|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
شرح الكتاب المقدس - أ. بولين تودري مقدمة تفسير إنجيل لوقا تقديم عن سلسلة المعارف القبطية المبسطة: هذه السلسلة الحاجة شديدة في كنيستنا في هذه الأيام إلى نشر المعرفة الدينية بين أفراد الشعب، في القرى والمدن والمناطق المتطرفة، بين الصغار والكبار. فقد ازداد تفرق الناس عن بعضهم بسبب ظروف السكن، وبعدوا عن الكنائس واجتماعات التعليم الدينى. والحمد لله، هناك محاولات مختلفة لنشر المعرفة الدينية، في العظات والكتب والمسجلات وغيرها من الوسائل. وهذه السلسلة من الكتب تهدف إلى نشر المعارف الدينية بين الأقباط في أسلوب مبسط، واخراج شيق، يناسب عامة الناس. وتنقسم هذه السلسلة إلى أربعة ابواب: الأول - الكتاب المقدس: نقص ظروف كتابة الأسفار، وتحكى حياة الشخصيات التي وردت بها، وتفسر التعاليم علميا بالأسلوب البسيط المطلوب. الثالث - عن الحياة الاجتماعية: مثل العادات الشعبية في الزواج وغيره من المناسبات، والحياة الأسرية والفردية، والملابس، والفنون كالرسم والموسيقى، وخصائص شخصية المرأة، والطفل، والرجل، وأعمالهم، وخدماتهم الاجتماعية وما شابه ذلك. وهذا الكتاب عن بشارة القديس لوقا الرسول هو من الباب الأول في السلسلة. ويسر الهيئة الناشرة أن تتلقى الملاحظات والتعليقات على خطة هذه السلسة ومواصفاتها، والاسهام فيها، ونرحب بكل توجيه في هذا السبيل. حدث مرة في التاريخ أن ملكا صالحا اسمه يهوشافاط تملك على الشعب، ووجد أن كثيرين يحتاجون إلى معرفة الشريعة وأصول الايمان، فرتب حملة تعليمية كبيرة تطوف البلاد اشترك فيها القادة المدنيون مع اللاويين والكهنة "فعلموا في يهوذا ومعهم سفر شريعة الرب. وجالوا في جميع مدن يهوذا وعلموا الشعب" (سفر أخبار اليام الثانى 17: 9). و الكنيسة الآن في حاجة إلى حركة عامة لنشر تعاليم الإيمان والحياة.. وهذه السلسلة تهدف إلى الإسهام في هذا العمل جعلها الله تؤدى الغرض منها العائلات والأفراد في كل مكان بالأسلوب الجميل من أجل نمو الإنسان والجماعة في العصر الحاضر. لجنة التأليف والتحرير والنشر بمطرانية بنى سويف المقدمة صديقى القارئ.. عند كتابة هذا الكتاب الذي بين يديك، الذي يشرح بشارة القديس لوقا، حرصنا الا نعيد سرد احداث الإنجيل مرة ثانية فيه، واكتفينا بكتابة تفسير وتعليق مناسب على كل جزء منه، وقصدنا بذلك الا يفصلك هذا الكتاب عن الإنجيل نفسه. ولكى تكون الفائدة متكاملة، احضر انجيلك، واقرأ منه أولًا الشاهد المكتوب قبل كل فقرة في هذا الكتاب، لكى تتمكن من متابعة المعانى المكتوبة فيه، وتخرج بالفائدة المرجوة. واليك نموذج من كتابة الشواهد وطريقة قراءتها: (1: 1- 4) تعنى الأصحاح الأول والآيات من (1) إلىى (4). (1: 5 - الخ) تعنى الأصحاح الأول والآيات من (5) إلى آخر الأصحاح. الرب يجعل كلماته المقدسة بركة لحياتنا جميعا، نقرأها، ونقبلها، ونفرح بها، ونعيشها في حياتنا اليومية. الباب الأول حول الإنجيل 1- من هو القديس لوقا 1- القديس لوقا الإنجيلي + اسم لوقا اختصار كلمة لوقيانوس اللاتينية ومعناها حامل النور. + القديس لوقا هو الوحيد بين كتاب العهد الجديد الذي لم يكن من أصل يهودي بل كان أمميًا، من بلدة أنطاكية بسوريا، ويذكر التقليد أنه كان أحد السبعين رسولًا. + ذكر اسمه في الكتاب المقدس ثلاث مرات فقط جاءت كلها على لسان بولس الرسول، عندما قال انه رافقه في أغلب أسفاره الكرازية (2 كو 8: 16 - 19)، ورافقه وهو أسير في روما (كو 4: 14، فل 24)، واستمر معه إلى آخر جهاده (2 تى 4: 11). + وكان القديس طبيبًا كما نفهم من قول بولس الرسول لاهل كولوسى "يسلم عليكم لوقا الطبيب الحبيب" (كو 4: 14)وقد تعلم علوم الفلسفة واللغة اليونانية، وقال عنه المؤرخون أنه كان رساما، ويقول التقليد أنه أول من رسم صورة للقديسة مريم العذراء. + عاش بتولًا، وقد وشى به اليهود والوثنيون إلى نيرون الملك الوثني وقالوا انه جذب كثيرين إلى تعليمه الجديد. فأمر بإحضاره إلى روما وسأله، فأجابه القديس [أنني لست ساحرًا ولكني رسول سيدي يسوع المسيح]. وبعد أن أجرى الرب على يديه معجزات آمن بسببها كثيرون، أمر نيرون بقتله. ونال أكليل الشهادة وهو في سن 84 سنة. ولما تولى الإمبراطور المسيحي قسطنطينوس المملكة أمر بنقل جسده إلى القسطنطينية سنة 357 م. ثم في عام 1177 نقل الجسد إلى مدينة بادو بايطاليا. 