|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
البابا أثناسيوس يرسم الرهبان أساقفة لأول مرة فى تاريخ الكنيسة القبطية
حتى منتصف القرن الرابع كانت الصفة الغالبة فى إختيار وتعيين ورسم الأساقفة من العلمانيين الذين فى العالم سواء أكانوا من البتوليين أو المتزوجين وذلك لأن الرهبنة لم تكن قد نشأت بعد وحتى بعد نشأتها كان هدف الهبنة الوحيد هو البعد عن العالم والنسك وإكتساب الفضائل الروحية فى مجتمع روحى مسيحى منعزل عن العالم وحتى عندما كانت الأديرة تحتاج إلى أشياء كان هناك أفراد متحصصين سواء من داخل الدير أو من خارجه يأتون بإحتياجاتهم وقد استطاعت بعض الأديرة ألا تحتاج لشئ مما فى العالم وسدت إحتباجاتها بنفسها وفى مصر كانت هناك أديرة ومناطق رهبانية يصعب للأنسان الوصول إليها ، وفى اليونان هناك دير على أعلى جبل لا يستطيع احد الوصول إليه إلا إذا ركب الزائر مصعد بدائى من الحبال المعلقة فى عجلة خشبية يدار بواسطة الرهبان فى الدير بأعلى الجبل ، فالعزلة الإختيارية تتمثل فى طقس صلوات الموتى الذى يقال عند رسم طالب الرهبنة راهباً أى أنه ميت عن العالم فكيف يرجع للعالم ثانية ؟ ومع هذا كانوا ينزلون للعالم لمساندة الكنيسة فى حالات نادرة وليست مستديمة ، وقد عزف الرهبان عن منصب الأسقف وهرب من هذا المنصب الكثير من الرهبان لأنهم فضلوا المعيشة الملائكية قبل أن يقال لهم أخدموا كأساقفة حتى ولو كان مركز الآسقفية حجة فاضلة لتركهم الإنعزال عن العالم الذى تركوه ليمتدوا إلى قدام . راهب يريد العودة إلى ديره بعد أن رسمه البابا أسقفاً وحدث أن احد الرهبان الذين رسمه البابا اثنالسيوس أسقفاً وأسم الأسقف دراكونتيوس أراد ترك أسقفيته والعودة إلى رهبنته فكتب البابا اثناسيوس خطاباً له سنة 354 م قال فيه : [ أسرع إذن أيها الحبيب ولا تتأخر ولا تبالى بعؤلاء الذين يعرفونك ... لأنك لست وحدك فقط الذى أختير من الرهبان ولا أنت وحدك فقط الذى كنت رئيساً على دير أو كنت محبوباً وحدك من الرهبان ، فأنت تعلم " سيرابيون " (3) هذا أيضاً كان راهباً وكان رئيساً على عدد كبير من الرهبان ، وليس سيرابيون فقط فأنت تعلم أيضاً رهباناً كثيرين ، صاروا أساقفة ، أبوللوس كان أباً ، وأغاثون , وأريستون ، وتذكر أيضاً أمونيوس الذى سافر مع سيرابيون ( أرسلهما مع آخرين لمقابلة الإمبراطور قسطنطين فى ميلان سنة 353م ) وأظنك سمعت أيضاً عن مويتس (مويس) الذى على أعلى الصعيد ، ويمكنك تعرف أيضاً أن بول أسقف لاتوبوليس ، وىخرون كثيرون .. هؤلاء لما أختيروا لم يستعفوا أو تخلوا ... فلا تجعل الرهبان بعد ذلك يمنعونك ، وكأنما أنت وحدك الذى أختير من بين الرهبان ، ولا تقدم الأعذار لكى تثبت أنك ستخسر ( فى الأسقفية) أو تنحل لأنك بالعكس يمكنك أن تنمو لو تمثلت ببولس ، وأقتفيت اثر جهاد القديسين ... لا تصدق الذين يقولون لك أن عمل السقفية هو فرصة للخطية أو أنه يثير التجارب التى تؤدى إلى الخطية ] (4) من تحليل الخطاب السابق يدرك القارئ أن عدد الساقفة من الرهبان من الأمثلة التى قدمها البابا اثناسيوس كأساقفة كانوا رهبانا فى خطابة تزيد قليلاً عن سبعة أى بنسبة من 7- 10 % فى وسط عدد ألأساقفة العلمانيين حيث كان إجمالى عدد الساقفة فى عصر البابا اثناسيوس حوالى 100 أسقف علاقة الأساقفة الذين كانوا رهباناً بأديرتهم وكانت الرهبنة القبطية فى بداية عهدها أكثر إنضباطاً ونسكاً من العهود التالية ، فقد كانوا اكثر بساطة يحددهم هدف واحد هو النمو فى الفضائل المسيحية والسمو عن الأهواء الشخصية وتهذيب النفس فكانوا أكثر تأثيراً مما نراه اليوم ، وأستطاع البابا اثناسيوس يربط المجموعات الرهبانية بالكنيسة ، ويجعلهم جنوداً فى خدمتها ضد الهرطقة الأريوسية ، وكان كل أسقف وراءه رهبان ديره يسنده ويقويه ، وكان كل دير وراءه الأقليم الذى أتى منه الرهبان , فكانت أديرة ذلك الزمان على أعلى مستوى من الروحانيات فى الألفة والمحبة والتعاون وتبادل الرهبان بعضهم مع بعض ، وأدخل الرهبان هذه العادات المسيحية النقية فى داخل الكنيسة فإزدهر الإيمان وبهذه العناصر كانت فى مقدرتهم مقاومة الأريوسية كما أنهم كونوا القوة التى تركها البابا أثناسيوس فى هروبه الثالث وصارت الأديرة مراكز قوية فى داخل مصر ، ولهم تشعبات داخل القرى والمدن فى أقاليم الوادى وصار الرهبان والأساقفة الذى رسمهم البابا اثناسيوس جنوداً يضحون بحياتهم فى صمت وإخلاص وصمت . المــــــــــــــــراجع (1) كتاب حقبة مضيئة فى تاريخ مصــر - بمناسبة مرور 16 قرناً على نياحته - القديس أثناسيوس الرسولى البابا العشرون 296 - 273 م سيرته , دفاعه عن الإيمان عند الأريوسيين , لاهوته - العلامة الروحانى الأب متى المسكين - عدد صفحاته 824 صفحة- الطبعة الثانية 2002 م ص 202 وما بعدها (2) الكنيسة القبطية الأرثوذكسية - كنيسة علم ولاهوت - طبعة تحضيرية 1986 م - القمص تادرس يعقوب ملطى . (3) من المرجح أن سيرابيون رسمه البابا أثناسيوس أسقفاً على تمويس ربما سنة 337 - 339 م كما يعتقد المؤرخون أنه تنيح سنة 368م ويقولون أنه تلميذ الأنبا انطونيوس , وقد ظلت علاقاته برهبان دير الأنبا أنطونيوس قوية (4) Letter of athanas. ad Dracontius. |
|