إنني أرى أننا كلنا مع نسائنا وأطفالنا محتاجون أن نضع التراب والرماد على رؤوسنا، ونلبس المسوح ونقدِّس صوماً طويلاً، ونتوسل إلى الله أن يمدَّ يده إلينا ويصدَّ عنا الخطر؛ لأننا في الحقيقة في حاجة إلى يده القادرة العجيبة، إذ أنه مطلوب منا أموراً أعظم مما كان مطلوباً من أهل نينوى.
وقال لهم يونان النبي: «بعد ثلاثة أيام تنقلب نينوى». رسالة مُرعبة، ومُحمَّلة بتهديد مروِّع؛ إذ كيف يمكن أن يتوقع الناس أن مدينة نينوى ستصير بعد ثلاثة أيام قبراً لسكانها، وأن الجميع سيهلكون بناءً على حُكْم قضاء واحد يشملهم جميعاً؟ إنه إذا حدث أن مات ابنان لأسرة واحدة في وقت واحد فالحزن يكون غير محتمل، فكيف احتمل أيوب موت أولاده جميعاً في وقت واحد؟ وكم بالحري إذا رأى الناس ليس أبناء بيت واحد بل اثنتي عشرة ربوة (12.000) من الناس يسقطون صرعى تحت حطام مدينتهم؟!