2- بشارة الإنجيل للقديس لوقا: + كتب القديس لوقا إنجيله في الفترة ما بين عامى 63- 67 م.، وكتبه باللغة اليونانية من روما أو من اخائية باليونان. + كتب القديس لوقا هذا الإنجيل لصديق له يدعى العزيز ثيؤفيلس (لو 1: 3). وهو اسم يونانى معناه محب الإله. وكلمة العزيز هى لقب شرف، وبهذا يكون ثيؤفيلس أحد أشراف الإسكندرية، ولكنه اصلًا من انطاكية مثل لوقا البشير نفسه، فكتب اليه كأممى مثله، لا لينتفع به وحده، بل لينتفع به المسيحيون من الأمم بوجه عام. + وذكر الأحداث بروح المؤرخ المدقق، غير أنه في بعض الأحيان كان يغفل بعض المعلومات المحددة عن المكان أو الزمان للأحداث، لعدم لزومها للقارئ مثل قوله: وكان في أحد المدن..، وفي أحد الأيام دخل سفينة..، وفيما هو يصلى.. وفيما هم سائرون دخل قرية.. وهكذا. + وتتميز بشارة القديس لوقا بخصائص معينة، باعتبار أنها كتبت خصيصا لتخاطب اليونانيين وهم قوم يقدسون الحكمة والمنطق. لقد رأينا القديس متى يكتب لليهود قاصدًا أن يبين لهم ان يسوع هو ملكهم المسيا المنتظر الذي وعد به الله آبائهم. ورأينا أيضًا القديس مرقس يكتب بشارته للرومانيين، الذين يعجبون بل يقدسون القوة، قاصدًا أن يبين ويعلن لهم شخص الرب يسوع القوى والمقتدر والمنتصر على كل قوى الشر. أما القديس لوقا فلقد كتب بشارته لليونانيين مبينًا ان يسوع المسيح هو المخلص الناطق بالحكمة، والمحب للإنسان. فهو يبين أن يسوع قد جاء رفيقًا للإنسان يود أن ينفذ إلى أعماقه لكي يهب الإنسان إمكانيات جديدة فائقة تعمل في الضمير، وتظهر في السلوك. وكثيرًا ما نجد القديس لوقا يسجل لنا لقبًا عن المسيح انه "ابن الإنسان" وهو يريد بذلك ان يبين ان يسوع قد جاء ليزيل غربة الإنسان عن الله. ولأن اليونانيون يحبون التعليم، ولا يتفرغون لشئ آخر إلا ان يتكلموا أو يسمعوا شيئًا حديثًا (أع 17: 21)، اهتم القديس لوقا أن يقدم لهم السيد المسيح كمعلم له مبادئ سامية. ولآنهم ايضا يحبون الشعر، لذلك قدم لهم التسابيح الخاصة بالعذراء وأليصابات وزكريا في صيغة شعرية. + وتميز لوقا الرسول بأنه ذكر محادثات السيد المسيح لأفراد مختلفين من الناس يهود وسامريين وأمميين، نساء ورجال، أبرار ومنبوذين، أغنياء وفقراء، أطفال وكبار. مظهرًا بذلك أن يسوع هو الصديق الذي يجيب على تساؤلات الكل. + وتميز الإنجيل أيضًا بالحث المتواصل على الصلاة كعمل روحي أساسي. فذكر صلوات يسوع في مواقف مختلفة مثل المعمودية (لو 3: 11)، التجلي (لو 9: 29)، صلاته من أجل بطرس (لو 22: 32)، اختلاؤه الكثير للصلاة (لو 3: 21، 6: 12، 9: 18، 11: 1). كما استعان في ذلك بالامثال كمثل صديق نصف الليل (لو 11: 5-9)، والقاضى الظالم (لو 18: 1-8). + وقد أظهر القديس لوقا في إنجيله دور الروح القدس في تدبير خلاص الإنسان، حينما ذكره في قصة ميلاد يوحنا (لو 1: 15)، وفي التجسد الإلهي (لو 1: 35)، وعماد السيد المسيح (لو 3: 22). + وانفرد القديس لوقا في إنجيله بذكر الأحداث التالية: رؤيا زكريا في الهيكل - بشارة مريم العذراء - تفاصيل ولادة يسوع وتقديمه للهيكل - إرسالية السبعين رسول - خدمة يسوع خارج الجليل واليهودية (وقصد لوقا بذلك أن يقول أن المسيح جاء من أجل العالم كله وليس لليهود فقط) - قصة زكا العشار - إرسال يسوع إلى هيرودس - صلاته من أجل صالبيه - غفرانه للص اليمين. + ومن المعجزات التي انفرد بها إنجيل لوقا: صيد السمك الكثير - إقامة إبن أرملة نايين - شفاء المرأة المنحنية - الرجل الأبرص - شفاء العشرة البرص - شفاء أذن ملخس عبد رئيس الكهنة. + ومن الأمثال التي انفرد بها القديس لوقا في إنجيله: المديونان - السامري الصالح - صديق نصف الليل - الغنى الغبي - التينة التي لم تثمر - الخروف الضال - الدرهم المفقود - الابن الضال - وكيل الظلم - الغنى ولعازر - الفريسي والعشار. |
