|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يقول الرب "تعلموا مني لأني وديع ومتواضع القلب". فهو ليس وديعاً ومتواضعاً في أسلوب حياته فقط. ولكنه وديع ومتواضع القلب، فالأسلوب الصحيح الذي يراه الناس يمكن أن يحاكيه المرء بسهولة، أما حالة القلب الصحيحة التي يراها الرب فقط فهي نتيجة التحول إلى الرب في الصلاة والخضوع لمشيئة الآب. ونحن بالطبيعة لسنا ودعاء ولا متواضعين، فبدلاً من الوداعة التي تقدم الآخرين عني فإننا نؤكد على أنفسنا، وبدلاً من أن تكون أفكارنا عن أنفسنا وضيعة فإننا بالطبيعة نميل إلى التأكيد على أهميتنا ولكي نصحح كل هذه الميول الطبيعية للجسد فإن الرب يشغلنا بنفسه كما يقول "تعلموا مني". فكلما تطلعنا إليه وتعجبنا من صفاته الجميلة هذه، فإننا دون أن نشعر نتحول ونتغير إلى صورته، ونصبح أدبياً مشابهين لذاك الذي كنا نتعجب منه، ولكن للأسف فالحقيقة أننا غالباً ما يكون تشبهنا به قليلاً، وهذا يكشف بوضوح أننا قليلاً ما تنشغل نفوسنا به وقليلاً ما نتعلم منه. فإذا حملنا نيره وتعلمنا منه سنجد راحة لنفوسنا. وفي الظروف المؤلمة التي نواجهها حيث تتهيج نفوسنا من جراء الإهانات التي تنصّب علينا، فإن خيانة الأصدقاء الكذبة، وخبث الذين يحقدون علينا لا تجعلنا مستريحين. أما الخضوع لما يسمح به الآب والإمساك بجمال روح المسيح في كل وداعته وتواضعه كما نتعلم منه، فإننا نستمتع بالراحة التي كانت دائماً هي نصيب الرب في هذا العالم غير المريح. وفضلاً عن ذلك، فإذا حملنا نيره، وخضعنا لإرادة الآب فسنجد نيره هين وحمله خفيف. ولذا ففي اتباع خطواته، لا نفعل خطية، ولا نتكلم بمكر، ونصمت في مواجهة الإهانات ونسلم أنفسنا لله، عندئذ تكون لنا مؤازرته ومعونته كمن نحمل معه النير في الخضوع لإرادة الآب، وهكذا في معونته وفي الشركة معه سنجد حقاً تلك الكلمات "نيره هين وحمله خفيف". لذا عندما نقرأ هذه الكلمات في الكتاب. فإن بطرس لا يحرضنا على اتخاذ خطوات مستحيلة، ولم يطلب من الرب أن نتعلم دروساً مستحيلة فبطرس يحرضنا: ألا نعمل خطية ولا نكن ماكرين وأن نصمت عندما تواجهنا الإهانات وأن نستودع أنفسنا لله أما الرب فيطلب منا أن نتعلم منه، بالخضوع لإرادة الآب، وبالوداعة التي تنشغل بالآخرين، وبالتواضع الذي لا يفكر في الذات. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
السلام لأخف الأحمال ولدتِ مَن نيره حلو |
أصبح حلمنا فقط راحت بالنا |
وإمنح لنفوسنا القلقانة راحة وهدوء |
بحمله نيره كسر عنا قيود ذاك الذي أسرنا |
أنت تحمل نيره عليك |