|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لأَنِّي ارْتِعَابًا ارْتَعَبْتُ فَأَتَانِي، وَالَّذِي فَزِعْتُ مِنْهُ جَاءَ عَلَيَّ [25]. يبدو أنه كان في أيام رخائه يخشى أن تحل به الكوارث، لذا يقول: "ارتعابًا ارتعبت فأتاني، والذي فزعت منه جاء علّي" [25]. * ما دُمت أنا هنا، مادمت في هذا العالم، مادمت أحمل جسدًا مائتًا، مادمت أتنهد بين علل العصيان، مادمت وأنا واقف أكون "في خوف لئلا أسقط"، مادام صلاحي وشروري مهددة بعدم الاستقرار، فإن حياة الإنسان كلها معًا باطلة . القديس أغسطينوس * لو حُصر رجاء المسيحيين في حدود هذه الحياة لكان نصيبنا مرًا بحقٍ، إذ يحصر في الجسد قبل الأوان (أوان الأبدية)، أما إن كانت لهم محبة الله وتعتزل نفوسهم قيود الجسد، فإنهم يحسبون ذلك بداية الحياة الحقيقية، فلماذا تحزن كمن لا رجاء لهم؟ إذن فلتسترح ولا تسقط تحت متاعبك، وإنما لتظهر نفسك أسمى من المتاعب ومترفع فوقها.* أيها الأحباء، هل التجربة صعبة؟ دعونا نحتمل المصاعب، لأنه ليس أحد يتجنب الرماح وتراب المعركة يفوز بالإكليل. هل العدو يخدعكم، وحربه بلا فائدة...؟ * هذه التجارب متعبة، لأنها تخدم الرب. إنها ضعيفة، لأن الرب قد مزج شرهم بالضعف. لكن دعونا نحذر من صراخنا بصوت عالٍ بسبب ألم قليل. إننا بهذا نكون مدانين. إذ تحرمون أنفسكم من المكافأة الأبدية التي تُعطى للأبرار. أنتم أبناء الذين اعترفوا بالمسيح. أنتم أبناء الشهداء. لقد قاوموا حتى الدم ضد الخطية. لذلك اجعلوا أمثلة من هؤلاء قريبة وعزيزة لديكم لتصبحوا شجعان لأجل مسيحيتكم. ليس فينا من يُقطع جسده من الجلد... لم يعانِ أحد منا من مصادرة مسكنه... لم نُسق إلى المنفى، لم نسجن... إذن ما حجم المعاناة التي تكبدناها... حقيقة ربما نعتبر مصدر ألمنا هو أننا لم نعانِ شيئًا. وأننا غير مستحقين لآلام المسيح. القديس باسيليوس الكبير |
|