يسكن فيها البر إلى الأبد ,وقدسبق ونعل أن الله أعطى الناموس على يد ملائكة من وسط النار والرعود على جبل سيناء ولكنهم لم يهتفوا هتافا ولا صرحوا بصدور السلام للأرض لأن ذلك النظام لم يقدر أن ينتج سلاما لا لإسرائيل ولا لغيرهم ,اما النعمة والحق فبيسوع المسيح صارا ,لأن مجرد حضوره يتكفل بتتميم جميع مقاصد الله الصالحة. 3- وبالناس المسرة: يعنى مسرة الله هى بالناس وليس بالملائكة ,لأنه شاء منذ الأزل أن إبنه يتخذ فى الوقت المعين من الطبيعة الأنسانية كما فى أمثال 8: 22- 31 «اَلرَّبُّ قَنَانِي أَوَّلَ طَرِيقِهِ مِنْ قَبْلِ أَعْمَالِهِ مُنْذُ الْقِدَمِ. 23مُنْذُ الأَزَلِ مُسِحْتُ مُنْذُ الْبَدْءِ مُنْذُ أَوَائِلِ الأَرْضِ. 24إِذْ لَمْ يَكُنْ غَمْرٌ أُبْدِئْتُ. إِذْ لَمْ تَكُنْ يَنَابِيعُ كَثِيرَةُ الْمِيَاهِ. 25مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقَرَّرَتِ الْجِبَالُ قَبْلَ التِّلاَلِ أُبْدِئْتُ. 26إِذْ لَمْ يَكُنْ قَدْ صَنَعَ الأَرْضَ بَعْدُ وَلاَ الْبَرَارِيَّ وَلاَ أَوَّلَ أَعْفَارِ الْمَسْكُونَةِ. 27لَمَّا ثَبَّتَ السَّمَاوَاتِ كُنْتُ هُنَاكَ أَنَا. لَمَّا رَسَمَ دَائِرَةً عَلَى وَجْهِ الْغَمْرِ. 28لَمَّا أَثْبَتَ السُّحُبَ مِنْ فَوْقُ. لَمَّا تَشَدَّدَتْ يَنَابِيعُ الْغَمْرِ. 29لَمَّا وَضَعَ لِلْبَحْرِ حَدَّهُ فَلاَ تَتَعَدَّى الْمِيَاهُ تُخْمَهُ لَمَّا رَسَمَ أُسُسَ الأَرْضِ 30كُنْتُ عِنْدَهُ صَانِعاً وَكُنْتُ كُلَّ يَوْمٍ لَذَّتَهُ فَرِحَةً دَائِماً قُدَّامَهُ. 31فَرِحَةً فِي مَسْكُونَةِ أَرْضِهِ وَلَذَّاتِي مَعَ بَنِي آدَمَ.وعلى قدر ما عظم سوء حالتهم تعاظمت محبته وقد تبرهنت بإفتقاده أياهم وظهوره فى وسطهم ,فبالأختصار حضر الله بالنعمة فى ذات أبنه مظهرا محبته نحو الجنس البشرى المبتعد عنه قاصدا أن يعلن نفسه بطريقة عجيبة تفوق كل عقل ,وهنا يجب أن نلاحظ أن أفكار الملائكة عديمة الحسد فأنهم فرحوا من مداخلة الله فى أمورنا وتفضيله أيانا وتقديمنا عليهم مع أنهم أعلى منا رتبة بحسب الخليقة الأصلية كما فى الرسالة للعبرانيين 2: 7 7وَضَعْتَهُ قَلِيلاً عَنِ الْمَلاَئِكَةِ. بِمَجْدٍ وَكَرَامَةٍ كَلَّلْتَهُ، وَأَقَمْتَهُ عَلَى أَعْمَالِ يَدَيْكَ. ولكننا قد صرنا أعلى منهم فى المسيح يسوع ,وأما هم فيفرحون بذلك لكونه لمجد الله وهكذا شائت مشيئة الله فهم مرتضون به ,ولقد جاء المسيح ليبطل عمل الشيطان حتى يمكن لله أن يجد مسرته فى الناس ويصبح الناس فى موضع الرضا الإلهى ,فالأنسان الخاطىء الأثيم الذى كل ما فيه مضاد لله ,فبإيمانه بالمسيح يصير موضع سرور الله وكما يقول المزمور 16: 3 3الْقِدِّيسُونَ الَّذِينَ فِي الأَرْضِ وَالأَفَاضِلُ كُلُّ مَسَرَّتِي بِهِمْ».ففى المسيح يسوع أمكن أن يتحقق القول فى الأمثال 8: 31 31فَرِحَةً فِي مَسْكُونَةِ أَرْضِهِ وَلَذَّاتِي مَعَ بَنِي آدَمَ.