منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 05 - 05 - 2021, 05:22 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,257

يهوذا الإسخريوطي


لماذا اراد يهوذا أن يسلّم الرب يسوع؟!

لماذا اراد يهوذا أن يسلّم الرب يسوع؟!..


والحقيقة نحن لا نعرف الدافع الحقيقي وراء خيانة يهوذا ليسوع، ولكن الواضح هو أن يهوذا سمح لمطامعه أن تضعه في موقف يستطيع فيه الشيطان أن يتلاعب به. فكما نوّهنا سابقا، فقد كان يهوذا، كسائر التلاميذ، ينتظر أن يشرع المسيح في ثورة سياسية، يخلع بها عنهم نير روما. ولاشك في أن يهوذا توقع كباقي التلاميذ، أن يُعطى مركزاً هاماً في حكومة المسيح الجديدة "عندئذ تقدم إليه يعقوب ويوحنا ابنا زبدي، وقالا له: يامعلم، نرغب في أن تفعل لنا كل ما نطلب منك. فسألهما: ماذا ترغبان في أن أفعل لكما؟ قالا له: هبنا أن نجلس في مجدك: واحد عن يمينك، وواحد عن يسارك" (مر37,35:10)، ولكن عندما امتدح الرب يسوع مريم لسكبها الطيب الذي كان يساوي أجر سنة، لعلّه أدرك أن مملكة المسيح ليست أرضية أو سياسية، بل روحية، فوجد أن جشعه للمال والمركز لا يمكن أن يتحقق باتباعه للرب يسوع، لذلك أسلمه طمعاً في المال واسترضاء للقادة الدينيين.
ويكشف لنا الرسول يوحنا في انجيله بعض الامور التي تساعدنا على معرفة شيء عن يهوذا في الفترة التي تقع بين دعوته والأحداث السابقة لتسليمه للمسيح، فقد ذكر بعض الإشارات التي تفصح عن شخصيته الشريرة منذ البداية. وبتتبع هذه الإشارات نستطيع أن نرى التطور التدريجي وزيادة الوضوح في العبارات التي أنبأ بها يسوع عن خيانة يهوذا في المستقبل. فبعد الحديث عن "خبز الحياة" في مجمع كفر ناحوم (يو59,48:6)، رجع كثيرون من التلاميذ عن يسوع "من ذلك الوقت هجره كثيرون من أتباعه، ولم يعودوا يتبعونه" (عدد 66). ثم أكَّد بطرس ولاء التلاميذ له "نحن آمنا وعرفنا أنك قدوس الله" (عدد69). فقال يسوع: أليس أنا اخترتكم أنتم الاثني عشر، ومع ذلك فواحد منكم شيطان (عدد70). ويعلق يوحنا قائلًا "أشار بهذا إلى يهوذا بن سمعان، لأن هذا كان مزمعًا أن يسلمه وهو واحد من الأثني عشر" (عدد 71)، مبينًا أن يسوع عرف مسبقًا أن يهوذا كان واحدًا من الذين رجعوا إلى الوراء ولم يعودوا يمشون معه.