22 - 07 - 2014, 05:39 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: شرح الكتاب المقدس - أ. بولين تودري - العهد الجديد انجيل لوقا
تفسير لوقا 1 - إنجيل لوقا 3- مدخل الإنجيل (1: 1-4)بعد قيامة ربنا يسوع المسيح، سار الرسل على طريقته في التعليم الشفوي وتعريف الناس الوقائع البارزة في سيرته. وعلى مر الزمن امتد نشاط هؤلاء الرسل إلى أبعد من أورشليم. وكان من الصعب عليهم وحدهم بطبيعة الحال أن يقوموا بكل التعليم، فكونوا الكنائس التي تحولت بدورها إلى مراكز تعليمية في بعض البلاد الهامة. وكان في كل من هذه الكنائس من يعلم الراغبين في الإيمان أقوال يسوع وسيرته وموته وقيامته التي تسلموها هم أنفسهم من الرسل ومن شهود العيان. ومع مرور الوقت رأى هؤلاء المعلمون أنه من الأفضل أن لا يعتمدوا على ذاكراتهم في تذكر الأحداث والقصص، فبدأوا يسجلونها كتابة. وهؤلاء هم الذين تحدث عنهم لوقا في بداية بشارته بقوله "أن كثيرين قد أخذوا بتأليف قصة في الأمور المتبقية عندنا".. ويخبرنا القديس لوقا انه كان حريصا ان يتتبع كل الأحداث والقصص من البداية وبتدقيق حتى ينقل لنا التعليم السليم عن ربنا ومخلصنا يسوع المسيح خاليًا من اى انحراف. الباب الثاني: اعداد الطريق لمجئ المعلم
الأصحاح الأول 1. البشائر المفرحة + أسرة مؤمنة (1: 5 - 7) توقفت النبوة عن شعب الله حوالي أكثر من ثلاثة قرون، وساد الجو فتور ويأس، وحتى الظروف السياسية كانت قاسية لأن هيرودس الكبير كان إنسانًا صعبًا إذ تزوج من عشرة نساء، وقتل منهم اثنتين، وكان له أبناء كثيرون، وأعدم احدهم. وهو الذي قتل أطفال بيت لحم. وحتى في فراش موته طالب بقتل كل شرفاء أورشليم حتى لا يجد أحد مجالًا للبهجة بعد موته، لكنه مات قبل تحقيق أمنيته. ووسط هذا الجو القاتم دينيًا وسياسيًا، ظهرت أسرة تقية تتكون من الزوج زكريا والزوجة أليصابات، وكانا بارين أمام الله، ويحفظان وصاياه وأحكامه، والحياة بالبر أمام الله تثمر سلوكًا بلا لوم أمام الناس. ولم يكن لهما نسل، وهذه كانت تجربة صعبة في ذلك الجيل، لأن كل أسرة تقية كانت تنتظر أن يأتى المسيح من نسلها. وزكريا معناه "الله يذكر"، وأليصابات معناها "الله يُقسم". وزكريا كان كاهنًا من فرقة أبيا، إذ كان الكهنة مقسمين إلى أربعة وعشرين فرقة من أيام داود النبي (1 أي 24: 7 - 18، 2 أي 8: 14)، كل فرقة لها اسم، وتقوم بالخدمة في الهيكل أسبوعًا كل ستة شهور حسب قرعتها. وكان عمل الكهنة أن يقدموا البخور مرتين في النهار، وقت الساعة الثالثة (التاسعة صباحًا)، ووقت الساعة التاسعة (الثالثة ظهرًا)، بالإضافة إلى رفع الذبائح التي يقدمها الشعب عن نفسه. لهذا رأى زكريا الملاك واقفًا عن يمين مذبح البخور. + رؤيا ووعد وعتاب (1: 8 - 25) كان زكريا يُصلى ليعطيه الرب نسلًا. وبدأت السماء تعد الطريق للمخلص، وأخذ جبرائيل (غبريال) الملاك أمرًا بأن يبشر زكريا بأن طلبته قد سُمعت، اضطرب زكريا لأن رؤية أهل السماء غريبة، لكن الملاك اهتم به وناداه باسمه شخصيًا ووهبه السلام. لعل زكريا قد نسى طلبته من الله، أو فقد رجاءه في الإنجاب، ولكن الله يعطى رغم نسياننا، فقد ذكر له ولإمرأته طلباتهما ووعدهما على لسان الملاك أنه سيهبهما ابنًا يفرحهما ويفرح كثيرين أيضًا. وقال الملاك ان اسم المولود هو يوحنا أي "الله حنان". لقد وعد الملاك زكريا بأن يوحنا "سيكون عظيمًا أمام الرب". فالعظمة في نظر الله لا بكثرة السنين، ولا بقوة الجسد والأعمال الظاهرة. ولكن بالقلب الصادق الذي لا تسيطر عليه شهوات ومسكرات هذا العالم الحاضر، ويكون مملوءًا من الروح القدس، ويكون شغله الشاغل أن يرد كثيرين إلى الرب