|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المرأة التي سقطت في خطايا كثيرة شعرت بلاهوتك (المرأة الخاطئة) كيف ﻻبن بشر غائص في أوحاله أن يشعر بك أنّك اﻹله؟ لوﻻ أنّك أنت بمحبّتك اخترقتَ قلبَها، فقَلَبْتَ كلّ ما فيها من أشواق، نحوك، ﻷنّها لم تلاقي أحداً قبلاً مثلك يجتذبها إلى فوق، فالكلّ أدنوها من فم الجحيم، إﻻّّ أنت، فحين سَمِعَتْ بخبرك وتواضُعِكَ، ورأتك تجالس الخطأة الذين يأنَفُ منهم الجميع، أحسّتْ بك أنّك غيرهم، رأت فيك الحياة، بعد أن سلبها منها بنو آدم العتيق. رأت فيك النور، الذي خسرته، فراحت تتخبّط في دياجير العدم والموت، رأت فيك اﻷب، بعد أن عدمت من يرشدها، ويستر ما تبقى من حياتها، رأت فيك اﻷم، بعد أن عدمت حنّو الكلّ، رأت فيك أنّك كلّ شيء، بعد أن خسرت كلّ شيء عندها (خَسرت نفسها). رأتك الصخرة التي تدحرجت ووقفت في مجرىْ سيل حياتها الهادر بالخطيئة، فتوقفت وتحولت عن عشقها الخاطئ، إلى عشق من هو سبب وجودها. جَزِعتْ ولم تستترْ كما استترت حواء قديماً. ﻷن نور وجهك كشف لها حقارة نفسها، فتوقفت عن سيرها نحو لجّة الهاوية، واستدارتْ نحو لُجّة صلاحك. وقدّمتْ لك طيوباً قبل الدفن منتحبة ومعترفة بكلّ خطاياها بكلمات صامتة، ﻻ من فمها بل من عينيها، اللتين امتلأتا قديماً بنظر الفجور، أمّا اﻵن فأُشبِعَتا من رؤيتك بعد أن انغسلتا بدموعها الغزيرة التي انسابت كمطر هاطل على قدميك اللتين دُستَ بهما البحر الهائج فسكّنتَ أمواجه، وهنا اﻵن هدّأتَ اضطراب أمواج قلبها ونفسها المفعمة أهواء وخطايا، فاستحالت إلى ما كانت عليه, امرأة، إنسانة على صورتك ومثالك. وصرختْ: أي إله عظيم أنت يا رب!! ﻻ أحد مثلك في صلاحك، لأنّك سمحت ﻹمرأة خاطئة مثلي أن تدهنك بالطيب، يا من هو الطيب الذي ﻻ ثمن له، وما زلتَ تسمح لكلّ نفس زانية بملامستك مهما كان نوع زناها، لتعود وتتقدّس، يا من أعطيتنا كلّ شيء حسناً، وما من خطيئة مهما عَظُمَت، إﻻّ وتزول أمام بهاء شعاع مجدك و محبّتك للبشر. يا من تنازلتَ حتى لتغسل أرجل تلاميذك وجعلتهم أنقياء مثلك أنت الطاهر وحدك. فصارتْ هذه المرأة مرشدةً لنا نحن الخطأة أيضاً، فيوحنا المعمدان كرز بالتوبة في برية اﻷردن، أمّا هذه فَبِصَمْتِها وتوبتها بشّرت كلّ خاطئ مهما تَردّت حاله بأنّ له باباً للنجاة والعودة إلى النور والحياة حين يبكي خطاياه، وينظر إلى فوق حيث نبع الصلاح، الذي اجتذب الكلّ بمحبّته (صليبه). ولن أعد أهرب من صوت وطئ قدميك يارب كما هربت حواء قديماً، وﻻ من صوت ضميري الذي هو صوتك العذب قائلاً :"تعالوا إلي أيها المتعبون وأنا أريحكم..." . فلن أهرب بل أسارعُ إليك لتعيد لي مجدي الذي فقدته من خطاياي. وسامحني ﻷنّي تركتك تقرع باب قلبي الليل كلّه، لكنّك صبرت عليّ غالباً شروري بمحبّتك لي، ولم تتركني أَفنى بأنانيتي. فادخلْ يا رب مخدع قلبي، وإن كنت غير مستحق، وأنره بنورك البهي. اقبلني كما قبلت اللص واجعلني عبداً، بل خادماً، بل ابناً، في ملكوتك السماوي.. ﻷنّ لك المجد كل حين يا رب. باييسيوس سابا |
|