ولكن الموقف مهما كان مزعجًا لخطط يهوذا الجشعة، التي يحتمل أنها هي التي دفعته للتلمذة ليسوع، لم يكن قد وصل إلى الدرجة الحرجة الكافية لأن تدفعه إلى الرجوع الفوري عن يسوع. وقد هدأ خوفه من اكتشاف أمره، أن يسوع لم يذكره بالاسم، واستمر متظاهرًا بأنه واحد من الأمناء، كما كان للدوافع الشخصية لطبيعته الأنانية أثر قوي في بقائه. ومع أنه كان أمينًا للصندوق، إلا أنه تجاهل تحذيرات الرب يسوع من الطمع "بل اكنزوا لكم كنوزا في السماء، حيث لا يفسدها سوس ولا ينقب عنها لصوص ولا يسرقون" (مت 6: 20)، ومن الرياء "وفي تلك الأثناء، إذ احتشد عشرات الألوف من الشعب حتى داس بعضهم بعضا، أخذ يقول لتلاميذه أولا: احذروا لأنفسكم من خمير الفريسيين الذي هو الريا ء. فما من مستور لن يكشف، ولا من سر لن يعرف. لذلك كل ما قلتموه في الظلام سوف يسمع في النور، وما تحدثتم به همسا في الغرف الداخلية سوف يذاع على سطوح البيوت" (لو 12: 1, 3). واستغل الأموال لحسابه ولتغطية جشعه، وتظاهر بالغيرة على الصندوق، فعندما دهنت مريم قدمي يسوع بالطيب تساءل: "لماذا لم يُبَع هذا العطر بثلاث مئة دينار توزع على الفقراء؟. ولم يقل هذا لأنه كان يعطف على الفقراء، بل لأنه كان لصا، فقد كان أمينا للصندوق وكان يختلس مما يودع فيه." (يو 12: 6,5 ).
استطاع يهوذا بدهائه أن يخفي "لبعض الوقت" طبيعته الحقيقية عن بقية التلاميذ، وأن يقضي على أي استياء يمكن أن يحدث بينهم (مر 14: 4)، إلا أنه شعر هنا أنه لا يمكن أن يضمن استمرار مصدر دخله. أما كلمات سيده التي تضمنت حديثه عن يوم تكفينه فقد كشفت لمُسلّمه أن يسوع قد عرف جيدًا القوى الشريرة التي كانت تعمل ضده "فإنها إذ سكبت العطر على جسمي، فقد فعلت ذلك إعدادا لدفني" (مت 26: 12، مر 14: 8، يو 12: 7).
وواضح مما جاء في متى ومرقس، أن يهوذا ذهب على الفور "اي بعد حادثة قارورة الطيب" وتآمر مع رؤساء الكهنة "عندئذ ذهب واحد من الاثني عشر، وهو المدعو يهوذا الإسخريوطي، إلى رؤساء الكهنة، وقال: كم تعطونني لأسلمه إليكم؟ فوزنوا له ثلاثين قطعة من الفضة. ومن ذلك الوقت، أخذ يهوذا يتحين الفرصة لتسليمه" (مت 26: 15,14; مر 14: 11,10 ; انظر أيضًا لو 22: 6,3)، ولكنه اختفى إلى حين، فقد كان حاضرًا بعد ذلك عند غسل أرجل التلاميذ حيث ميزَّ يسوع مرة أخرى بينه وبين بقية الاثنى عشر دون التصريح باسمه: "أنتم طاهرون ولكن ليس كلكم"، "والذي يأكل معي الخبز رفع علَّي عقبه" (يو 13: 10 و18). ويبدو أن يسوع كان يريد أن يعطى يهوذا كل فرصة للتوبة والاعتراف حتى في تلك الساعة المتأخرة. وللمرة الأخيرة عندما جلسوا للأكل، تقدم إليه يسوع بهذه الكلمات: "إن واحدًا منكم سيسلمني" (مت 26: 21، مر 14: 18، لو 22: 21، يو 13: 21). وأخيرًا وردًا على تساؤلات التلاميذ الحائرة: "هل أنا؟" أشار يسوع إلى مسلمه، لا بذكر اسمه ، ولكن بالقول: "هو ذاك الذي أغمس أنا اللقمة وأعطيه" (يو 13: 26). وحالما أخذ اللقمة، غادر يهوذا المكان، لقد حانت الفرصة التي كان ينتظرها (يو 13: 30، مت 26: 16). وحالما خرج يهوذا ذهب إلى رؤساء الكهنة وأتباعهم، وتقاضى ثمن تسليم يسوع لليهود عندما جاء إلى يسوع في البستان، حيث أرشد الحرس اليه وسلّم سيده بقبلة "وفيما هو يتكلم، إذا بيهوذا، أحد الاثني عشر، قد وصل ومعه جمع عظيم يحملون السيوف والعصي، وقد أرسلهم رؤساء الكهنة وشيوخ الشعب. وكان مُسلّمه قد أعطاهم علامة قائلا: الذي أقبله فهو هو؛ فاقبضوا عليه. فتقدم في الحال إلى يسوع وقال: سلام ياسيدي! وقبّله. فقال له يسوع: ياصاحبي، لماذا أنت هنا؟ فتقدم الجمع وألقوا القبض على يسوع" (مت50,47:26; مر44,43:14; لو47:22; يو5,2:18).