إلههم، ويهئ للرب شعبًا مستعدًا، ولا ينسى أن يدين الخطية في داخله. وقال الملاك عن يوحنا أنه لا يشرب خمرًا ومسكرًا لأنه نذير الرب ومفرز لخدمته، هذا في العهد القديم. أما الآن فنذير الرب كل من تعمد على اسمه، واتحد به في شركة أسراره المقدسة، وصار واحدًا فيه. لم يصدق زكريا الملاك، فعاقبه بأن يبقى صامتًا، فهو الكاهن الذي كان عليه أن يتأكد من أن الواقف أمامه ملاك الرب. وان الله سبق فبشر شيخًا من قبله بمولود مثل إبراهيم. + البشارة المفرحة (1: 26 - 38) وفى الشهر السادس أُرسل جبرائيل الملاك إلى مدينة صغيرة، غير مهمة، في الجليل اسمها ناصرة، إلى فتاة صغيرة، بعيدة عن الأنظار، تُدعى مريم. ان الله يهتم بكل الناس مهما كانوا. وكانت مريم مخطوبة لرجل، والخطبة حسب التقليد اليهودى تعادل من الناحية الرسمية الزواج السائد حاليًا. لذلك دُعيت القديسة مريم "امرأة يوسف"، ودُعى هو رجلها. ان الرب رتب ان تُخطب ليوسف رغم أنها نذرت نفسها أن تبقى عذراء، ورغم أن يوسف كان بالغًا من العمر 89 سنة، لينزع الشك من جهتها أمام الناس حينما يظهر عليها الحمل الإلهى. بشرها الملاك أنها وجدت نعمة في عينى الرب، فهى ستحبل وتلد ابنًا وتدعوه يسوع أي مخلص، فقالت مريم" كيف يكون لى هذا؟" وهذا الرد يؤكد نيتها على البتولية، ولو كانت تنوى الزواج كان ممكنًا أن تقول، "متى يكون هذا"؟ فطمأنها الملاك بأنها قد اختيرت من السماء لتكون أما للإلهفالروح القدس يحل عليها وقوة العلى تظللها لأن القدوس المولود منها هو ابن الله، وأيضًا أليصابات نسيبتها حبلى بابن في شيخوختها. فآمنت مريم بأنه ليس شيء غير ممكن لدى الله. فهى مريم أم الإله، الدائمة البتولية، التي قالت النبوة عن بتوليتها "هذا الباب يكون مغلقا، ولا يدخل منه إنسان، لأن الرب إله إسرائيل دخل منه فيكون مغلقًا، ولا يدخل منه إنسان، لأن الرب الرئيس الرئيس هو يجلس فيه" (حز 44: 1 - 3) عجيبة أنتِ يا أمى القديسة. كيف نلتِ هذه النعمة؟ لعله حديثك وتسبيحك للرب جذب قلبه حتى أتى وسكن فيك؟ أو لعله الحب الصادق لإلهك هو الذي جعلك تسعدين بمن تحبين، تحملينه في أحشائك، ترضعينه لبنك، تتعهدينه بحنانك؟ أو لعله اتضاعك الذي جعل السماء كلها تتحرك والابن يتجسد منك؟ حقًا مباركة أنت في النساء يا من صعد حبها وأمانتها وأتضاعها إلى السماء، فجذب ابن الله لأرضنا. ويقول لنا القديس أمبروسيوس (احرص أن تتمم مشيئة الآب لكى تكون أمًا للمسيح). لأن "من يصنع مشيئة أبى هو أخى وأختى وأمى" (مر 3: 35). + لقاء القديسين والتسبيح (1: 39 - 56) قامت مريم بسرعة، وذهبت إلى أليصابات نسيبتها الساكنة في الجبال. فمن يحمل المسيح في داخله لا يفكر فيما هو لنفسه، بل ينطلق ليخدم الآخرين. مكثت عندها ثلاثة أشهر لتخدمها عند ولادتها.. وهنا كان لقاء القديسون فعملهم يكون تسبيح الله والتحدث بكم صنع بهم الرب، وليس كلام الشر والإدانة.. فعند دخول مريم امتلأت أليصابات من الروح في داخلها، بالتسبيح بلسانها، فقد شعرت بالجنين يتحرك بابتهاج في بطنها، فكيف تصمت؟ فطوبت العذراء لأجل الإله الذي تحمله في بطنها، إذ أعلن الروح لها ذلك. وطوبتها أيضًا لأجل إيمانها، إذ قبلت ان يتم ما قيل لها من قبل الرب.. والعذراء العظيمة في اتضاعها أخذت تطويب أليصابات لها ونسبته للرب في الحال، فهي لا تشعر إلا بكونها عبدة للرب، والقدير هو الذي صنع بها عظائم بقبوله التجسد منها. + الوعد يتحقق والعقاب ينتهي (1: 57 - 80) وُلد يوحنا، وفرح الجيران مع أليصابات لأن الرب عظم الصنيع معها، إذ منحها ابنًا في شيخوختها. ومن عادة اليهود أن يعطوا المولود إسمًا في اليوم الثامن، عند ختانه، وأن يسموه بإسم إنسان سبقه في عشيرته. ولكن أليصابات التي تكلمت بالروح، وزكريا الذي لم ينسى التسمية التي قالها له الملاك، قالا "يوحنا". وحينئذ انفتح فم زكريا وفُك صمته وتكلم وسبح الله الذي ذكر شعبه حسب وعده لآبائهم في القديم، وبدأ يرسم لهم طريق النجاة من عدوهم إبليس، إذ ابتدأ الرب عمله بميلاد يوحنا الذي يتقدم أمامه ليعد الطريق له ويمهد قلوب الشعب بالتوبة لتستطيع أن تقبل يسوع المخلص. وبقى يوحنا زمان طفولته في بيت والديه في حبرون في مدينة الجليل، وتعلم منها ما استطاع. ثم مات والداه وهو بعد صغير، وحينئذ انتقل إلى براري اليهودية غربي الأردن. حيث انفرد عن الناس هناك في نسك وعبادة للرب إلى حين ظهوره وبداية خدمته العلنية بينهم. |
