|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
نتبعك يارب فنفرح
إن المكان الذي يذهب فيه ربنا يسوع المسيح يزدحم جداً بالناس .. كثيرين أرادوا أن يسيروا وراءهُ وتسمع تعاليمه وترى مُعجزاته .. لكن ربنا يسوع أراد أن يُقلل من هؤلاء وهذا ليس لأنه لا يحبهم بل أنه أراد أن من يسير وراءهُ يتبعه بالحقيقة { إن كان أحد يأتي إليَّ ولا يُبغض أباه وأمه وامرأته وأولاده وإخوته وأخواته حتى نفسه أيضاً فلا يقدر أن يكون لي تلميذاً } ( لو 14 : 26 ) .. تبعية يسوع المسيح ليست شكلية أو انفعالية أو لمصلحة .. فإنها يجب أن تكون تبعية قلبية .. كما تقول الكنيسة في صلاتها { نتبعك يارب بكل قلوبنا } .. لماذا طلب ربنا يسوع في وصاياه أن يكون بها نوع من أنواع الجهاد والسهولة ؟ إعتبر يسوع وصاياه عبارة عن مصفاة كبيرة تُصفي الجيد من الردئ .. وصايا تفرز الصالح من الشرير .. يركز على التبعية الحقيقية .. يجب أن يكون هو مركز الحياة والإهتمامات .. وعندما نشعر أن علاقتنا مع الله ضعيفة وفاترة جداً بلا أي عزاء نعرف أن هناك عوائق .. بها لون من الجمود .. أحد القديسين يقول لابد أن تُخلي المكان ليسوع .. لا يستقيم أن يكون قلب الإنسان بهِ إهتمامات كثيرة تأخذ عقله وفكره ويريد أن يسير مع يسوع !ثم قال لهم أيضاً { ومن لا يحمل صليبه ويأتي ورائي فلا يقدر أن يكون لي تلميذاً } ( لو 14 : 27 ) .. الله أمرنا بمحبة الأعداء وبهذا نقول أنه لا يريد أن نُبغض الأقارب ولكن يريد أن لا يكون الأهل مركز الإهتمام والعواطف وكل شحنات العاطفة التي يجب أن تكون ليسوع والأمور الروحية الله سمح أن يكون الإنسان محدود حتى تكون طاقة الإنسان المحدودة يوجهها في أمور زمنية .. نرى الإنسان يزداد في إنحصاره ولكن عندما تُوجه إلى أمور روحية نرى عاطفته تنمو .. هذا شرط يضعه الله لنا .. ربنا يسوع لا يفرح بعدد كبير يأتي وراءه ولكنه يفرح بالخائفين له ويُطيعوا وصاياه .. المسيحي الحقيقي ذات النفس الأمينة تعرف من يجلس أمامه بنفس متواضعه وقلبه مرفوع ويشتاق للخلاص من خطاياه .. الله يعقد اختبار لكي يفرز أو يُزكي .. الوصية مجال اختبار ومجال للإعاقة لتُؤدب كثيرين لذلك قال { هذا قد وُضِع لسقوط وقيام كثيرين } ( لو 2 : 34 ) كيف أُبغِض أمي وأبويا وأخواتي وأبنائي ؟ عليك أن تفهم الآية جيداً .. ربنا يسوع يريدك أن تحب كل هؤلاء ولكن من خلاله هو .. تحب الجميع في المسيح .. محبة تُؤدب الجميع لأن الإنسان يحب بطريقة خطأ .. محبة استهلاكية وعصبية وأن هؤلاء هم الذين أستمد منهم أمني ووجودي وقُوتي وسلامي الله يريد أن يفطمنا عن الحياة البشرية وأنا أُوجِد لنفسي وسائل للحياة البشرية .. والله يريدنا أن يكون هو سلامنا وأهلنا .. نرى قديسين يُقدمون أنفسهم شهداء لأنهم أحبوا في المسيح وقدموا أنفسهم وأولادهم عطية للمسيح لابد أن تكون العلاقات الأُسرية في المسيح يسوع .. الأبناء عطية الله لنا لأن البنون ميراث وثمرة البطن عطية من الله ( مز 127 : 3 ) .. فعليك أن ترتبط بالعاطي وليس العطية حتى تنمو العلاقة وتزداد بيني وبين الله وليس الأبناء .. لا تجعل