|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إِنَّ الكَتَبَةَ والفِرِّيسيِّينَ على كُرسِيِّ موسى جالِسون، تشير عِبَارَة "الكَتَبَةَ" إلى كتَّاب النَّاموس والأسفار الأخرى من العهد القديم (ارميا 8: 8) الذين دعاهم العهد الجَّديد γραμματεῖς أي ناموسين أو νομοδιδάσκαλοι معلمي الشَّريعة، وهم خلفاء عزرا (عزرا 7: 6) وهم الذين قد خَصَّصوا نفوسَهم لدراسة الشَّريعة وتفسيرها، وكان يحاولون تطبيقها على تفاصيل الحياة اليوميَّة، وسلطتهم التَّعليمية تستند على التقليد أو السُّنة ويستشهدون بأقوال مشاهير المعلمين الربّيين القدماء لتأييد كلامهم (متى 2: 4). وأصبحت قرارات عظماء الكَتَبَةَ شريعةً شفويةً تدعى تقاليد. وكان يقومون أيضًا بدراسة أسفار الكتاب المقدس بنوع عام من حيث الوجهة التَّاريخية والتَّعليمية، وأخيرًا يقومون بمُهمَّة التَّعليم. وكان يلتفُّ حول كل كاتبٍ مشهورٍ جماعةٌ من الطُّلاب يتتلمذون على يديه. وقد بلغ أوج نفوذهم في أيَّام المسيح، وكانوا هم من أغلبية أعضاء السنهدريم (متى 16: 21). ومع انه وجد بينهم من آمنوا بتعاليم المسيح (متى 8: 19) إلاّ أنَّ أكثرهم قاموا ضَّده وتذمَّروا عليه وظنَّوا أنَّهم وجدوا أخطاء في أكثر ما عمل أو قاله هو وتلاميذه (متى 21: 15)، وعليهم يقع جزءٌ كبيرٌ من مسؤوليَّة صَلْب المسيح. وكان الكَتَبَةَ في أغلب الأحيان ينتمون إلى حزب الفِرِّيسيِّينَ؛ أمَّا عِبَارَة "الفِرِّيسيِّينَ" فتشير إلى حزبٍ يهوديٍ دينيٍ يُشددّ أعضاؤه على النَّاموس وعلى التَّقوى الشَّخصية والدِّين، وأُطلق عليهم هذا الاسم العبري הַפְּרוּשִׁים ومعناه منفصل أو مفروز أو منعزل، لأنَّهم يُنادون بالفصل بين اليهود والوثنيين وكل من يُشَك في انه يتعامل معهم. والصَّلاح في مفهومهم محصورٌ في طاعة النَّاموس، فجاءت ديانتهم ظاهرية وليست قلبيَّة داخليَّة. إنَّهم ينادون بتقليد سِماعي تتناقله الخلف عن السلف. وزعموا أنه مُعادل لشَريعة موسى المكتوبة أو أهم منها. فجاء تصريح المسيح بان الإنسان ليس مُلزَمًا بهذا التَّقليد (متى15: 2 -6). واشتهر معظمهم بالرِّيَاء والعُجب. فتعرَّضوا عن استحقاق للانتقاد اللاذع والتَّوبيخ القاسي. (متى 5: 20) ومع هذا كان في صفوفهم دومًا أفراد مُخلصون وأخلاقهم سامية، منهم نيقوديمس الذي دافع عن قضيَّة يسوع في محاكمته (يوحنا 7: 50). وبولس الرَّسُول في حياته الأولى (أعمال الرُّسُل 23: 6) ومعلمه جِمْلائيل (أعمال الرُّسُل 5: 34). أمَّا عِبَارَة "كرسي موسى" تشير إلى السلطة التَّعلمية الرَّسمية في العَالَم اليهودي التي كانت في يد الفِرِّيسيِّينَ والكتبة الذين تسلّموا ناموس موسى لكي يسجّلوه ويقرأوه ويفسِّروه، فما ينطقون به هو ثمرة الكرسي الذي يجلسون عليه؛ وذلك بناء على ما ورد في تعليم موسى النَّبي "اعمَلْ بِحَسَبِ القَرارِ الَّذي يُبَلِّغونَكَ إِيَّاه في المَوضِع الَّذي يَخْتارُه الرَّبّ، وتَنبهْ أَن تَعمَلَ بِكُلِّ ما أَوصَوكَ به" (تثنية الاشتراع 17: 10). كان لدى الكَتَبَة والفِرِّيسيُّون منصب موسى في السُّلطة، فأعترف يسوع بسُلطتهم. |
|