||||
22 - 07 - 2014, 05:43 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: شرح الكتاب المقدس - أ. بولين تودري - العهد الجديد انجيل لوقا
تفسير لوقا 2 - إنجيل لوقا
2. أفراح الميلاد + ميلاد المخلص (2: 1 - 7) تجمعت الحوادث، وتعددت اتجاهات الناس، واستخدم الآب ضابط الكل كل هذا لإتمام النبوات وتحديد ميعاد تجسد ابنه. ففي تلك الأيام - أي في قرب الزمان الذي وُلد فيه يوحنا المعمدان- صدر أمر من أوغسطس قيصر إمبراطور الرومان بأن تكتتب كل المسكونة إذ كان يأمر أن تقدم له كل عشر سنين من ملكه بيانًا عن أحوال مملكته في قائمة تشمل عدد سكان المملكة وثرواتهم. وقصده من ذلك فرض الضرائب عليهم، ومعرفة مدى قوة المملكة. وقد صدر الأمر أن تكتتب كل المسكونة أي كل المملكة الرومانية، لأن أغلب المسكونة في ذلك الوقت كانت تحت سلطة الرومان. وكان الاكتتاب بحسب النظام الروماني ملزمًا للرجال والنساء. ويمكن أن يتم الاكتتاب في أي موضع دون الحاجة لانتقال كل إنسان إلى مدينته التي نشأ فيها. لكن الرومان وقد أرادوا مجاملة اليهود أمروا بإجرائه حسب النظام اليهودي حيث يُسجل كل إنسان اسمه في موطنه الأصلي. وكانت هذه بداية أحداث الميلاد الإلهى، فقد صعد (بيت لحم أعلى من الجليل. فالذهاب إليها فيه صعود حقيقة) يوسف من ناصرة الجليل إلى بيت لحم في اليهودية مع مريم إمرأته حيث وضعت ابنها هناك ليتم ما جاء على لسان ميخا النبي في القديم منبئًا عن مولد المسيح في بيت لحم "أما أنت يا بيت لحم بيت أفراته وأنت صغيرة أن تكونى بين ألوف يهوذا فمنك يخرج لى الذي يكون متسلطًا على إسرائيل ومخارجه منذ القديم منذ أيام الأزل" (ميخا 5: 2). ولعل تدبير الله في اختيار بيت لحم بالذات مكانًا لميلاد يسوع إشارة إلى أن هذا الطفل هو الخبز الحى النازل من السماء، لأن بيت لحم تعنى بيت الخبز. وقد سُجل اسمه مع كل الناس في الإكتتاب الأول (كيرينيوس ملك على سوريا مرتين. مرة منذ ثلاث سنين قبل الميلاد إلى سنة بعده. ومرة من السنة السادسة إلى الحادية عشر بعد الميلاد. فالإكتتاب الأول تم في مدة ملكه الأول. أما الإكتتاب الثانى جاء ذكره في (أع 5: 37). وبهذا تحدد بالضبط تاريخ ميلاد مخلصنا) أيام كيرينيوس والى سورية، حتى يُحسب كواحد منا نحن البشر، وبكرًا (كلمة بكر لا تعنى من يتبعه آخرون، ولكنها تعنى بالأكثر من لم يسبقه أحد في الميلاد، فالبكر هو كل فاتح رحم). بين أخوة كثيرين، أي بكرًا لنا. وُلد يسوع ولم يكن له موضع في المنزل وكأنه يريد أن يقول (أتيت بلا مأوى لكى أسكن في نفوس بنى البشر، ويكون بيتى هو قلب الإنسان، وغطائى محبته، أريد أن أكون واحدًا فيه) + رعاة.. يحرسون.. رعيتهم (2: 8- 20) فى تلك الكورة، أي في الأرض المجاورة لبيت لحم، كان هناك رعاة يتناوبون الحراسة. أنهم ليسوا رعاة عاديين، بل هم غالبًا مسؤولون عن رعاية الأغنام المخصصة للذبائح التي ستقدم للهيكل. ولعلهم وهم يقومون بحراسة رعيتهم كانوا يتأملونها وهى تتحول إلى ذبيحة تحترق على المذبح من أجل رفع الخطايا، بل كانوا متوقعين بالصبر الذبيحة الحقيقية التي ترمز إليها كل هذه الأغنام، يسوع الحمل الحقيقى الذي يفدى شعبه بذبيحة نفسه (عب 9: 26). اشتاق الرعاة إلى مجئ المخلص، فاستحقوا أن يكونوا أول من تعلن لهم البشارة بالفرح العظيم "أنه وُلد لكم اليوم مخلص هو المسيح الرب". حقًا قال داود في المزامير "يعطيك الرب حسب قلبك" (مز 20: 4). أما مريم الحمامة الهادئة، فعندما زارها الرعاة، عبرت عن فرحتها