|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
رجوع الإنسان عن شره: قلنا إن الرب أراد بحديثه هنا أن يدفع شعبه نحو التوبة، بعدم ارتباكهم بسبب خطايا آبائهم، بل وأيضًا عدم ارتباكهم بخطاياهم الشخصية السابقة أو الحالية إن قدموا توبة صادقة، إذ يقول: "فإذا رجع الشرير عن جميع خطاياه التي فعلها وحفظ كل فرائضي وفعل حقًا وعدلا فحياة يحيا. لا تموت" [21]. يعتبر البعض هذه العبارة هي مركز السفر كله، أثمن عبارة وردت فيه، إنها دعوة قوية للتوبة! "هل مسرةً أُسر بموت الشرير، يقول السيد الرب، إلا برجوعه عن طريقه فيحيا؟!" [23] إنه يفتح باب الرجاء على مصراعيه لكي لا تهلك نفس واحدة بروح اليأس القاتل. لقد وجد الآباء الكنسيون في هذا الأصحاح حقلًا خصبًا يدخل إليه كل ساقط يائس ليأكل من ثمر التوبة فيمتلئ رجاءً، كما يقدم تحذيرات واضحة للنفوس القائمة لئلا تفقد بتهاونها كل تعبها الماضي. وفيما يلي بعض تعليقات الآباء: *بالتشجيعيخفف من ثقل الخطايا ويقلل من الشهوات، باعثًا الرجاء في الخلاص. القديس إكليمنضس الإسكندري *منأجل الذين هم في خطر اليأس قدم لهم ملجأ الغفران، ومن أجل الذين هم في خطر الرجاء (الاستهتار)وهم يماطلون بالتأجيل جعل يوم الموت غير أكيد.القديس أغسطينوس *إنسمعوا هذا الصوت وآمنوا به يشفوا من اليأس، ويقوموا من الهوة التي لا نهاية لأعماقمها التي سقطوا فيها. القديس أغسطينوس *نحنلا نيأس من إنسان مادامت أناة الله تقتاد الأشرار إلى التوبة، فلا نطرده من هذه الحياة. القديس أغسطينوس *لاتيأس من الخلاص. تذكر ما هو مكتوب في الكتاب المقدس أن الساقط يقوم والضال يعود (إر 8: 4) والمجروحيشفي،والذي سقط فريسة للوحوش يفلت، والذي يقر بخطاياه لا يحتقر... إنه وقت للاحتمال وطول الأناة، وقت للشفاء والتصحيح، فهل تعثرت؟ قم! هل أخطات كف عن الخطيئة! القديس أغسطينوس *التوبةهي "حياة"أفضل من الموت... لتسرع إليها أيها الخاطئ، وتحتضنها كما يحتضن الغريق بعض العوارض فتنشلك من الغرق وسط أمواج الخطايا، وتحملك إلى الميناء الإلهي المملوء حنوًا. العلامة ترتليان * مادام ما يقوله الرب هو حق، عندما اتوب ينسي كل خطاياي الماضية وكل آثامي لماذا تخيفنني؟ الله يعدني بالغفران، فهل تسقطني أنت في اليأس؟ الأب قيصريوس أسقف آرل في الوقت الذي فيه فتح أبواب الرجاء بكل قوة أمام الخطاة لكي يتوبوا إذا به يحذر القيام لئلا يسقطوا، قائلًا: "وإذا رجع البار عن بره وعمل إثمًا وفعل مثل كل الرجاسات التي يفعلها الشرير أفيحيا؟! كل بره الذي عمله لا يذكر في خيانته التي خانها وفي خطيته التي أخطأ بها يموت" [24]. وكما يقول القديس أنبا أنطونيوس: [ليتنا نثبت في تدريبنا كل يوم، عالمين أننا إذ نهمل لمدة يوم واحد لن يغفر لنا الرب من أجل الماضي، بل يحل غضبه على إهمالنا... فقد أفسد يهوذا جهاده الماضي بسبب ليلة واحدة]. ويقول القديس باسيليوس الكبير:[متى حدث تغير يصير تعب البار باطلاً كما لا يُلام الخاطئ وذلك بانحراف الأول عما هو حسن إلى ما هو أشر، وميل الثأني عما هو شر إلى ما هو أفضل ]. لكن ألا تعتبر هذه العبارة قاسية وعنيفة؟ القديس يوحنا الذهبي الفم: [لقد أظهر الله حتى في هذا الأمر عظمة حنو محبته، مقدمًا لنا هذه الأمور المرعبة لكي يقيمنا ويوقظ فينا شهوة الملكوت ] القديس إكليمنضس الإسكندري: [إن عقوبات الله هي للخلاص، والتأديب يقودنا إلى التوبة، إذ يشتاق الله إلى التوبة أكثر من موت الخاطئ ]. "لأني لا أُسر بموت من يموت يقول السيد الرب. فارجعوا واحيوا" [32]. هذه الكلمات ينطق بها الله لك إن كنت بائسًا: "لأني لا أُسر بموت شرير". حتى أن كنت تريد موتك، فأنا لا أريد ذلك. إنك لم تخلق نفسك، لكنك باليأس تهلك. على أي الأحوال، لقد خلقك الله حين لم تكن موجودًا، بعد ذلك هو بحث عنك عندما ضللت، ووجدك خلال دم ابنه وخلصك. هو نفسه يدعوك: ارجع من هاوية اليأس. تعال، فإنني لا أشاء موت الخاطئ بل أن يرجع ويحيا... لا تفقد الثقة بسبب اليأس من جهة خطاياك، وفي نفس الوقت لا تثق في طول الحياة. لذلك تب... لماذا لا تتب اليوم ؟ الأب قيصريوس أسقف آرل يري العلامة أوريجانوس في هذا الحديث الإلهي الخاص بإمكانية رجوع الخطاة إلى الله وبتحذير القائمين من السقوط، تأكيد خطأ القائلين بوجود طبائع مختلفة تخلق هكذا، موضحًا أنه يمكن للخاطئ أن يصير صالحًا والعكس بالعكس . |
|