ومن المثير للانتباه ان الانجيليين عندما اشاروا الى قيام يهوذا بتسليم الرب يسوع لليهود، عرّفوه بانه أحد الاثني عشر، بل أن الرب يسوع نفسه عندما سُئل من التلاميذ عن الشخص الذي سيسلمه، أجابهم قائلاً: انه واحد من الاثني عشر (مر20:14)، وذلك أمر غاية في الأهمّية، إذ يوضّح خطيّة الخيانة بأكثر جلاء. فإن الذي كرَّمه مساويًا إيّاه بالبقيَّة، وزيّنه بالكرامات الرسوليّة، وجعله المحبوب وضمّه للمائدة المقدّسة... صار طريقًا ووسيلة لقتل المسيح. كان لابد للسيِّد المسيح وقد احتل آخر الصفوف - ليحمل آلامنا ويشرب عنّا الكأس حتى النهاية - أن يتقبّل الألم على يديّ أحد تلاميذه، وخلال قُبلة ليكون الجرح غاية في المرارة. لقد رآه النبي مجروحًا فسأله: "ما هذه الجروح في يديك؟ فيجيب السيِّد في مرارة: "هي التي جُرحتُ بها في بيت أحبائي" (زك 13: 6). وتزداد الجراحات مرارة أنها جاءت مغلَّفة بغلاف الحب الغاش، والكلمات الليِّنة التي تحمل وراءها سُم الشرّ. فقد أعطى لهؤلاء القتلة علامة، قائلًا: "الذي أُقَبّله هو". متناسياً تمامًا مجد المسيح، وظن أنه سيبقى متسترًا عندما يُقدم القبلة التي هي علامة الحب، بينما يحمل في قلبه خداعًا مرًا وشريرًا. فإنه حين كان في صحبة المسيح مخلصنا مع بقية الرسل في رحلاته، غالبًا ما سمعه يسبق فيخبرهم بالأمور المقبلة بكونه الله العالم بكل شيء، وقد سبق فأخبره عن عمل خيانته، إذ قال للتلاميذ: "الحق أقول لكم إن واحدًا منكم يسلمني". كيف إذن تبقى نيته مخفية؟ لا، بل كان الشرير الذي استغل طمعه وضعفه تجاه المال، يصارع الله في داخله، وجعل منه مسكناً له، حتى ان يوحنا الانجيلي كتب يقول " ثم غمس يسوع اللقمة وأعطاها ليهوذا. وبعد اللقمة، دخله الشيطان. فقال له يسوع: أسرع في ما نويت أن تعمله" (27:13).
هكذا أعمى الطمع قلب يهوذا التلميذ ليبيع معلمه وسيّده، وقد حُدد الثمن بثلاثين من الفضة كما سبق فأنبأ عاموس النبي "لأنهم باعوا الصديق لقاء الفضة" (2: 6) كثمنٍ لبيع البار، وهو ثمن بخس يُدفع كدية عبدٍ إذا نطحه ثور وقتله "وإذا نطح الثور عبدا أو أمة، فإن صاحبه يدفع ثلاثين قطعة فضة تعويضا لمولاه" (خر 21: 32).. باع التلميذ سيده وهو الذي كان معه أغلب الأيام يقضي الساعات الطويلة، بل وأحيانًا الأيام، يراه يصنع أعمالًا عجيبة ويسمعه كثيرًا، بل ونال منه سلطانًا للكرازة وعمل الآيات، لكن قلبه لم يلتقي معه بسبب محبّة المال... من أجل الدراهم التي بلا ثمن كّف عن أن يكون مع المسيح وفقد رجاؤه في الله وكرامته والأكاليل والحياة والمجد المعد لتابعي المسيح الحقيقيين وحقه أن يملك معه.