بطريقتها، فكانت تحفظ هذه الأحداث في خزانة قلبها، وصارت تفكر فيها.. هذا هو الصمت المقدس، صمت اللسان، بينما القلب يلهج في تسبيح أعمال الله نهارًا وليلًا. + ختان الطفل يسوع وتقديمه للهيكل (2: 21 - 24) لقد كان لزامًا على كل ابن ذكر من نسل إبراهيم أن يختتن علامة عهد مقدس مع الله، وبداية دخوله في عضوية الجماعة المقدسة (تك 17: 9 - 14). لذلك تقدم فادينا ومخلصنا يسوع ليتمم الناموس (اسم يسوع في العبرية ينطق يشوع ومعناه يخلص). وبعد انتهاء أيام التطهير اللازمة للعذراء. جاءت إلى الهيكل. إذ أنه حسب الشريعة الموسوية تبقى المرأة بعيدة عن الهيكل لمدة أربعين يوما إن أنجبت ذكرًا، وثمانين يومًا إن أنجبت انثى(لا 12: 1 - 8)، وعليها أ ن تقدم ذبيحة تطهير في نهاية هذه المدة. كما تم في هذا اليوم طقس آخر حسب الشريعة الموسوية، وهو أن كل ذكر فاتح رحم يُعتبر مخصصًا للرب (خر 13:12)، ولكى يسترده أبواه يقدمون عنه ذبيحة فرخى حمام إذا كانوا فقراء. لم يكن الرب محتاجًا لتتميم ما تطلبه الشريعة من ختان وفداء بفرخي حمام، لكنه انحنى بإرادته خاضعًا للناموس من أجلنا، كما قال بولس الرسول "لأنه كما بمعصية الإنسان الواحد (آدم) جُعل الكثيرون خطاة، هكذا أيضًا بإطاعة الواحد (المسيح) سيُجعل الكثيرون أبرارًا" (رو 5: 19). + قلوب متشوقة ليسوع (2: 25 - 38) يذكر لنا القديس لوقا مجموعة من الشخصيات التي عاشت مع أحداث الميلاد وهى: · سمعان الشيخ.. أحد الاثنين والسبعين شيخًا من اليهود الذين طلب منهم بطليموس ترجمة التوراة (العهد القديم) إلى اليونانية، والتي سُميت الترجمة السبعينية. قيل أنه أثناء الترجمة أراد أن يُبدل كلمة (عذراء) في الآية "ها العذراء تحبل وتلد.." (أش 7: 15) بكلمة (فتاة)، لأن العذراء لا تحبل. فإذا بالروح القدس يوجهه ويرشده قائلًا له أنه لن يرى الموت قبل أن يرى يسوع المولود من العذراء. سمعان تعنى المستمع، وكان سامعًا للروح فيه (فالروح القدس كان عليه.. وأوحى اليه بالروح أنه لا يرى الموت.. واتى بالروح إلى الهيكل)، هذا الروح العامل فيه جعله منتظرًا لمجئ المخلص. اشتهى ان يرى يسوع، ولما رآه نطق مسبحًا ومباركًا الله، وتكلم بالروح متنبئًا للطفل بأن علامة صليبه ستقاوم، وأنه جاء ليُسقط فينا كل ما هو شرير، ويقيم ما هو أفضل وتنبأ لأمه العذراء - التي تمثل الكنيسة كلها - أنها ستتألم كثيرًا لأنها سترى آلام ابنها بعينيها. وتنيح سمعان في نفس اليوم. · حنة بنت فنوئيل.. حنة تعنى (نعمة)، وفنوئيل تعنى (وجه الله)، أرملة مشتاقة هى الأخرى أن ترى يسوع. كانت تقيم بالهيكل وتواظب على العبادة فيه، بأصوات وطلبات ليلًا ونهارًا. لقد حولت تجربتها المرة في ترملها المبكر إلى حنين ملتهب للعريس السماوى، فاستحقت أن تنال نعمة رؤية وجه الله. فسبحته وتكلمت عنه. · جموع كثيرة منتظرين فداء أورشليم.. أناس أتقياء. درسوا النبوات وفهموا منها قرب مجئ المخلص، تشوقوا لرؤية يسوع، فاجتمعوا في الهيكل في أوقات الصلاة يعبدون بالروح، فتمتعوا به. + ينبغي أن أكون فيما لأبى (2: 39 - الخ) وبعد أن أكملوا كل شيء تطلبه الشريعة. رجعوا أخيرًا إلى الجليل، محل سكناهم الذي ارتحلوا منه لأجل الاكتتاب، وذلك بعد أن مكثوا مدة في بيت لحم زارهم فيها المجوس ثم هربوا إلى مصر من وجه هيرودس، كما جاء في إنجيل القديس متى. وبقيت ناصرة الجليل هى وطن السيد المسيح إلى أن بلغ سن الثلاثين. وفي خلال هذه السنين نما جسم الصبي في القامة، وتقدمت نفسه في الحكمة، فهو إنسان وإله في آنٍ واحد، وهذا التدرج في النمو لا ينفى كمال لاهوته. لقد مر يسوع عبر كل مراحل الإنسان من طفولة وشباب ورجولة لكي يقدسها لنا من جديد، ولكي يشعر بنا جميعًا صغارًا وكبارًا، أما النعمة التي كانت عليه ما هو إلا سرور الآب بابنه. كان أبواه يذهبان كل سنة إلى أورشليم كعادة اليهود، وكان المسافرون يسيرون على قافلتين، أحداهما للنساء والأخرى للرجال، وكان الصبيان يسيرون أما مع الرجال أو النساء.