|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"وَسَقَطَ آخَرُ فِي الأَرْضِ الصَّالِحَةِ" اختبرنا حتى الآن ثلاث أنواع من الأرض التي تسقط عليها بذار الكلمة. ومع الأسف، لم تقدر ولا واحدة منها على جعل هذه البذار مثمرة. ومن ثم، فالنوع الأول من الأرض، " عَلَى الطَّرِيقِ "، كان صلب جداً لدرجة أن البذار لم تقدر حتى على الإنبات. كذلك النوع الثاني كان صخراً لا يسمح للبذار بمد جذورها عميقاً. وفي الأخير، كان النوع الثالث شائكاً، خانقاً للبذار ومجدباً إياها. وبعدما رأينا ثلاث فئات مجدبين، حان الوقت الآن لمعرفة شكل الأرض الصالحة المثمرة. فتخبرنا متَّى 13: 8 عن هذا قائلة: متى 13: 8 " وَسَقَطَ آخَرُ عَلَى الأَرْضِ الْجَيِّدَةِ فَأَعْطَى ثَمَرًا، بَعْضٌ مِئَةً وَآخَرُ سِتِّينَ وَآخَرُ ثَلاَثِينَ." وها هو الشرح معطى في متَّى 13: 23 " وَأَمَّا الْمَزْرُوعُ عَلَى الأَرْضِ الْجَيِّدَةِ فَهُوَ الَّذِي يَسْمَعُ الْكَلِمَةَ وَيَفْهَمُ [المعنى اليوناني:suniemi]. وَهُوَ الَّذِي يَأْتِي بِثَمَرٍ، فَيَصْنَعُ بَعْضٌ مِئَةً وَآخَرُ سِتِّينَ وَآخَرُ ثَلاَثِينَ"." لم تسقط البذار هذه المرة على الطريق أو على الصخر أو في الشوك، بل سقطت على الأرض الصالحة، في قلوب الذين يسمعون الكلمة ويفهمونها [المعنى اليوناني: suniemi]. كما تشرح لوقا 8: 15 معنى كلمة "يَفْهَمُ" قائلة: لوقا 8: 15 " وَالَّذِي فِي الأَرْضِ الْجَيِّدَةِ، هُوَ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ الْكَلِمَةَ فَيَحْفَظُونَهَا فِي قَلْبٍ جَيِّدٍ صَالِحٍ، وَيُثْمِرُونَ بِالصَّبْرِ." وكما قد نتذكر، لم يقدر النوع الأول من الناس على "فهم" أو استقبال الكلمة بسبب قساوة قلوبهم وصلابتها. وعلى النقيض، فالناس من النوع المثمر يفهمون الكلمة فيحفظونها في قلب جيد صالح. يمتلك هذا النوع من الناس ما افتقدته الأنواع الأخرى. ومن ثم، فعلى الرغم من أن قلوب الناس من النوع الأول قاسية، إلا أن القلوب هنا جيدة وصالحة. وكذلك، فعلى الرغم من أن الناس من النوع الثاني لم تكن لديها القدرة على الاحتمال وإنما كانوا يعثرون مع أول ظهور للضيق، إلا أن الناس هنا لا يستسلمون، فهم صابرون ("وَيُثْمِرُونَ بِالصَّبْرِ" كما يقول النص). وأخيراً، فعلى الرغم من أن كلمة الله قد خنقت بالعديد من الهموم والشهوات التي يضعها الناس من النوع الثالث في المرتبة الأولى، إلا أنها حفظت هنا في قلوب هؤلاء الناس، ولا تفقد مكانتها لأجل أي شيء آخر. هذا هو النوع المثمر. وكما قال المسيح في يوحنا 15: يوحنا 15: 1- 2، 4- 5، 8، 16 " "أَنَا الْكَرْمَةُ الْحَقِيقِيَّةُ وَأَبِي الْكَرَّامُ. كُلُّ غُصْنٍ فِيَّ لاَ يَأْتِي بِثَمَرٍ يَنْزِعُهُ، وَكُلُّ مَا يَأْتِي بِثَمَرٍ يُنَقِّيهِ لِيَأْتِيَ بِثَمَرٍ أَكْثَرَ.... اُثْبُتُوا فِيَّ وَأَنَا فِيكُمْ. كَمَا أَنَّ الْغُصْنَ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَأْتِيَ بِثَمَرٍ مِنْ ذَاتِهِ إِنْ لَمْ يَثْبُتْ فِي الْكَرْمَةِ، كَذلِكَ أَنْتُمْ أَيْضًا إِنْ لَمْ تَثْبُتُوا فِيَّ. أَنَا الْكَرْمَةُ وَأَنْتُمُ الأَغْصَانُ. الَّذِي يَثْبُتُ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ هذَا يَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِيرٍ، لأَنَّكُمْ بِدُونِي لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَفْعَلُوا شَيْئًا.... بِهذَا يَتَمَجَّدُ أَبِي: أَنْ تَأْتُوا بِثَمَرٍ كَثِيرٍ فَتَكُونُونَ تَلاَمِيذِي.... لَيْسَ أَنْتُمُ اخْتَرْتُمُونِي بَلْ أَنَا اخْتَرْتُكُمْ، وَأَقَمْتُكُمْ لِتَذْهَبُوا وَتَأْتُوا بِثَمَرٍ، وَيَدُومَ ثَمَرُكُمْ، لِكَيْ يُعْطِيَكُمُ الآبُ كُلَّ مَا طَلَبْتُمْ بِاسْمِي." ينقي الله كل غصن مثمر ليأتي بثمر أكثر. فكلما أثمر الإنسان، كلما تمجد الله. |
|