يبدو لي أن الله يقول لمثل هذا الإنسان (الفاسد) أمرًا كهذا: يا من حياتك فاسدة هل تدعو مصدر عدم الفساد، الآب؟ لماذا تدنس الاسم الطاهر بكلمتك الدنسة؟ لماذا تناقض هذه الكلمة وتهين الطبيعة غير الدنسة؟ إن كنت أبًا لك يليق بحياتك أن تتسم بسماتي الصالحة. انني لست أتعرف على صورة طبيعتي فيك. سماتك مناقضة لسماتي على خط مستقيم. أية شركة بين النور والظلمة؟ أية قرابة بين الموت والحياة؟ كيف يمكن أن توجد ألفة بين الطهارة والنجاسة؟
v ليس من طريقٍ نكتشفه نقيم به تناغمًا بين أشياء طبائعها متضادة وليس بينها شيء مشترك. يخبرنا الرسول بأنه ليست شركة بين النور والظلمة، أو بين البرّ والشر، وباختصار بين كل الصفات التي ندركها والاسم الخاص بجوهر طبيعة الله وبين كل ما يضاد ذلك الذي ندركه في الشر. إذ ترون استحالة أي اتحاد بين الأمور المتناقضة، نفهم أن النفس الفاسدة متغربة عن البلوغ إلى أصحاب الصلاح.