لذلك فإنه إذ انقضى اليوم الأول من رحلة العودة من أورشليم اقتربت القافلتان والتقى يوسف بمريم وكل منهما يسأل الآخر عن الصبي، إذ حسب كل منهما أنه مع الآخر. ثم بقيا يومًا كاملًا يسألان عنه بين الأقرباء والمعارف وإذ لم يجداه قررا الرجوع إلى أورشليم حيث وجدوه في الهيكل، مهتمًا فيما لأبيه السماوي. ليت النفس تنمو في الحكمة والقامة أمام الله، بإتحادها الدائم وعشرتها مع عريسها السماوي بالتوبة والصلوات، وبالأعمال الحسنة أمام الناس. لتذهب مسرعة إلى هيكل أبيها الحبيب ولا تخرج منه. وان طلبها أقرباؤها بين طرق العالم، ووسط الجماهير فلا يجدانها هناك بل يجدانها في هيكل الكتاب المقدس تسأل الأنبياء والرسل عن مفاهيم الزواج الروحي الذي تكرست له. |
||||
22 - 07 - 2014, 05:46 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: شرح الكتاب المقدس - أ. بولين تودري - العهد الجديد انجيل لوقا
تفسير لوقا 3 - إنجيل لوقا
3. خدمة المعمدان:- + الدعوة للخدمة (3:1 - 6) كانت هناك شخصية تنتظر الإذن لها بالانطلاق للخدمة، قد سبق واعدها الروح في برية اليهودية بعيدًا عن الناس. كان عليها أن تهيئ قلوب البشر بالتوبة لقبول خدمة الرب يسوع. أنه يوحنا المعمدان الذي سبق مجيء المسيح، والذي انفرد في خلوة مع الرب واختبر الهدوء والسكون والرجوع إلى النفس لمدة ثلاثين عامًا تقريبًا. أخيرًا صارت إليه كلمة الله ودعاه ليبدأ العمل. فجاء إلى المنطقة القريبة من الأردن، وبدأ ينادى ببشرى الخلاص لكل الناس. اليهود والأمم، الكبار والصغار، الرجال والنساء، لكي تمتلئ بالأمل والرجاء كل نفس يائسة مثل الوادي المنخفض، وتتضع كل نفس متكبرة وعالية مثل الجبل، ولتكن أهداف الناس مستقيمة في طلب الرب، وضمائرهم خالية من كل مكر وشر. + تعليم يوحنا (3: 7 - 14) نادى يوحنا بمعمودية التوبة، لتنقية القلب لقبول الرب. فأسرعت إليه الجموع، معترفين بخطاياهم (مت 3:1، مر 1:4)، ولقد ظنوا أنه يكتفى بالمناداة بغسل الجسد، علامة للتجديد والتطهير، وهذا ما يستحقونه لأنهم أبناء إبراهيم، فإستوقفهم يوحنا قائلًا: أراكم مثل الأفعى التي تعرف أن تتلون بكل لون لكى تنجو من الخطر. اصنعوا أثمارًا تليق بالتوبة. فمن يريد أن يقترن بالعريس السماوى، عليه أن يُصلح سيرته، ويحب الأخوة، ويرحمهم. وقد قدم يوحنا توجيهًا لبعض أصحاب المهن في عصره. فالعشارون هم الذين يجمعون الضرائب من اليهود لحساب الرومانيين، ويبدو أنهم كانوا يثقلون على الشعب بأكثر مما هو مطلوب منهم، لحساب أنفسهم، لذلك فهم أصحاب مهنة مكروهة ومعتبرين خطاة عند اليهود، فنبههم يوحنا أن لا يأخذوا أكثر مما فرض لهم. وأيضًا الجنود كممثلين لأصحاب السلطة، طلب منهم أن لا يتخذوا من عملهم فرصة للتسلط على الناس فيظلمونهم، ويشوا بهم عند الرؤساء بهدف الكسب الأكبر، وقال لهم أن يكتفوا بأجورهم، مهما كانت قليلة ولا يتمردوا. لقد كان الناس في هذه الأيام متوقعين مجئ المسيح. ولعل جرأة يوحنا وقوته في توبيخهم جعلهم يظنون أنه هو المسيح الذي تتكلم عنه النبوات، وتمثلوا فيه الشخص القوى الذي سوف يخلصهم من الرومان. أما يوحنا فانتهز الفرصة ليوضح الفرق بينه وبين المسيح. فيوحنا لا يملك إلا أن يُعمد بالماء،أنه الصوت الذي يُعد الطريق فقط، أنه يحاول أن يمهد القلوب لتستطيع أن تقبل عمل المسيح الذي يستطيع أن يمنح روحه القدوس النارى للذين اشتاقوا إليه واعلنوا التوبة، فيطهرهم من خطاياهم وينقيهم كتنقية الذهب من الشوائب بالنار. ويوحنا أيضًا يقول نقوا قلوبكم، واصنعوا أثمارًا تليق بالتوبة، هو يدعو إلى فحص النفس ولكنه لا يملك أن يميز نفوس الذين أمامه، أما المسيح ابن الله فهو قادر أن يفرق بين النفوس التائبة والنفوس الرافضة، لأن الديان وحده، مثلما يقدر حامل الرفش (المذراة) على أن يفصل بين القمح والتبن. + سجن يوحنا (3: 19، 20) لقد ذكر لنا القديس مرقس في إنجيله، ان هيرودس ملك اليهودية المعين