إكرام مريم العذراء وقرارات المجامع المسكونية
تعرّف "العقيدة" بأنها إعلان الإيمان الـمسيحي فى كلمات وعبارات محددة، تعبر عن حقائقه الجوهرية، وتجمع الـمؤمنين فى إيمان واحد مشترك، أساسه الوحي الإلهي الذى تسلّمته الكنيسة فى الكتاب الـمقدس والتقليد الـمقدس. والكنيسة الكاثوليكية اعلنت العقائد فى مجامع عامة مثل المجمع يني (1545-1563) أعلن فى جلسته رقم 25 والتى كانت فى 4 ديسمبر 1563:"ان القديسين الـمالكين مع السيد المسيح يقدمون صلواتهم لأجل البشر وانه حميد ومفيد ان نطلب صلواتهم بخشوع ونلتجئ الى عونهم ومساعدتهم لنوال عطايا الله ونعمه بواسطة ابنه سيدنا يسوع المسيح الذى هو وحده مخلصنا وفادينا".
إن إعلان ان مريم العذراء هى الشفيعة للمؤمنين يرجع تاريخه الى القرون الأولى للمسيحية وجاء ان وساطتها إما (1) لأنها أم الله المملؤة نعمة فهي تحتل مكان وسيط ما بين الله ومخلوقاته ، (2) او لأنها مع المسيح وبعده مباشرة تعاونت فى مصالحة الله مع البشر عندما كانت على الأرض ، او (3) لأنها موزعة للنعم التى يهبها الله لعبيده المخلصين. لأي سبب من الأسباب السالفة الذكر يلزم ان يكون المفهوم ان وساطة مريم انما هي ثانوية وتعتمد أساساً على وساطة المسيح الأساسية فيعتبرها البعض (امين الخزانة) أو المتصرف للنعم السماوية. ولابد ان نفهم جيدا انها ليست هى المعطية للموهبة او النعمة السماوية وان دورها فقط هو طريقة الإنتقال. وعندما ندعوها كأم تعرف من هم البنين وحاجاتهم فهى تقدم لنا المعونة بالصلاة معنا امام الله.
أعلن البابا بيوس الثالث عشر سنة 1891 ان كل النعم والبركات انما تأتي لنا من الله عن طريق مريم، وقد تبعه بعد ذلك فى نفس الإيمان ما تبعه من الباباوات.