منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 11 - 11 - 2023, 10:44 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,341

مزمور 119 | بالوصية نمارس حياة العُرس المفرحة


بالوصية نمارس حياة العُرس المفرحة

إن كان عدو الخير يبذل كل الجهد ليحول حياتنا الزمنية إلى ليلٍ دامسٍ، باذلًا كل الجهد لتحطيمنا بالأفكار الشريرة وإثارة الشهوات وإلقاء حبال الخطاة علينا، ونصب الشباك في طريقنا، لكننا إذ ننعم ببرّ المسيح يتحول ليلنا إلى شكر وتسبيح وفرح.
"في نصف الليل نهضت
لأشكرك أحكام برك" [62].

لا يقف الأمر عند الصلاة والتضرع والطلبة، لكن داود النبي يحرص حياة الشكر وسط ليل الضيقات والمتاعب. إنه لا يشكره لأنه ينجيه من التجارب، وإنما لأجل أحكام بره، إذ يحول التجارب إلى بركاتٍ مقدسة. لا يشكر الله وسط شعبه فحسب في العبادة الجماعية وإنما يشكره قبل النوم، كما يقوم في وسط الليل من نومه - ربما وسط البرد - ليقدم تشكرات نابعة من القلب تكشف عن علاقة شخصية خفية مع الله مخلصه. في نصف الليل خرج موسى من مصر (خر4:11) حيث قُتل أبكار المصريين وخلص موسى وشعبه. وفي نصف الليل سبَّح بولس وسيلا الله في السجن الداخلي (أع25:16). كما يقول داود النبي: "إذا ذكرتك فراشي، في السَحَر ألهج بك" مز6:36.
قدم لنا القديس جيروم كلمات المرتل هنا كمثال للالتزام بالسهر، قائلًا بأن السيد المسيح أوصانا أن نسهر لكي لا ندخل في تجربة (مت40:26،41) وأنه هو نفسه كان يقضي ليالٍ كاملة في الصلاة (لو12:6)، وكان الرسل يقضون لياليهم في السجن ساهرين يسبحون بالمزامير (أع25:16-38). وقد طالبنا الرسول بولس أن نصلي بلا انقطاع في سهرٍ دائمٍ (كو2:4)، كما تحدث عن نفسه قائلًا: "في أسهار" 2 كو27:11.
وقد لام فيجلأنتيوس Vigilantius لأن اسمه يعني "السهر" وهو يرفض تمامًا السهر ويقاومه:
[في هذا بالتأكيد يسلك عكس اسمه...
لينمْ فيجلأنتيوس إن أحب ذلك وربما يغط في نومه، فيهلك بواسطة ذاك الذي أهلك مصر والمصريين. أما نحن فنقول مع داود: "هوذا حارس إسرائيل لا ينعس ولا ينام" مز4:121. هكذا ليأتِ إلينا القدوس الساهر. وإن كان بسبب خطايانا ينام فلنقل له: "قم، لماذا تنام يا رب؟" مز23:44. وعندما تُضرب سفينتنا بالأمواج نوقظه، قائلين: "يا سيد خلصنا، فإننا نهلك" مت25:8؛ لو24:8]1.
* هذه الحقيقة عينها الخاصة بكون رباطات الخطاة تلتف حول الأبرار هي إحدى أحكام الله البارة، بسببها يقول الرسول بطرس: "لأنه الوقت لابتداء القضاء من بيت الرب" 1بط4:17. يقول هذا عن الاضطهادات التي تعاني منها الكنيسة عندما تلتف حبال الخطاة حولها. لهذا أظن أن قوله "نصف الليل" يُقصد به الأزمنة الصعبة للمتاعب. لهذا يقول: "نهضت"، وكأن الضيق لم يُحطمه بل أنهضه، حيث ينمو ويقدم اعترافًا أفضل في نفس وقت الضيق؟
القديس أغسطينوس
* هذا يعلمنا أن نتلو نحن المسيحيون صلاة نصف الليل، لأن العريس المذكور في الآنجيل يأتي إلى العذارى في نصف الليل، ويدخل بهن إلى الخدر السماوي.
يعني القول هنا بأن العمر مثل ليلة مظلمة؛ حيث يأتينا الرب في ساعة لا نعرفها. سبيلنا إذن أن نكون مستيقظين، ننتظر حضوره بمصابيح الطهارة والرحمة، ولا نغفل لئلا نلبث خارج ملكوت الله. لأجل هذا كان الرسولأن بولس وسيلا يصليان في نصف الليل وهما في السجن.
أنثيموس أسقف أورشليم
* أراد النبي أن يوضح في كلامه أنه لا يهمل الصلاة الليلية أبدًا، حتى أنه يقوم في منتصف الليل أو من عمق نومه. وإننا نجد في سفر الأعمال أن الرسل كانوا يصنعون هكذا: "ونحو نصف الليل كان بولس وسيلا يصليان ويسبحان الله، والمسجونون يسمعونهما" أع 25:16. لأنه في هذا الوقت بالذات تنشط القوات المضادة، وفيه أيضًا قُتل أبكار المصريين يد المهلك (خر23:12). والعكس في وقت الظهيرة تنشط القوات المقدسة، فنحو الظهر رفع إبراهيم نظره وإذا به يرى ثلاثة رجال واقفين لديه، استقبلهم كضيوف عنده (تك 1:18-5). ويمكنك أن ترى في الأحداث الواردة هنا رمزًا.
