|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مرة في أثناء حديث الرب لآلاف الجموع المحتاجة الملتفة حوله، داهمهم وقت الغروب، فنصح التلاميذ الرب أن يصرف الجموع قبل حلول الليل ليبتاعوا لهم طعامًا من القُرى المجاورة في طريق عودتهم إلي منازلهم. لكن الرب لم يوافق على صرف الجموع جائعين، بل قال لتلاميذه: «أعطوهم أنتم ليأكلوا». وقع التلاميذ في ”حيص بيص“! فالمكان برّية بعيدة عن العمران، وعلى فرض أنهم وجدوا مكانًا يبتاعوا منه طعامًا، فلن يكفي الجمع خبزًا بمائتي دينار لينال كل منهم نذرًا يسيرًا. وهنا تذكَّر أندراوس أنه قد رأى صبيًا صغيرًا بين الجموع لديه خمسة أرغفة شعير وسمكتان صغيرتان، لكنه أردف قائلاً بيأس: «ما هذا لمثل هؤلاء؟». ولكن آه لو تذكر أندراوس ماذا فعل رغيف الشعير في سالف الزمان في أيام جدعون. لقد حلم جندي الأعداء أن رغيف من شعير يتدحرج في محلة المديانيين، وكان كافيًا لنصرة شعب الله على أعدائه. فكم بالحري خمسة أرغفة تكفي لإطعام جمهور جالس أمام الرب. ولكن ماذا عن الصبي الصغير؟ يحكي أحد شرّاح الكتاب المقدس Mr.Schor في كتابه ”فلسطين والكتاب المقدس“ أن الصبي - طبقًا لبعض التقاليد اليهودية - ربما كان صبي خبّاز. إلا أن الكتاب لا يذكر شيئًا عن هذه الجُزئية؛ إلا أن الأكيد أن الصبي قد قدَّم كل ما يملك من طعام بين يدي الرب لاستخدامه. وقد هيّأ الرب من هذه التقدمة طعامًا لخمسة آلاف رجل فضلاً عن النساء والأطفال، وتبقّى فائض قدره اثنتي عشرة قفة. كان بمقدور الرب أن يُطعم الجموع خبزًا من السماء، كما أطعم شعب الله المَنَّ في القديم. وكان باستطاعته أن يحوِّل حجارة البرية إلى خبز؛ إلا أنه يُسرّ بأن يستخدم إمكانياتنا الصغيرة لمجد اسمه. |
|