|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
رفض أهل الناصرة يسوع لأنهم توقفوا عند الوجه البشري له، وما استطاعوا ان يتجاوزوه ليروا فيه حامل كلمة الملكوت، وتناسوا من هو يسوع الذي يُجري المعجزات. وكان يسوع يُعلّم بكل حكمة وقوة وسلطان، ولكن أهل مدينته لم يروا فيه سوى نجّار، فقالوا: "مِن أَينَ له هذا؟ وما هذهِ الحِكمَةُ الَّتي أُعطِيَها حتَّى إِنَّ المُعجِزاتِ المُبِينَةَ تَجري عن يَديَه؟" (مرقس 6: 2). إنهم رفضوه لأنه كان واحدا منهم. ظنوا انهم يعرفونه، وهم لا يعرفون حقة المعرفة كما جاء في تصريح يسوع " أَجَل، إِنَّكُم تَعرِفونَني وتعرفونَ مِن أَينَ أَنا. على أَنِّي ما جئتُ مِن نَفْسي فالَّذي أَرسَلني هو صادِق. ذاكَ الَّذي لا تَعرِفونَه أَنتُم وأَمَّا أَنا فَأَعرِفُه لأَنِّي مِن عِندِه وهوَ الَّذي أَرسَلَني" (يوحنا 7: 28). مّا يعني: إنّكم تعرفونني ولا تعرفونني؟ فأهل الناصرة كانوا يعرفون عن يسوع كل ما يتعلّق بطبيعته البشريّة: مظهره، موطنه وعائلته ومكان ولادته. إذ كان يُعلّم فيعجب الشعب بتعليمه، ويشفي المرضى فيتعزّى الشعب بمعجزاته، ويطرد الشياطين. أمَّا فيما يتعلّق بالطبيعة الإلهيّة، فأهل الناصرة لا يعرفونه. فقد قال لهم يسوع: "على أَنِّي ما جئتُ مِن نَفْسي فالَّذي أَرسَلني هو صادِق. ذاكَ الَّذي لا تَعرِفونَه أَنتُم". فحتّى يعرفوا الآب، يجب أن يؤمنوا بمَن أرسله، حينئذٍ تتعرّفون إليه، لأنّ "اللهَ ما رآهُ أَحدٌ قطّ الابنُ الوَحيدُ الَّذي في حِضْنِ الآب هو الَّذي أَخبَرَ عَنه " (يوحنا 1: 18)؛ كذلك" فما مِن أَحَدٍ يَعرِفُ مَنِ الِابْنُ إِلاَّ الآب، ولا مَنِ الآبُ إِلاَّ الِابنُ ومَن شاءَ الِابنُ أَن يَكشِفَهُ لَه" (لوقا 10: 22). وبعبارة أخرى، فان رفض يسوع يقوم بعدم الايمان بما علّمه "فتَمَّتِ الكَلِمَةُ الَّتي قالَها النَّبِيُّ أَشَعْيا: "يا ربّ، مَنِ الَّذي آمَنَ بِما سَمِعَ مِنَّا؟" (يوحنا 12: 38). |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
وطن يسوع هو الناصرة |
رفض اهل الناصرة ليسوع المسيح ابن الناصرة (مرقس 6: 1-6) |
مجيء يسوع إلى الناصرة وحده دون أن يصنع معجزة |
لمحة عن بيت يسوع في الناصرة |
الناصرة لا تستقبل يسوع |