|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ويوبِّخ الشهيد يوستينوس اليهود بقوله: بالرغم من أن المسيح أظهر لكم بمثال يونان أنه سيقوم من الموت، وحثَّكم على التوبة على الأقل بعد قيامته، وأن تنوحوا أمام الله كما فعل أهل نينوى حتى لا تهلكوا، ومع ذلك فلما علمتم بقيامته لم ترفضوا التوبة فحسب، بل أرسلتم رسلاً إلى كل العالم لكي يذيعوا أن يسوع هذا المخادع الجليلي كان كافراً، بل إن تلاميذه سرقوا جسده ليلاً من القبر، وهم الآن يخدعون الناس بإصرارهم على قيامته من الموت وصعوده إلى السماء، بل إنكم تدينونه أمام الذين يعترفون بأنه المسيح ابن الله. ثم بعد ذلك أيضاً، رغم خراب أورشليم (عام 70م) وانقلابها على سكانها لم تتوبوا، بل تجاسرتم على أن تلعنوه هو وكل من آمنوا به. ومع ذلك فنحن لم نكرهكم، ولا كرهنا الذين انحازوا ضدنا واضطهدونا بسببكم، بل إننا نصلي حتى اليوم (وحتى نهاية الدهور) أنكم جميعاً تتوبون وتنالون الرحمة من الله الرؤوف المتحنن(5). ويقول القديس ذهبي الفم: إن يونان النبي عندما أصبح لا يطلب المنفعة للكثيرين، بل لنفسه، صار في خطر الهلاك، وبينما تقف نينوى على قدميها يكون هو قد هلك في البحر، ولكنه عندما طلب منفعة الكثيرين وجد هو أيضاً خلاصه. رغم أن أهل نينوى كانوا غرباء عن عهود الله ومواعيده، إلاَّ أنهم تابوا بكرازة يونان، ولما استعطفوا الله بالصلاة حصلوا على الخلاص(6). |
|