|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
معظم أنواع الوجع والمخاوف بتيجي من الخوف من الرفض. الترك والوحدة رفض كمان. وساعتها بتبقي ناسي نفسك وماشي تدوّر علي اللي هيديلك القبول والأمان اللي معاه. وفي نفس الوقت خايف لأن خبراتك قالتلك إن في احتماﻻت تترفض تاني !! فـ انت لازم تبقي كامل عشان ماتترفضش بقي، والكمال ده طبعاً بيبقي شيء مستحيل. وبالتالي بتلاقي الخوف بيزيد جواك أكتر وأكتر !! لكن المفاجأة إن الخوف من الرفض ده بيقل ويهرب من جواك ببساطة لمّا تقبل نفسك وتحتضنها وتقولها: أنا كامل بيا ومش محتاج لحد يملالي فراغ نفسيتي لأنها مليانة أصلاً بقبولي لنفسي وكمان مش مرعوب من الوحدة لأني أصلاً متونس بيا لذلك يحب مقاومة ( الحزن ) عند الخروج من علاقة أو عند الإحساس بالفقد عامة نحتاج أن لا نمنع أنفسنا من النوح (البكاء الشديد) فالنوح يعيد لنا الاتصال بجزء من شخصياتنا قد فقد من وعينا. عندما يعود هذا الجزء سنكتشف عودة الكثير من قدراتنا المعطلة روحياً ونفسياً وعقلياً. سوف نستعيد قدرتنا على الإحساس. عندما نختبر الحزن والغضب الحقيقيين يمكننا أيضاً أن نختبر الفرح الحقيقي. هذا أفضل بكثير من العيش حياة هي أقرب للموت لا نحزن ولا نفرح فيها. تأخذ مقاومة النواح عدة أشكال منها: • فصل الإحساس • وهم الانتقام • وهم الغفران السحري • وهم التعويض : تدريب النفس على عدم الإحساس مطلقاً. ربما من خلال إنشقاق الوعي و "التوهان"وعدم التركيز في أي شيء. وهذا له تأثيره على الذاكرة والذكاء والفاعلية في الحياة عموماً. هناك أشخاص يبدو أنهم لا يستخدمون عقولهم تمامأً في أي شيء وكأنهم يخشون استخدام عقلهم أو إحساسهم لئلا يتألموا! بينما هناك أشخاص يستخدمون عقولهم أكثر من اللازم في "عقلنة" كل شيء لكيلا يشعروا. آخرون يستخدمون التدين و"الروحنة" أكثر من اللازم لكيلا يواجهوا الحقائق المؤلمة. بعض الناس ينغمس في سلوكيات مختلفة بطريقة قهرية مبالغ فيها لكي لا يتوقفوا ليروا حقيقة حياتهم ومشاعرهم. هذه السلوكيات يمكن أن تكون الإفراط في الأكل أو الجنس أو العلاقات العاطفية التي بلا هدف أو مستقبل، أو العمل، أو الشراء أو الاهتمام بالأولاد أو الخدمة أو أي هواية أو اهتمام خاص، أو أي شيء يغرقون أنفسهم فيه فلا يتوقفوا ولو للحظة واحدة لكي يسألوا أنفسهم، بم يشعرون أو ماذا يريدون أو من هم أصلاً، من أين أتوا؟ وإلى أين هم ذاهبون في هذه الحياة! قد نظن أن الانتقام من الشخص المتسبب في الإساءة، سواء فعلياً أو في خيالنا، أو بشكل رمزي من خلال الانتقام من "كل الرجال" مثلاً، من الممكن أن يشفينا بدلاً من النوح. أفكار أو خيالات الانتقام تعطينا شعوراً سحرياً بالتحكم والسيطرة والتخلص من الإحساس بالعجز. : الغفران أيضاً يعطي شعوراً بالسيطرة ولكن بطريقة عكسية، من خلال التسامي والترفع. يمكننا هنا أن نشير إلى نوعين من الغفران: الغفران السحري والغفران الصحي. هو وهم آخر بالتحكم عن طريق تجنب مشاعر النوح (مثل الغضب والحزن والعجز) من خلال نوع من التفوق والتسامي "الروحي". فهو الغفران الذي يعترف بالنوح والغضب ضد المعتدي، ثم يتجاوزه إلى إطلاق المعتدي، والتخلي عن أي كراهية أو رغبة في الانتقام منه، وتركه بين يدي الله. عندما ندرك أن المعتدي ربما تعرض هو أيضاً للاعتداء، وعندما ندرك حقيقة الشر الذي نعاني منه كلنا كبشر وحقيقة أننا نحتاج كلنا لغفران ورحمة الله، ربما نستطيع أن نشعر بمشاعر الغفران والمسامحة، لكن هذا قد يستغرق وقتاً طويلاً جداً! إن كان لا، فعليك أن تراجعي نفسك في هذا الغفران السحري وتعملي على مواجهة الفقد والنوح عليه، لتصلي للغفران الصحي! : الرغبة في التعويض أيضاً رغبة سحرية تعطل التعافي. ربما تكون رغبة في الحصول على تعويض من الشخص نفسه، أو من الله أو من شخص يمثل السلطة (المشير أو المعالج أو قائد ديني أو أي شخصية والدية). ربما تظهر الرغبة في التعويض في صورة حالة من "الإضراب" أو "القمصة" من الدنيا كلها والشعور بأن العالم مدين لنا بسبب ما حدث. هذا أيضاً دفاع نمارسه لكي لا نواجه الحقيقة. الحقيقة أنه لا يوجد شيء يكفي لتعويض ما حدث. النوح هو رد الفعل الوحيد الذي يوفي ما حدث حقه! نستطيع أن نختبر كل مشاعر النوح ونحن ننعم بفهم ومساندة لم تكن موجودة من قبل. النوح سوف يأتي بالطريقة التي يأتي بها، نحن لا نستطيع أن نستحضره، فقط نستطيع أن نتوقف عن مقاومته عندما يأتي. هذه المقاومة هي السبب الأساسي في طول مدة العلاج. المصدر: كتاب بداية الرحلة |
|