|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مَنْ سَرَّحَ الْفَرَاءَ حُرًّا، وَمَنْ فَكَّ رُبُطَ حِمَارِ الْوَحْشِ؟ [5] يرى بعض الآباء في الفراء والحمار الوحشي اللذين يمرحان في البرية بلا عائق رمزين إلى الذين يسلكون في حياة الوحدة في حرية الروح. * الحمار الوحشي الذي يقطن في عزلة، يعني حياة أولئك الذين يقطنون بعيدًا عن ازدحام الناس. بلياقة قيل "حرًا" أيضًا، لأن مشقة السلوك الدنيوي عظيمة، يرتبك العقل بها، حتى وإن كانت أتعابها بالنسبة لهم مقبولة. للتحرر من حالة العبودية هذه يلزم عدم اشتهاء أي شيء في هذا العالم. فإن الناس يسعون وراء الغنى، والعدو يضغط بنوع من نير العبودية الرهيب. أما من يحرر عنق ذهنه من سلطان الشهوات الزمنية، فإنه يتمتع بنوعٍ من الحرية في هذه الحياة... لقد رأى الرب هذا النير الثقيل عندما قال: "تعالوا إليَّ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم" (مت 11: 28)... فإن الرب يحل رباطات الحمار الوحشي عندما يمزق من ذهن مختاريه، قيود الأخطار الضعيفة وبرحمته يمزق إربًا كل ما يقيد فكرهم الباهر. البابا غريغوريوس (الكبير) * البرّيّة هي أم السكون، إنها الهدوء والميناء الذي ينجينا من كل المتاعب. القديس يوحنا الذهبي الفم * إن مجرّد النظر إلى القفر يهب النفس سكونًا، ويقتل شهوات الجسد فينا. مار إسحق السرياني * قال أنبا مرقس: "هذا هو السبب في أنّ السكون جيد: أنّ الإنسان لا يرى فيه ما هو مضرٌّ لنفسه، والشيء الذي لا يُرى لا يصل إلى النفس، وما لا يوجد في النفس لا يحرِّك فيها ذكر المناظر ولا يجعل الأوجاع (أي ميول النفس) تثور فيها، ويتمتع الإنسان في داخله بهدوءٍ عميقٍ وسلامٍ متضاعف (أو يتلذذ في كثرة السلام مز37: 11)".* سُئل شيخ: "لماذا قال أنبا أنطونيوس لأنبا بولس تلميذه: اِذهب واسكن في صمت حتى تتلقَّى تجارب الشياطين؟" فقال الشيخ: "لأنّ الكمال يأتي للراهب من السلوك الروحاني، والسلوك الروحاني ينشأ من ميول القلب، ونقاوة القلب تتأتّى من ميول الفكر، وطريقة التفكير تُبنَى على الصلاة غير المنقطعة ومن الصراع مع الشياطين. ولكن الصلاة غير المنقطعة والصراع مع الشياطين، سواء في الأفكار أو في الرؤى، ليست لهما فرصة لأن توجدا بدون السكون والوحدة". * سأل أخٌ أبّا كرونيوس:"ماذا أفعل لكي أعالج النسيان (أو الإهمال) الذي يستعبد روحي، إذ أنني قبل أن أدرك أي شيء أنقادُ إلى الخطية؟" فقال له الشيخ: "عندما استولى الغرباء على تابوت العهد بسبب شرور بني إسرائيل، أخذوه إلى بيت إلههم داجون، وحينئذٍ سقط داجون على الأرض (1 صم 5)". فقال الأخ: "ما معنى هذا؟" فقال له الأب: "إذا حاول الشياطين أن يأسِروا روح إنسان بوسائلهم الخاصة، يدفعونه هكذا حتى يقتادوه إلى وجعٍ (أي ميلٍ نفسي) مجهولٍ خفي، وهنا إذا عادت روحه تطلب الله وتذكّرت الدينونة الأبدية، فإنّ الوجع يُطرَد في الحال ويختفي. إنه مكتوب: بالرجوع والسكون تخلصون، بالهدوء والطمأنينة تكون قوتكم (إش30: 15)". بستان الرهبان |
|