ويرد هذا اللقب "ابن مريم" مسنوداً إلي عيسي كناية له : "وقفينا علي آثارهم بعيسي ابن مريم" (بقرة 87، نساء 170، مائدة 46) "وآتينا عيسي ابن مريم البينات" (بقرة 87 و 253 و مائدة 49)، "إذ قال الله يا عيسي ابن مريم" (مائدة 113 و 119)، وهذا الاسم تصح به نسبة عيسي.
ويرد اللقب "ابن مريم" مستقلاً بنفسه، كناية علمية علي الطريقة السامية : "وجعلنا ابن مريم وأمه آية" (مؤمنون 51) "ولما ضرب ابن مريم مثلاً" (زخرف 57) وفي هذه الكناية تشريف، وتفضيل، واستشهاه، وشهادة.
ويدعو "عبد الله" أي رجل الله، وهي صفة يتصف بها أنبياء الله ورسله. فهو قال عن نفسه "إني عبد الله" (مريم 30) حينما نطق طفلاً، والله يدعوه عبده "إن هو إلا عبد أنعمنا عليه" (زخرف 58)، ويجعل القرآن هذه الصفة ميزة رسالته. وحسبه فخراً أنه عبد الله "لن يستنكف المسيح أن يكون عبداً لله" (نساء 171).
وهو "النبي" : ولد نبياً بشهادته لما نطق حال ولادته "إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبياً" (مريم 30)، بل نبوته ترتقي إلي ما قبل الولادة، إذ هو كلمة الله ألقاها إلي مريم، وروح منه" (نساء 171). وقد انفرد هذا "النبي" بخوارق شخصه ورسالته.