وساطة الكنيسة في رأي البروتستانت
قال القديس بولس عن عمل السيد المسيح الكفاري في الفداء: (يوجد.. وسيط واحد بين الله والناس، الإنسان يسوع المسيح الذي بذل نفسه فدية من أجل الجميع) (1تي5:2ؤ. وواضح هنا أن الكلام عن الفداء.
وبنفس المعني قال القديس يوحنا الرسول: (إن أخطأ أحد فلنا شفيع عند الله الآب: يسوع المسيح البار. وهو كفارة لخطايانا. ليس لخطايانا فقط، بل لخطايا العالم كله) (1يو2: 1،2). وواضح أن الكلام عن الكفارة والشفاعة الكفارية.
إذن الوساطة التي تحدث عنها بولس الرسول خاصة بالفداء.
والشفاعة التي تحدث عنها الرسول خاصة بالكفارة..
ولكن أخوتنا البروتستانت يستخدمون هاتين الآيتين إستخدامًا واسعًا يخرجهما عن موضوع الكفارة والفداء، إلي أنكار كل ما يعتقدونه وساطة بين الله والناس.
فيعتقدون بعلاقة مباشرة بين الله والناس..
تجعلهم في غير حاجة إلي الكهنوت ووساطة الكنيسة.!
هم يعتبرون الكهنوت وساطة، فلا يؤمنون به!!
وكذلك شفاعة القديسين وساطة. فلا يعتقدون بها!
وأيضًا الإعتراف، والتحليل هما من عمل الكهنوت، فلا حاجة لهم بهما، إنها في علاقة مباشرة يعترفون علي الله، ويأخذون المغفرة منه مباشرة..
وحتي بعد الوفاة، لا أهمية في نظرهم للصلاة علي الموتي، لأنها شفاعة من الكنيسة فيهم..! ولون من الوساطة!
ولنضرب مثلًا آخر بالمعمودية.
الولادة الجديدة التي ننالها في المعمودية (يو3: 5، تي 3،5)، وكذلك التبرير وغفران الخطايا بالمعمودية (أع 2: 38، 22: 16). يعتقد الإنسان البروتستانتي أنه ينال كل هذا بمجرد إيمانه ويدخل الأمر إذن في علاقته المباشرة مع الله، ولا حاجة إلي الكهنوت والكنيسة..
كأن المعمودية لا قيمة لها، ولا علاقة لها بموضوع الخلاص!! وكأن السيد المسيح لم يقل (من آمن واعتمد خلص) (مر16:16). مع باقي الآيات التي تربط بين المعمودية والخلاص، مثل (1بط3: 20، 21). (تي5:3).
وهكذا يصل إلي الخلاص اللحظي، أو الخلاص في لحظة!
ولأن المعمودية تتم عن طريق الكهنوت والكنيسة، إذن لا دخل لها في موضوع خلاصه الذي يتوقف في اعتقاده علي مجرد العلاقة المباشرة بينه وبين الله، دون وساطة الكنيسة! أي بإيمانه الشخصي..