هوذا نحن نقرأ أن المسيح بذل نفسه، قدَّم نفسه، وفي ذلك أرى كمال نفسه البارة كمالاً مطلقًا لا نظير له، وعلى صورة لا يتسنَّى أن تتوفَّر في غير الصليب. فيا لها من محبة! ويا له من تكريس وبذل لمجد الآب! وتلك ألفاظ خرجت من فمهِ الكريم: «ليس أحدٌ يأخذها مني، بل أضعها أنا من ذاتي» ( يو 10: 18 )، «رئيس هذا العالم يأتي وليس له فيَّ شيءٌ. ولكن ليفهم العالم أني أُحبُّ الآب، وكما أوصاني الآب هكذا أفعل» ( يو 14: 30 ، 31).