الجلسة الثالثة من مجمع خلقيدونية (13 أكتوبر 451)
فجأة لم تحترم فترة الأيام الخمسة، وعقد المجمع في 13 أكتوبر تحت رئاسة باسخانيوس المندوب الروماني دون حضور القضاة المدنيين والرجال الستة الذين أدينوا. وقد تجاهلت سجلات المجمع عدد الحاضرين في هذه الجلسة، غير أن انعقادها في "مارتيريون القديسة أوفيمية (8)" وهى كنيسة صغيرة عوض "كنيسة أوفيمي" في الجلسات السابقة يوحى أن العدد كان صغيرًا.
لكي يتمموا الشكليات استعدى البابا ديسقورس من الحبس، فطلب تصريحًا من السلطات للخروج واشترط حضور القضاة المدنيين والرجال الذين أدينوا معه.
في غيابه لم يجد المقاومين صعوبة في تحريض البعض على تقديم اتهامات ضده مثل أن حياته فاسدة وأن سخطًا عامًا في الإسكندرية ضده وأنه حرض على منع شحن القمح إلى ليبيا. هذه كلها اتهامات واهية قدمت في غيابه، واضح أنها مزيفة، لأن التاريخ نفسه يثبت تعلق الإسكندرية به، حتى مقاوميه لم يتهموه في حياته الشخصية، أما قصة القمح فهي القصة التي يمكن بها تحريض القصر الإمبراطوري ضده. كما اتهم أيضا بحرمانه بابا روما.
مما بلفت النظر أن كلمات مندوبي روما الختامية توضح أن التجريد والعزل إنما صدرًا من لاون، وما على المجمع إلا الموافقة. هكذا يتضح أن القرار في الواقع يصدر من أجل عقيدة لاهوتية وإنما لأجل الدفاع عن سيادة السلطة البابوية الرومانية. وقد تخبط معاصروه في محاولة تبرير تجريده وعزله، لكن الغالبية العظمى لم ينسبوا إليه هرطقة ما، ولم يحكم عليه بالحرمان.