|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
على أي الأحوال كسبت أولمبياس عنها روح القراءة والحكمة، حتى قيل إن النساء الشريفات اللواتي كن يحطن بالإمبراطورة تميزن بالخفة والاهتمام الزائد بالملبس مع السلوك الشرير، أما أولمبياس فكانت تظهر بينهن الإنسانة التقية الحكيمة. هذه صورة أولمبياس وهي بعد في السادسة عشر من عمرها، تحمل سمات طيبة مع غناها، كما اشتهرت بجمالها أيضًا، فتقدم لها نيبريديوس Nebridius والي القسطنطينية ليتزوجها عام 384م، وكان بين المدعوين القديس غريغوريوس النزينزي، الذي كتب إليهم يأسف لعدم حضوره مراسيم الزواج بسبب شدة مرضه، قائلًا لها [بالرغم من مرضي فإني أشارككم الاحتفال، إذ أربط يدي الشابة والشاب معًا في يد الله(25).] كما أرسل للعروس قصيدة شعرية تحمل نصائح حكمية تدور حول أفكار ثلاث رئيسية تخص المرأة المسيحية. وملبسها، وسلوكها مع زوجها، وعملها المنزلي. فمن جهة الملبس اعترض بشدة على استخدام التجميل الصناعي والمبالغة الزائدة في الملبس والتزين بالحلي الكثير الملفت للنظر دون أن يرفع من قيمة النفس. لقد قال لها [ليكن التواضع هو همك، فإنه يجذب أنظار الناس إليك، حتى إن كانوا مغمضي العين!] أما عن سلوكها مع زوجها، فقد كشف عن الدور العظيم الذي تستطيع أن تقوم به المرأة في حياة زوجها، فهي تقدر أن تسكب عليه التعزية والسلام. فإن كان كالأسد تستطيع بلطفها أن تروضه، تقدر بوجهها الباش المملوء هدوءًا أن تخلصه من الهموم. إنها ملتزمة أن تشاركه أفراحه وأحزانه. أما عن عملها المنزلي، فقد وضع لها برنامجًا للحياة المنزلية البسيطة، البعيدة عن الانشغال بالملاهي والمسارح والأندية وكثرة الزيارات والولائم، لتتفرغ للقراءة(26). يقول بالاديوس(27) إنها لم تبقَ مع زوجها إلا أيام، وقد قيل أنها ماتت عذراء، إذ لم تكن زوجة لإنسان بل لـ "كلمة الحق" وحده. لكن البعض يقدر فترة بقائها مع زوجها بعامين(28). على أي الأحوال لقد أحست أولمبياس أن الله قد سمح لها بالترمل لكي لا ترتبك بعد في اهتمامات العالم، بل تكرس حياتها ومالها لخدمة الله. لذلك عندما أراد لها الإمبراطور ثيؤدوسيوس أن تتزوج من أحد أقربائه ألبيديس Alpidius الأسباني رفضت بشدة، قائلة: [لو كان الله يريدني أن أعيش زوجة لما أخذ مني تبريديوس!] وإذ ضغط عليها استمرت في الرفض، فأمر أن توضع ممتلكاتها تحت الوصاية حتى تبلغ الثلاثين من عمرها. أما والي المدينة، فأراد أن يشدد الضغط عليها لعلها ترضخ لطلب الإمبراطور، فمنعها من رؤية الأساقفة أو الاشتراك في العبادة الكنسية، أما هي فكما جاء في سيرتها "مثل غزال قفزت متخطية فخ الزواج الثاني(29)". |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
القديسة أولمبياس والقديس يوحنا |
نشأة القديسة أولمبياس |
الشماسة القديسة أولمبياس |
12مسرا_19_مديح القديسة أولمبياس |
القديسة أولمبياس الشماسة |