بعد ذلك بفترة حاول يهوذا الرجوع عن الشر الذي ارتكبه، باعادة الثمن للكهنة، فرغم انه بعد أن أسلم يسوع، لم يُذكر عنه شيئا في أناجيل مرقس ولوقا ويوحنا، أما ما جاء في إنجيل متى وسفر الأعمال عن ندامته وموته، ففيه اختلاف في بعض التفاصيل، فيذكر متى أن الحكم على يسوع كان سببًا في إيقاظ إحساسه بالذنب، وفي يأسه المتزايد بسبب طرد رؤساء الكهنة والشيوخ له، " فلما رأى يهوذا مسلمه أن الحكم عليه قد صدر، ندم وردّ الثلاثين قطعة من الفضة إلى رؤساء الكهنة والشيوخ، وقال: قد أخطأت إذ سلمتكم دما بريئا. فأجابوه: ليس هذا شأننا نحن، بل هو شأنك أنت! فألقى قطع الفضة في الهيكل وانصرف، ثم ذهب وشنق نفسه. (مت5,3:27) واشترى رؤساء الكهنة بالفضة حقل الفخاري الذي سمي فيما بعد "حقل الدم". وبهذا تحققت نبوة زكريا (11: 12-14). أما ما جاء في سفر الأعمال (20,16:1) فأقصر كثيرا، فلا يذكر شيئًا عن ندامة يهوذا ولا عن رؤساء الكهنة، ولكنه يذكر فقط أن يهوذا اقتنى حقلًا من أجرة الظلم وإذ سقط على وجهه انشق من الوسط فانسكبت أحشاؤه كلها (عدد 18) ويجد كاتب سفر الأعمال في هذا تحقيقًا للنبوة التي جاءت في مزمور 69: 25.
وحتى لو كان يهوذا قد ندم ورجع عن الشر الذي ارتكبه، لكن الوقت كان قد فات. كانت عجلات خطة الله قد بدأت تتحرك. ويالها من مأساة أن ينهي يهوذا حياته يائساً دون أن يختبر عطية المصالحة التي كان يمكن أن يقدمها الله له هو أيضا في يسوع المسيح!. لأن يهوذا لم يكن يحمل عداوة ضد المسيح (مز 13:55)، بل وحتى بعد تسليمه للمخلص مدح المعلم قائلًا أنه أخطأ إذ سلم دمًا بريئًا، معترفًا بذلك أمام رؤساء الكهنة والشيوخ، بجانب إلقائه بالمال على الأرض دون الاستمتاع به. كل هذه اللمسات الجميلة تكشف أنه كان يمكنه أن يقدم توبة مقتربًا نحو المخلص، لكنه للأسف فتح قلبه للشيطان للمرة الثانية لينتحر فاقدًا الرجاء في الله مخلص البشرية.
وقد كانت المشاعر البشرية من نحو يهوذا الإسخريوطي مختلطة، فلقد كرهه البعض بشدة لخيانته، وأشفق عليه البعض الآخر لعدم إدراكه شناعة ما فعل، إلاّ بعد فوات الأوان. وتساءل آخرون عن مدى عدالة الله في سماحه أن يتحمّل إنسان واحد كل هذا الجرم الفظيع. وبينما تتفاوت المشاعر كثيرا من جهة يهوذا، فهناك

رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
شهادة من يهوذا الذي أسلم الرب يسوع
يهوذا تمتع بتقدير الرب يسوع
اذ اراد الرب ان يخلص العالم
لماذا استعمل يهوذا القبلة على خد يسوع لتعريف عسكر الرومان عليه من بين تلاميذه ؟؟
يهوذا يسلم الرب يسوع كما ورد فى انجيل متى


الساعة الآن 10:29 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024