الأبناء تُشغِل عن محبة الله .. لا تجعل الأبناء تأخذ كل التفكير والعواطف عدو الخير يصنع لنفسه مراكز في داخلنا ويصنع مركز في العاطفة .. عدو الخير يجعل العاطفة عند الإنسان تأخذه من الله .. الإنسان يشغِل نفسه وعاطفته بعيد عن الله .. يجب أن تكون العلاقات الأُسرية في المسيح يسوع .. عاطفة للمسيح وليس بعيد عنه لا تندهش عندما تسمع الله يقول أن عدو الإنسان أهل بيته ( مت 10 : 36 ) لأن العاطفة تُوجه توجيه خاطئ .. العاطفة تجعل الإنسان يُشفق على أسرته وهذا يجعله يساعده على الكسل ( أنت مريض لا تذهب للكنيسة .. لا تصوم .. لا تقف ) .. علاقتنا العاطفية عائق وإن كان شكلها أو مظهرها محبة كل من كانوا وراءه كان يريد أن يقول لهم عليهِم أن يُحبوه هو .. والمحبة للأسرة من خلالي .. ويكون هو مركز الحياة .. { اطلبوا أولاً ملكوت الله وبره } ( مت 6 : 33 ) .. { تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فِكرك } ( مت 22 : 37 ) .. لا يصح أن يكون القلب مقسوم .. إعطي ربنا كل قلبك .. حِب من خلاله كل الناس .. عامل أولادك على أنهم سيورثون السماء معك وهم وسيلة بركة فتحبهم وتخدمهم من أجل أنهم عطية ربنا .. هذه علاقات بلا عثرة .. الله سمح أن يُرينا ذاته من خلال علاقتنا .. لو ضاع الهدف .. لو لم يكن المسيح في المنتصف العلاقة تشوهت { ومن لا يحمل صليبه ويأتي ورائي فلا يقدر أن يكون لي تلميذاً } .. كن أمين في جهادك مع الله .. الحياة مع الله ربما يكون بها ألم ونفقة .. الحياة ليست معهُ سهلة ولكنك يجب أن تحمل الصليب .. لم يجعل هذه الأمور إختيارية فقال " من لا يحمل .. لا يكون لي تلميذاً " نفي مُطلق .. يقول للجميع الذين يسيرون وراءه أنتم حاملين صليب أم أنتم تسيرون ورائي فقط ؟ .. لذلك هو نفسه – الله – حمل الصليب { ينبغي أنهُ كما سلك ذاكَ هكذا يسلُك هو أيضاً } ( 1يو 2 : 6 ) مسيحيتنا مسيحية جميلة صادقة لابد أن نُدركها ونفهمها في عُمقها حتى لا نكون كالجموع الكثيرة التي تسير وراءه .. لذلك خَتَم كلامه وقال { من منكم وهو يريد أن يبني برجاً لا يجلس أولاً ويحسب النفقة هل عنده ما يلزم لكماله } ( لو 14 : 28 ) .. أي هل سألتم أنفسكم ما يجب أن تفعلوه لكي تسيروا ورائي ؟ أنت أيضاً المسيحي فإن المسيحية لها نفقة .. أن تعيش في عفة وأمانة حتى لا يضع الأساس ولا يقدر أن يُكمِّله فيبتدئ الجميع يهزأون به الحياة مع المسيح تريد جدية وأمانة وصِدق .. ربنا يسوع المسيح ينظر إلى كل نفس تتبعه لكي تتبعه بالصواب من كل القلب وهي تحمل الصليب وهو غير مشغول بشئ وتكون مقدسة وهو يُعين في كل الأعمال .. الله يريد أن تكون الوصايا له وليس منه .. هو قادر أن يعطينا نعمة وقوة على تنفيذ وصاياه ربنا يدِّينا قوة ويكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته وبركته له المجد دائماً أبدياً آمين |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
لنحزن إلى حين فنفرح أبديًا |
فنفرح بكلمات الروح القدس المعزية |
فنفرح ويُغَيِّر حياتنا حتى تُصبِحَ مقدسة نقيَّةً |
نراك فنفرح |
نتبعك يارب بكل قلوبنا |