|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ابراهيم عيسى ومقالة جديدة بعنوان أبعد من الرئيس لقاء الرئيس مرسى مع الفلاحين أول من أمس كان شيئا مهما ولافتا ومعبرا تماما عن عظمة ثورة تلاتة وعشرين يوليو. ربما هذا هو المشهد الذى حلم به جمال عبد الناصر، وكان اليوم الذى ينتظره من ثورته.. أن يقف مواطن مصرى ممن استفاد من الإصلاح الزراعى ومن الفدادين الخمسة التى وزعها عبد الناصر بعد أن اقتطعها من الإقطاع ومنحها للفلاحين الذين لا يحوزون أرضا ولا يملكون زرعا. وكان والد محمد مرسى من بين هؤلاء الفلاحين الذين تَسلّموا من جمال عبد الناصر الفدادين الخمسة، التى استطاع الرجل بكفاحه وشقاه وعرقه أن يربى بعائدها أبناءه ويعلمهم التعليم المجانى الذى وفّرته لهم ثورة تلاتة وعشرين يوليو، فإذا بأحد هؤلاء الأبناء يكبر ويشتد عوده ويدخل عالم السياسة ليصبح رئيسا لمصر، ذلك الذى تعلَّم وتربَّى بخير ثورة جمال عبد الناصر. لعبد الناصر بلاوى كتيرة الحقيقة، وبعضها غير قابل للمغفرة السياسية، لكن هذا الزعيم حصل أول من أمس على شهادة عظمة مضافة إلى خزائن شهادات عظمته، وذلك حين ظهر الرئيس مرسى ابن الفلاحين ابنا مستفيدا من ثورة وإصلاح عبد الناصر. السؤال الآن: هل يمكن أن يفعل محمد مرسى لشعبه وأبناء فلاحيه شيئا مثل عبد الناصر غير نصيحته لهم بتقوى الله عشان يطرح البركة فى المحصول؟ وهو كلام رائع وطيّب، لكن يليق بخطيب المسجد اللى على الترعة أكثر مما يكون جوهر ما قاله مرسى وسط خطبة رئاسية، بدأت بالاعتذار إلى الفلاحين عن الإجراءات الأمنية المشددة التى منعتهم وعطلتهم وأهانت بعضهم حين الدخول إلى قاعة الاجتماع، وربما هذا التعامل الأمنى الفظ قد جعل اللغط والهمهمة والغمغمة مستمرة طويلا فى أثناء كلمة الرئيس، حتى إنه طلب من الحضور أن يسمعوه، وقد سمعوه. فما القوىّ المغيّر المطوّر المجدّد الذى وعده بهم الرئيس؟ لا شىء إلا شيئا مما كان يقوله سلفه. ليست المسألة ماذا يقدم الرئيس وهل لديه أصلا ما يقدمه إلا تحفيز المستثمرين العرب والأمريكان على المجىء لمصر، لكن ما هو أعمق من ذلك وأبعد من الرئيس، ماذا ستقدم ثورة يناير للمواطن المصرى؟ طبعا نزعَت غلالة الخوف والرهبة، ولكنه نزع مؤقت قابل للانتكاس.. أنهت ديكتاتورا، لكنها بتواطؤ الجميع تصنع ديكتاتورا جديدا الآن.. لم تقضِ ثورة يناير على النفاق، بل نرى منذ يومها الأول منافقيها والمنافقين الأوائل والأفاقين الذين ركبوها ودلدلوا رجليهم وبعضهم بال فوقها، فصارت من البداية ثورة عوراء غير قادرة على الفرز بين المؤمن بها والباذل من أجلها روحه والثائر المثابر، وزلنطحية وتجار مواقف ومدعين وشيوخ وشيوخ مَنْصَر، ثم إن صعود التيار الدينى على قمتها وقيادته مسارها حفَّز كل طاقات النفاق عند قطاع واسع من المصريين، فأطلقوا لحاهم استعدادا لامتحان كشف الهيئة. حتى الآن ثورة يناير ليس لها مشروع يشابه ثورة يوليو فى تغيير خريطة مصر الاجتماعية والطبقية والاقتصادية، بصرف النظر عن أن خريطة يوليو محل خلاف أو جدل، لكن لا يمكن منازعة حقيقة أنها عملت خريطة جديدة للبلد. أما ثورة يناير فلا خريطة ولا خراط ولا شىء إلا وراثة دولة مبارك.. وبارك الله فى ما رزق. |
|