|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
خيبة الأمل " فأين إذن آمالي، آمالي من يعاينها " ( أي 15:17) كان الابن الضال يعيش عيشة هنيئة، لا ألم أصابه من العيشة الرغدة مع أبيه، ولا ظلم وقع عليه من إخوته، ولا حُرم من عطف أو حنان أمه.. ولكنَّه تصوَّر أن السعادة مذخرة في حياة البذخ واللهو والمرح وسط الأصدقاء... فطلب من أبيه أن يعطيه نصيبه من المال، وقد كان هذا الطلب حسارة منه، فكيف يطلب ميرائاً من أبيه وهو لا يزال حياً؟!( لو12:15). وولكنَّ أبيه لم يرفض فأخذ نصيبه وسافر إلي كورة بعيدة، ليحيا الحياة التي رسمها لنفسه.. وهناك أمضي أوقاته وسط أصدقاء السوء.. بين الخمر وسهر الليالي لإشباع شهواته، ولكن أية نتيجة وصل إليها هناك؟ خيبة الأمل.. هناك جني عوض الفرح حزناً، وعوض الراحة تعباً وشقاءً.. وعوض الغني فقراً واحتياجاً، وعوض السعادة بؤساً وآلاماً.. تغرّب عن بيت أبيه جرياً وراء سعادة تصورها، فوجدها كذباً وأحلاماً لا حقيقة لها. وهذا أمر يفج قلوب الخطاة، إنّهم يتركون الله ويسعون وراء الخطية، أملاً في الحصول علي سعادة وهمية، وبعد أن يفنوا قواهم فيها، يشعرون أنّهم خسروا محبة الله، وفي الوقت نفسه لم يربحوا من الخطية شيئاً، وأنَّ مسرات العالم التي سعوا إليها، لم تكن إلاَّ آباراً مشققة لا تضبط ماء (إر13:2)، فتتألم نفوسهم وتحزن لخيبة الأمل التي سقطوا فيهاّ!! ولابد أن الابن الضال تألم كثيراً.. بعد أن أكتشف حقيقة الخطية المرة وأنها لا تعطي، بل تأخذ كل شيء، فقد أخذت ماله، زاده، كساءه، حتي محبة أبيه خسرها، وأيضاً عطف أمه وإخوته، وفي النهاية فقد طهارته، وخسر سمعته وكرامته إذ أصبح الغني متسولاً وليس من يعطيه!! ويسعى الخاطيء جاهداً للبحث عن كل ما هو جديد ومثير في عالم الخطية، وقد تخدعه شهواته وتضلله أفكاره فيضحي بكل شيء، ولكن دون جدوى، فنتائج الخطية ثابتة وهى لا تتغير لا بتغير الأشخاص أو بتنوع الملذات! |
|