|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الناجون من أمام كنيسة مارجرجس يكشفوا عن تفاصيل جديدة عن الانفجار الذى ضرب الكنيسة الوطن زجاج متحطم فى كل أنحاء الكنيسة، آثار دماء على الأرض وفى كل مكان، إنجيل على سور وبجواره بقعة دم كبيرة، صوت نحيب لا ينقطع، وصدمة تركت أثرها على وجه الناجين، الذين يُجمعون على أن الانفجار بدأ بعد أقل من ساعة من وقت الصلاة، وأنه بدأ فى أماكن جلوس الشمامسة، ليقصف بالصفوف الأولى، التى كان يجلس عليها الشمامسة والشباب والرجال، والذين سقط معظمهم قتلى وضحايا، بينما وقع «النجف» من قوة الانفجار، ليزداد تناثر الزجاج، معظم الناجين كانوا من السيدات، وقد هرولن إلى الباب الموجود خلف مقاعدهن، وخرجن فور وقوع الانفجار، ثم عاد بعضهن بحثاً عن ناجين آخرين. غضب وحزن وبكاء بين الأهالى، الذين منعوا محافظ الغربية من الخروج من الكنيسة لعدة ساعات، صرخوا وصاحوا وهتفوا ضده، وضد عدم تشديد الإجراءات الأمنية، حيث أكدوا أنه تم ضبط قنبلة أمام كنيسة مارجرجس منذ أسبوع واحد مضى. بينما تقف مارينا، تبكى أمام باب الكنيسة، سيدة فى الخمسين من عمرها، ترتجف، تنظر مشدوهة إلى الأمام، تقول: «كنت جوه وقت الانفجار، الناس اتقطعت وشفت واحد متفحم».. مارينا جاءت بصحبة ابنتها طالبة فى الصف الثانى الجامعى، لأداء شعائر الصلاة، وبعد أقل من ساعة مضت، فوجئت بالانفجار يأتى من مقصورة الشمامسة، مضيفة: «معظم القتلى كانوا من الشمامسة». تقول «مارينا» إنها فور الانفجار تمسكت بيد ابنتها، وخرجت من باب الكنيسة الذى يقع خلفها مباشرة، حيث كان يجلس الشمامسة فى الصفوف الأولى وقد دُمرت بالكامل، ومن خلفهم صفوف للرجال، ومن خلفهم تجلس السيدات، تضيف: «بعد ما خرجنا جرينا دخلنا تانى نشوف الناس ونطمن عليهم». تقول «مارينا»: «لقيت واحد مرمى متفحم، وواحدة مرمية فى الأرض ونجفة الكنيسة وقعت عليها، شفت الناس متقطعة»، تختم مارينا حديثها وهى تبكى وترتجف: «مكان الأسقف تم نسفه، إحنا عملنا إيه علشان كده.. كنا بنصلى». «سمعت صوت الانفجار من بيتى فى شارع النحاس، نزلت أجرى مراتى وبنتى وحماتى كانوا بيصلوا جوه».. هذا ما يقوله فوزى غطاس، رجل أربعينى، موضحاً أنه هرول جرياً حتى باب الكنيسة، حتى وجد زوجته وابنته واقفتين خارج الكنيسة فى حالة صدمة، تبكيان وتلطمان بأيديهما على وجهيهما، أما والدة زوجته فكانت تفترش الأرض. يقول «فوزى»: «فضلت أبص عليهم كويس علشان أتأكد إنهم مفيهمش إصابات»، ويضيف أن زوجته بقيت أمام الكنيسة لا تقدر على الحركة، ولا تتمكن من الكلام، وحتى الآن هى عاجزة عن الحديث من أثر الصدمة. تضيف دميان فوزى، شاهدة عيان، أن اليوم كان يسير بطريقة اعتيادية، حيث اعتادت أن تذهب إلى الكنيسة مع والدتها فى الصباح الباكر، بينما تركت أباها فى البيت نائماً، ليتبعهما فور استيقاظه. تؤكد دميان أن التفتيش أثناء دخول الكنيسة من بوابتها الرئيسية كان اعتيادياً حيث مروا من البوابة، وبعد جلوسهم داخل الكنيسة وبدء مراسم الصلاة، صُدموا بالانفجار الذى جاء فى صورة ضوء أبيض ودفعة قوية مع صوت ارتطام الزجاج من كل جانب داخل الكنيسة. بينما يقف بطرس، رجل فى الخمسين من عمره، يرتدى بلوفر ثقيلاً، آثار دماء متجلطة تغطى ظهره وكتفيه، ويظهر على أذنيه ووجهه آثار جروح طفيفة، بينما عينه اليمنى متورمة بالكامل، يقول: «كنت فى الدكة الرابعة والانفجار جه من قدام، الدم اللى عليا دم الرجالة اللى كانوا حواليا»، يقاوم بطرس شعوره بالإعياء يستند على الجدار أمام الكنيسة، ثم يجلس مفترشاً الأرض، يقول: «مش قادر آخد مراتى وأمشى دى كنيستنا، مناظر الضحايا كانت بشعة، اللى إيده فى حتة واللى رجله، دم فى كل مكان وستات بتعيط». تضيف سماح: «الرجالة اللى بيقعدوا فى الصفوف الأولى لقيتهم كلهم مترميين فوق بعض». تقول سماح أن الكنيسة كانت مكتظة بالمصلين من الرجال والنساء، وبعد الانفجار هرولت للباب الموجود خلفها، مع بقية الناجين، ثم لم تمر عدة دقائق وعادت إلى مكان الانفجار، حيث مضت تبحث وسط الأشلاء خوفاً من أن يكون زوجها بينهم، وعاد للكنيسة ولم ترَه أثناء دخوله. «زعف بالدم يا مصر.. ليه سايبينا كده؟»، سيدة قبطية تصرخ أمام الكنيسة، تحتضنها سيدة مسلمة محجبة، فى محاولة لمواساتها، تصرخ السيدة التى رفضت ذكر اسمها، قائلة: «فيه قنبلة فكوها من قدام الكنيسة من أسبوع بالضبط، الأمن كان عارف أنهم عايزين يقتلونا، بس محدش اهتم»، تصرخ وتلطم على وجهها، بينما يحاول الأهالى تهدئتها، تقول «الله محبة، الله محبة.. حقنا عندك يا رب». |
|