|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
التطبيق التاريخي: يسرد يسوع المسيح مثل الكَرَّامينَ القتلة في الهيكل مُخاطبًا عظماء الكهنة وشيوخ الشَّعب بعد دخوله المهيب إلى أورشليم، ولخّص فيه تاريخ الخلاص كلّه في هذا المَثَل حيث يُظْهرُ شخصياَّت رئيسية، وهي: رَبُّ البَيْت هو الله، والكَرْم هم بنو إسرائيل، والكرَّامون هم القادة الدِّينيون في إسرائيل، وخَدَم رَبُّ البَيْت هم الأنبياء، وابن رَبُّ البَيْت هو يسوع المسيح، والآخرون هم الأمم الوثنية والبَقيَّة من اليهود. استعاد يسوع صورة الكَرْم التي ترمز إلى شعب إسرائيل (أشعيا 5: 1-7)، وطبّقها على مسؤولي الشَّعب، رؤساء الكهنة والكتبة والشُّيوخ، الذين رفضوا الاستماع إلى تنبيهات الأنبياء وإلى نداءات يسوع من أجل الملكوت، ولم يعطوا الثِّمار التي انتظرها الله منهم. في المَثَل السابق عن الابنين والكَرْم (متى 21: 28-32)، ظهر اليهود كأصحاب كلام بلا عمل، ففقدوا مركزهم ليحلَّ مَحلَّهم العشارون والبغايا الذين بالعمل أعلنوا ندمِهم على ماضيهم. أمّا هنا فالسيِّد المسيح يكشف لهم أنهم عبر التاريخ كلّه لم يكونوا فقط غير عاملين، وإنما مُضطهِدين لرجال الرَّبّ في أعنف صورة، حتى متى جاء ابن الله نفسه الوارث فقد أُخرجوه خارج أورشليم وقتلوه. أرسل الله للشعب اليهودي على ممر العصور سلسلة من الخَدَم، وهم أنبياء العهد القديم الذين انتهوا بيوحنا المعمدان، وكان ينصحون إسرائيل ويَحثّونه على تقديم ثِمار حسب الشريعة. وانتظروا كلهم أن يجنوا أثمار التوبة والأعمال الصالحة والبِر. وآخر الكل قد جاء يسوع المسيح، الابن الوحيد المحبوب والوارث الذي له كل سلطة الآب (متى 21: 38). لكن الأحبار ورؤساء الشَّعب تحدَّوا يسوع، وأرادوا نوال المملكة بمفردهم دونه، مُغتصبين لأنفسهم الميراث الرَّبّاني. وهذا التحدي شمل عصور الشَّعب السَّابق، ويصور موقف النزاع الحاضر، ويُشير النتائج ذلك في المستقبل. كشف يسوع في هذا المَثَل للقادة الدِّينيين أنَّه يعلم ما يفكرون فيه، من خلال مؤامراتهم لقتله، إذ لم يقبلوا وضعهم ككرامين أجراء، بل أرادوا أن يتملكوا الكَرْم. رفضوا تلك العلاقة مع السيد وأرادوا أن يكونوا أسيادا. فاكَّد يسوع لهم أنَّ خطيئتهم لن تمرَّ دون عقاب. فطرد الله رؤساء اليهود بسبب مقاومة إرادته تعالى، مُطالبًا إيّاهم بتسليم الكَرْم الذي أُؤتُمنوا عليه ولم يُثمر؛ وقيل على لسان أشعيا النبي "الرَّبّ آنتصَبَ لِلآتِّهام وقامَ لِيَدينَ الشُّعوب. الرَّبُّ يَدخُلُ في المُحاكَمة مع شُيوخِ شَعبه ورُؤَسائِهم: إِنَّكم أنتُم أَتْلَفْتُمُ الكَرْم" (أشعيا 3: 13-14). وقيل في موضع آخر "رُعاةٌ كَثيرونَ أَتلَفوا كَرْمي وداسوا نَصيبي وجَعَلوا نَصيبِيَ الشَّهِيَّ قَفرًا خَرِبًا" (إرميا 12: 10). ذكّر يسوع اليهود من خلال المَثَل حقيقة أمرهم وحقيقة أمره. فمنذ أن رفض بنو إسرائيل المسيح كان مصيرهم الانهيار، فدُمرِّت القدس على يد الرومان سنة 70م، كما جاء في نبوءته " أُورَشَليم أُورَشَليم، يا قاتِلَةَ الأَنبِياء وراجِمَةَ المُرسَلينَ إِليَها، هُوَذا بَيتُكم يُترَكُ لَكم قفرا" (متى 23: 37-38)، وكذلك خسر اليهود حقوقهم وامتيازاتهم الدِّينية. فيما يتعلق بحقيقة امر يسوع، لم يتوقف متى الإنجيلي عند موت يسوع، ولا عند مصير الملكوت، بل تطلّع إلى عمل الله العجيب الذي يُقيم ابنه من الموت، ويُسلم الملكوت إلى كرَّامين يُعطون ثمراً. فجاءت الخاتمة بإعلان انتقال الملكوت إلى شعب يعطي ثمارًا. ومن هذا المنطلق، نرى مدى مأساة النَّاس في رفض المسيح حيث أنَّ الخلاص يكمن في قبول المسيح وإنجيله: "توبوا وآمِنوا بِالبِشارة" (مرقس 1: 15)، وبهذا يصبح الإنسان المؤمن من البنَّائين على حجر الزاوية وهو المسيح. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مَثَل الكرَّامين | يروي مَثَل الكَرَّامين القَتَلة عن رجل لديه كَرْم |
مَثَل الكرَّامين | التطبيق الروحي |
مَثَل الكرَّامين | التطبيق المسيحاني |
مَثَل الكرَّامين | "بَعضَ الكرَّامين" |
مَثَل الكرَّامين |