حقًا، متى يمكن أن يتحقق الظهور الإلهي إلا في أوج النهار؟ وفي المفهوم الروحي الذين يقتنون روح المسيح ويشرق عليهم النور الحقيقي هم نهار، أما الذين يسقطون في الشر ويسيطر عليهم الفساد فهم ليل. لهذا فإن النهوض يكون في نصف الليل. بما أن القوات الشريرة تختار نحو نصف الليل بالذات لكي تعمل، لذلك نهضت - بجسدي كما بروحي- لأشكرك أحكام عدلك.
أقول إن وقت التجارب هو الليل، أما النهار فلا أُجرب فيه ولا أكون فيه في خطر. أيضًا لم استسلم للتجارب في شدتها، وإنما كلمتك التي أيقظت روحي لتشكرك، فأعترف لك بخطاياي أو أحمد نعمتك. فإن هذه الكلمة (اعترف) تُستخدم في الحالتين.
يلزمنا كل حال أن نشكر أعمال عدل الله، لأن كل شيء إنما يأتي بحكم من الله، سواء في هذه الحياة أو الدهر الآتي. حقًا، إن كل أحكام الله تعبر عن عدله. يليق بنا أن نشكر الله أحكامه في كل وقت، ليس فقط في النهار، وإنما في الليل أيضًا.
العلامة أوريجينوس
* من هو صديق لنا أعظم من ذاك الذي بذل جسده لأجلنا؟
منه طلب داود في نصف الليل خبرات (لو5:11-8) ونالها، إذ يقول: "في نصف الليل سبحتك أحكام عدلك" [62]. نال هذه الخبرات التي صارت غذاءه... لقد طلب منه في الليل... (مز7:6)، ولا يخشى لئلا يوقظه من نومه، إذ عارف أنه دائم السهر والعمل.
ونحن أيضًا فنتذكر ما ورد في الكتب ونهتم بالصلاة ليلًا ونهارًا مع التضرع لغفران الخطايا، لأنه إن كان مثل هذا القديس الذي يقع عاتقه مسئولية مملكة كان يسبح الرب سبع مرات كل يوم (مز164:119) ودائم الاهتمام بتقدماتٍ في الصباح والمساء، فكم بالأحري ينبغي نا أن نفعل نحن الذين يجب نا أن نطلب كثيرًا من أجل كثرة سقطاتنا بسبب ضعف أجسادنا وأرواحنا حتى لا ينقصنا لبنياننا كسرة خبز تسند قلب الآنسان (مز14:104،15)، وقد أرهقنا الطريق وتبعنا كثيرًا من سبل هذا العالم ومفارق هذه الحياة.
القديس أمبروسيوس
* لا تسيطر كم محبة المجد الباطل، كيف يكون ذلك والكل نائمون لا ينظرون إليكم (وأنتم تصلون في نصف الليل)؟
لا يحل بكم الكسل ولا التراخي؛ كيف يحل بكم ونفوسكم مستيقظة في هذه الأمور العظيمة؟!
فبعد مثل هذه الأسهار يحل بكم النوم اللذيذ والاستعلأنات العجيبة.
ليفعل هذا ليس فقط السيدة بل والرجل. ليكن البيت كنيسة تجمع الرجال والنساء.
القديس يوحنا الذهبي الفم
* يجب أن يشمل وقت الصلاة الحياة كلها. لكن إذا كانت هناك ثمة حاجة ملحة في فترات معينة لأن نتوقف عن السجود والترنم بالمزامير، فإنه يلزمنا مراعاة الساعات المحددة للصلاة بواسطة القديسين. يقول داود القوي: "في نصف الليل أقوم لأحمدك أحكام برك". ونجد بولس وسيلا يقتديان به لأنهما سبَّحا الله في السجن في منتصف الليل (أع25:16). ويقول نفس النبي: "مساءً وصباحًا وظهرًا" مز6:5.3.
القديس باسيليوس الكبير
* لا ينبغي أن يتحول النوم لإضعاف الجسد كلية لكن لراحته واسترخائه، وأقول لا ينبغي أن يحل بنا لغرض الاسترخاء (التساهل)، لكن لنستريح من العمل. لهذا يليق بنا أن ننام نومًا يسهل معه استيقاظنا (لو35:12-37)... لأنه لا فائدة من إنسان نائمٍ كمن هو ميت. لهذا ينبغي نا دائمًا أن نستيقظ ليلًا ونبارك الله. لأنه طوبى للذين يطلبونه ومن ثم يصيرون أنفسهم كملائكة، فندعوهم "المراقبين" لكن إنسانًا نائمًا لا يساوي شيئًا، فهو لا يعدو أن يكون أكثر من ميت.
القديس إكليمنضس الإسكندري
يرى القديس أثناسيوس الرسولي أن حياة القديسين أشبه بعيد لا ينقطع، حياة فرح داخلي، وقد وجد داود النبي في الصلاة الدائمة عيدًا مفرحًا.
* بمثل هذه الاتجاهات والسلوك كان القديسون بحياتهم يشبهون أناسًا في حالة عيدٍ. وُجد واحد راحته في الصلاة للَّه، كما فعل الطوباوي داود، الذي كان يقوم في منتصف الليل ليفعل هكذا [62]. آخر عُرف بتسابيح الحمد مثل موسى، الذي سبح أغنية الحمد من أجل نصرته فرعون ورجاله (خر15). آخرون عبدوا بفرحٍ دائمٍ مثل العظيم صوئيل والطوباوي إيليا
البابا أثناسيوس الرسولي
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
مزمور 119 | بالوصية نمارس حياة العرس الجماعية
مزمور 119 | بالوصية نتحرر
مزمور 119 | بالوصية تقدس قلب الشاب
مزمور 45 - تسبحة العُرس للمسيا الملك المحارب
مزمور 45 (44 في الأجبية) - تفسير سفر المزامير - تسبحة العُرس


الساعة الآن 04:30 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024