|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هذه الشريعة تملأ البشر بالحكمة، مثل فيشون، ودجلة[14] في أيام بكور الثمار [25]. استخدم ابن سيراخ ما ورد في العهد القديم عن الأنهار خاصة في جنة عدن، إذ يرى فيها الفيض بالتمتُّع بسمات الحكمة (تك 2: 10-14). يتحدث عن القناة الصغيرة التي تحوَّلت إلى نهرٍ عظيم، خلال خبرته العملية حيث يتطلَّع إلى ما اقتناه من حكمة في بداية حياته، وإذ كان يطلب من الله على الدوام كي يهبه الحكمة، تحولت قناة الحكمة في داخله إلى نهرٍ يفيض على الكثيرين. تقدم لهم مياه الحياة التي لا يوجد نهر يفيض بمثلها، لذا قدمت لهم ستة أنهر مشهورة. أربعة أنهر منها وردت في قصة الخليقة (تك 2: 10-14) تروي جنة عدن، ونهر النيل والأردن [25-28]. إن كانت مياهها أفضل من كل الأنهار، فإنها متسعة للغاية وكأن النهر يصير بحرًا، وفي نفس الوقت تصير بروح التواضع كساقية من النهر أو قناة تروي الجنة. تهتم بالمؤمن لترويه بساقية أو قناة صغيرة، وإذ تدخل أعماقه تصير القناة نهرًا، والنهر يصير بحرًا. ما هذه المياه التي تفيض على النفس البشرية كما من قناة إلاَّ الحكمة الإلهية التي تقدم حياة حافلة بالبركات (إش 58: 11؛ خر 47: 1-12). مياه الحكمة هي أيضًا نور يشرق في النفس كالفجر الذي يسطع من بعيد. لم يقل مثل نهر الأردن مثلما ذكر أنهر موجودة في بلاد الأمم، إذ كثيرًا ما أعلن ابن سيراخ عما تتمتع به الأمم خلال الكرازة بالإنجيل. |
|