|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الموت بوصفه نتيجة لدخول الخطية ودينونة علي فعلها فلابد له كأثر مترتب علي الخطية أن يشمل الكيان الإنساني كله روحا وجسدا دون التمييز بينهما، لأنه لماذا يُستثني الجسد من تلك الآثار المترتبة علي الخطية؟ والدليل علي صحة ما نقول هو أن فداء المسيح شمل الجسد أيضا حتي مع كون هذا الفداء لن يتم فعليا إلا عندم مجئ الرب يسوع لإختطاف كنيسته (رو 8 : 23 ، أف 1 : 14). والسؤال هنا إن كان الموت الجسدي أمر طبيعي فلماذا يحتاج الجسد إلي فداء مثله في ذلك مثل الروح تماما؟ وإن أخذنا في الإعتبار أن آدم لم يصر نفسا حية إلا عندما نفخ الله في أنفه نسمة حياة إذا فإن الروح بوصفها مصدر الحياة للكيان الإنساني لا يُعقل أن تكون هي ميتة والجسد حيّ ، لأنه إذا كان مصدر الحياة قد أصابه عطب الموت فلا شك أن هذا الأمر أيضا امتد ليشمل الجسد. لو كان الموت أمر طبيعي لما كان لنا أن نفخر بقيامة المسيح بما أن الموت عدو الإنسان وله أحقية عليه بإعتباره خاطئا ومتعديا علي ناموس الله ، وبما أن المسيح جاء ليفتدي الإنسان ويبطل كل من الخطية والموت بذبيحة نفسه، إذا فالمسيح هزم الموت هزيمة ساحقه بقيامته. لأنه لو كان الموت الجسدي أمر طبيعي الحدوث ولم يكن عدو الإنسان وكان حتما سيحدث للإنسان بغض النظر عن خطيته فما هي إذا البطولة في قيامة المسيح؟ أي أنه لو كان الموت الجسدي أمر عاديا وليس عدوا للإنسان لكانت قيامة المسيح أمرا عاديا أيضا لأنها لا تعد نصرة علي العدو حينئذ. ولكن لأن الموت الجسدي قهر الإنسان وغلبه وأذله وسبب له خوفا (عب 2 : 15) بصفته له الحق عليه من خلال الخطية فإن المسيح بقيامته حول هزيمة الإنسان أمام الموت إلي نصرة، الأمر الذي يفخر به كل من اختبر قيامة المسيح روحيا وسيختبرها أيضا جسديا عند مجئ ربنا يسوع المسيح واجتماعنا إليه عندما يغير شكل جسد تواضعنا ليكون علي صورة جسد مجده بحسب عمل استطاعته أن يخضع لنفسه كل شئ (في 3 : 21). |
|