منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 20 - 09 - 2021, 06:56 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,184

الكنيسة تعبرّ عن إيمانها في حياتها



الكنيسة تعبرّ عن إيمانها في حياتها
"فلّما سمع الحاضرون هذا الكلام، توجّعت قلوبهم" (آ 37).
بعد أن نقل لوقا الإعلان الرسولي والرسمي عن الإيمان المسيحي، أخبرنا كعادته (4: 4؛ 5: 33) بردّة فعل السامعين: كانت إيجابية جداً. ونحن نجد الرسمة نفسها عند مار بولس: كرازة، سماع الكلمة، إيمان (روم 10: 14- 15). أول علامات الإيمان التي تظهر في القلب (أي في الإنسان الداخلي) هى التوجّع. وقال السامعون للرسل إخوتهم في الإيمان: "ماذا يجب علينا أن نفعل"؟ وهكذا جعل لوقا مجموعة من الناس تتكلّم، وكأنها تؤلّف جوقة كبيرة (2: 7- 11؛ لو 2: 20؛ 7: 16 ي؛ 13: 17). ولكن ما يسرّ به لوقا، هو أن يعبر الإيمان إلى العمل، وأن يُترجم في الحياة كي يتحقّق الخلاص: ماذا يجب علينا أن نعمل؟ هذا السؤال طرحه سامعو يوحنا المعمدان ثلاث مرات (لو 3: 10، 12، 14)، وطرحه معلم الناموس على يسوع (لو 10: 25). وسيطرحه القديس بولس على الرب في طريق دمشق (أع 22: 10). وسيطرحه السجان المرتعب على بولس وسيلا (16: 30). يطرح السامع السؤال، فيدلّ على أنه مستعدّ لكل شيء، فيبين له الرب (أو الرسول) كيف أن الإيمان ينطبق على الحياة الملموسة.
فقال بطرس: "توبوا وليعتمد كل واحد منكم" (آ 38). ويعدّد القديس بطرس المراحل الثلاث التي تتوزع طريق الخلاص: التوبة، المعمودية، قبول الروح. وتتضمّن الندامة الصادقة عن الخطايا عودة إلى الذات في وجهة من وجهاتها. ولكننا لسنا فقط أمام تحليل داخلي، بل أمام حوار شخصي مع المسيح. والعماد الذي نتقبله من يد الكنيسة هو ضروري للخلاص (ليتعمد كل واحد منكم). يُعطى هذا العماد باسم يسوع المسيح لغفران الخطايا. لا نحصل على هذه النتيجة بفضل قوة سحرية تتعلق بالكلمات، بل نحن نستند إلى قوة المسيح نفسه. وإذا كانت لفظة "عمّد" تشير إلى الطقس الأسراري، فنحن لا نجد التعبير الليتورجي لهذا الطقس في عبارة "باسم يسوع (الذي هو) المسيح". إن النص يشدّد على الإيمان الذي يعلنه كل واحد شخصياً بالمسيح. أخيراً إن الروح الذي هو عطية الله هو موضوع وعد من قبل بطرس: "تنالون الروح القدس".
"لأن الوعد لكم ولأولادكم ولجميع البعيدين" (آ 39). إن الباعث الذي يدفع الله في عمل الخلاص هذا الآن هو أمانته لكلمته. وهذا الوعد لا يخص فقط الذين هم هنا (لكم، أنتم الشعب اليهودي)، بل يمتد إلى أولادهم وإلى كل الذين يدعوهم الرب حتى ولو كانوا بعيدين (أي: لو كانوا من الوثنيين). يتذكّر بطرس هنا أشعيا ويوئيل. إن الذين هم بعيدون يقدرون أن يقتربوا وينضمّوا إلى الشعب الكهنوتي الذي يتكوّن الآن. أما الشعب المختار الذي ما زال يملك الوعد، فيقدر أن ينال الغفران والروح، كما يقول لوقا في أماكن أخرى (3: 15 ي؛ لو 23: 34). وإن دعا الرب اليهود، فهم يقدرون أن يتحّدوا مع الذين جاؤوا من بعيد فيكونون شعب "الذين يدعون باسم الرب". هذا هو الاسم الجميل الذي أعطي للمسيحيين: "الذين يدعون باسم الرب (2: 21؛ 9: 14، 21؛ 22: 16؛ 1 كور 1: 2؛ 2 تم 2: 22).
"وكان بطرس يناشدهم ويشجعهم بأقوال أخرى كثيرة" (آ 40). ينبّهنا لوقا أنه أعطانا خطبة موجزة وأعطانا رسمة توسّع فيها بطريقته. ثم يلخّص لنا بعبارات قاسية تحريض بطرس الأخير: "تخلّصوا من هذا الجيل الفاسد". طبّقت التوراة هذه العبارة على شعب اسرائيل الذي خان العهد (رج تث 32: 5، 20؛ مز 78: 8). ثم طبّقها يسوع على معاصريه (رج مت 16: 4: جيل فاسد فاسق يطلب آية). وطبّقت العبارة في الكنيسة على العالم الذي يرفض الخلاص (غل 2: 15). لقد اتخذ الجيل معناه النموذجي الكامل. إن جيل الخروج الذي كان صورة الجيل الذي حكم على المسيح، صار صورة العالم الخاطىء. ثم إن هذه الصورة دخلت في مناخ "الأيام الأخيرة" الذي ذكره بطرس في بداية خطبته، فبدت قاسية ومهدّدة.
"فقبل بعضهم كلامه وتعمّدوا" (آ 41). قال لنا النص ممن يجب ان نحتفظ لنخلص. وها هو يشير إلى جماعة الخلاص التي يدخلنا فيها تقبّل الكلمة والأسرار: "انضم" 3000 نفس إلى جماعة المؤمنين الذين تعلّقوا بالرب. وهذا ما يقول النص فيما بعد (2: 47؛ 11: 21، 24). وكان الرب نفسه ينمي كنيسته (2: 47). وهناك نصوص لوقاوية أخرى تشدّد على هذا النمو. هي لا تتوقف على الأرقام، بل تعتبر هذا النمو (في منظار العهد القديم) علامة البركة الإلهية وثمرة العهد التي وعدتنا بها الحقبة الاسكاتولوجية بوفرة. ويرسم لوقا حالاً بعد النص الذي درسنا (آ 42- 47) لوحة أولى عن الحياة المسيحية. وهذه اللوحة تعكس رغم ما فيها من اصطناع، الميزات الجوهرية في الكنيسة الفتية. ولا ننسى أن هذه الآيات ترتبط في فكر الكاتب ارتباطاَ وثيقاً بسر الفصح وبخطبة بطرس. فالحياة المسيحية التى ترافقها شركة كاملة في الإيمان وفعل الشكر وعاطفة المحبة، هي أولاً وآخراً ثمرة الروح القدس. وروحانية وجودنا في الكنيسة لا يمكنها أن تتأسّس إلا على الإيمان الفصحي بيسوع الذي هو المسيح والرب.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
رأى عمل الروح القدس في حياة الكنيسة تحدَّث عن دوره في حياتها الكرازيّة
الشهيدة يوستينا | إيمانها
ترى الكنيسة المقدسة أن فترات حياتها تعبر في فترات نهارٍ وليلٍ
راحاب الزانية أعلنت إيمانها عمليًا فعرضت حياتها للخطر
الضرر الذي سببته حواء بعدم إيمانها، فقد أصلحته مريم بحسن إيمانها


الساعة الآن 04:52 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024