بالوصية تتهيأ للعُرس
الآن وقد دخلت العرس الملوكي تعمل وصيتك فيّ فتهيئني للعرس، تحت كل الظروف، حتى القاسية. إنني أسرع إليك بغير توانٍ، محتملًا كل ألم لملاقاتك، حافظًا وصيتك.
* جعلت نفسي مستعدًا لاحتمال التجارب التي قد تفاجئني بغتة، وتمنعني عن حفظ وصاياك.
أنثيموس أسقف أورشليم
* "تهيأت ولم أتوان عن حفظ وصاياك" [60].
إن كنا منجذبين (للعريس)، وإن كنا متأهبين ومستعدين كما ينبغي فإننا لن نتوانى ولا تعوقنا القوات المضادة التي تحاربنا لكي تمنعنا عن حفظ الوصايا الإلهية. في هذا يقول الرسول: "من سيفصلنا عن محبة المسيح؟ أشدة أم ضيق أم اضطهاد؟!" رو35:8.
العلامة أوريجينوس
قدرما أتهيأ للعرس يبذل عدو الخير إبليس كل طاقاته، مستخدمًا كل وسائله ليفسد حياتي في الرب ويحرمني من التمتع بالعرس، لهذا يصرخ المرتل، قائلًا:
"حبال الخطاة التفت ،
ولناموسك ما نسيت" [61].
يقول القديس أغسطينوس أن حبال الخطاة أو أربطتهم هي مقاومة الأعداء، سواء الروحية مثل إبليس وجنوده أو الجسديين مثل أبناء المعصية الذين يعمل فيهم الشيطان، الذين يلفونها حول الأبرار، وهي رباطات قوية وخشنة وهكذا يعاني الأبرار منها وذلك بسماح إلهي.
* أي أمر يحدث دون توقع يكون خطيرًا، إذ يدفع حتى الشجعان من الناس للاضطراب والآنذار، وأحيانًا أهوال لا تحتمل. لكن إذا ما ذُكرت أنها ستحدث فإن توقعها يخفف وطأة هجومها، وهذا ما اعتقد معنى عبارة "تهيأت ولم أضطرب".
لهذا السبب فإن الكتاب المقدس الموحى به من الله، يقول حقًا للذين يبغون المجد بسلوكهم المقدس "يا بني إن اقتربت لتخدم الرب هيء نفسك للتجربة ووجه قلبك واحتمل" (ابن سيراخ1:2). وهو لا يتحدث ليوجِد في البشر تكاسلًا واستهتارًا... لهذا فإن مخلص الجميع لكي يهيء مسبقًا التلاميذ أخبرهم أنه سيتألم الصليب ويموت جسديًا ما أن يبلغ أورشليم (مز60:120).
القديس كيرلس السكندري
* ما هي هذه الحبال إلا تلك الأفكار الشريرة والقوات الشريرة التي تحارب البار وتحاول إبعاده عن ثباته في الله؟ لكن تصير حبال هؤلاء الذين يلفونها حول البار باطلة مادام يضع البار كل اهتمامه في حفظ الوصايا.
بنفس الطريقة فإن الضيقات التي يسقطها الأشرار البار تُحسب حبالهم، هذه يحتملها الآنسان البار بشجاعة عندما لا ينسى الناموس الإلهي.
أيضًا الذين يحثونه الخطية بكلمات مخادعة يلفونها كالحبال، لكنه متى كان حذرًا لا ينسى ناموس الله.
القديس ديديموس الضرير
ليلقي الأشرار بحبالهم حولي، فإنهم لن يستطيعوا أن يمنعوا عني منافذ النجاة، لأن الذي معي أعظم وأقوى من الذين ! مخلصي هو سندي في كل الطريق!