من قبل الرومان كان يهاب يوحنا عالمًا أنه رجل بار وقديس. وكان يسمع لكلامه بسرور، ويعمل بنصائحه في أمور كثيرة (مر 6:20). ولكنه في نفس الوقت اشتهى بشدة أن يملك هيروديا أمرأة أخيه الحي، فوبخه يوحنا على ذلك. فهيجته هيروديا على يوحنا، فسجنه. ثم وجدت فرصة مناسبة وطلبت فيها رأس يوحنا على طبق، وكان لها ما أرادت (مر 6: 17 - 29). هكذا تفعل الخطية فينا إذا ملكت على أنفسنا، إذ تقتل كل شيء صالح في حياتنا. وكان سجن يوحنا بعد تعميد المسيح ولكن القديس لوقا استحسن أن يذكره قبل ذلك ليقترن نبأ السجن بالسبب، وهو توبيخ يوحنا لهيرودس. ثم ذكر قتل يوحنا في الإصحاح التاسع (9:9). الباب الثالث:
الإصحاح الثالث 1 - بداية ظهور المعلم للخدمة (3: 21 - 4: 13) المعمودية.. والسماء المفتوحة (3: 21، 22) لقد استعلن الثالوث وكأنه منفصل لكي نتعرف نحن عليه. فنري الابن يتعمد في الأردن، والروح نازلًا عليه مثل حمامة، والآب يعلن من السماء "هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت"، ولكنه في الحقيقة هو غير منفصل. شكرًا لمسيحنا القدوس، الذي وحده بلا خطية، ولذلك فهو غير محتاج لأي عمل بشري، بل فعل كل شيء لأجلنا، تعمد وصام وصلي عنا لكي تأخذ طقوسنا وصلواتنا وأصوامنا قيمتها من خلال بشريته الكاملة. فالآن بعد معمودية المسيح كل من يولد في جرن المعمودية متمثلًا به، لابد وسيصير في شركة مع الآب بالروح القدس، ويستحق أن يكون إبنًا لله. وكما انشقت السماء وأعلن الآب سروره بالابن، هكذا نجد السماء قريبة من المؤمنين الآن يعرفون أسرارها ويأخذون تعزياتهم منها. فنسمع عن استفانوس أول الشهداء الذي رآها مفتوحة وتعزي بها وقت استشهاده (أع 7: 55، 56)، ويوحنا الإنجيلي الذي نقل لنا أسرارها في سفر الرؤيا (رؤ 1: 10، 11)، وبولس الرسول الذي شاهد السماء الثالثة (2 كو 11: 2). + من هو يسوع؟ (3: 23 - 38) بدأ يسوع خدمته في سن الثلاثين تقريبًا وهذا السن حُسب عند اليهود سن الكمال جسدًا وعقلًا. فقد أوصي الله موسي في سفر العدد "من إبن ثلاثين سنة فصاعدًا إلي أبن خمسين سنة، كل داخل الجند، ليعمل عملًا في خيمة الاجتماع" (عد 4: 3). وقد صمت الرب يسوع كل هذه السنين، وظهر بين الناس علي انه إبن يوسف فقط. ولكن حان الوقت الآن ليبدأ في رفع الحجاب عن نسبه الحقيقي بالفعل والقول. والذي بينه القديس لوقا في إنجيله بأنه إبن الله. ولم تجر العادة في جداول أنساب اليهود، ولا جداول أنساب اليونانيين، أن يُنسب الإنسان إلي أمه. لذلك لم يذكر لوقا في سلسة انساب المسيح أسماء نساء. والاختلاف بين سلسلة أنساب متى ولوقا راجع إلي ان يوسف كان له أبوان. أب شرعي هو هاليوأب طبيعي هو يعقوب. ومعنى هذا أن أم يوسف تزوجت هالي الذي مات دون أن ينجب إبنًا. وحسب شريعة اليهود (تث 25:5)، فإن أقرب أقربائه (وهو يعقوب) إتخذها له زوجة وأنجب منها يوسف، واعتبر إبنًا شرعيًا لهالي. فذكر متى الآباء الطبيعيين ليوسف بكونه إبن يعقوب. وذكر لوقا الآباء الشرعيين ليوسف بكونه إبن هالي. وتدرج لوقا تبعًا لذلك حتى وصل إلي ناثان الذي كان هو أيضًا ابنًا لداود، لكى يُظهر النسب الشرعي الذي يصل بين المسيح وداود. وحرص القديس لوقا أن يذكر سلسلة أنساب المسيح بعد معموديته ليقول لنا أن البنوة لله تأتى من باب المعمودية. فكلنا أبناء الله طالما أعتمدنا باسمه. |
||||
22 - 07 - 2014, 05:47 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: شرح الكتاب المقدس - أ. بولين تودري - العهد الجديد انجيل لوقا
تفسير لوقا 4 - إنجيل لوقا
البداية.. والخلوة.. والنصرة (4: 1 -13). أن الرب يسوع في بداية خدمته ترك لنا مثالًا لنتبع خطواته، كمسيحيين في هذا العالم. فذهب في خلوة مع الله. مع أنه واحد فيه. وبدأ قابلًا للروح القدس. مع أنه متحد به. وظهر كمجرًب من إبليس، مع أنه هو سيده. كل هذا لنتعلم أن حياتنا في غربة هذا العالم لا تستقيم إلا بالرجوع إلي الله والصوم والجهاد. لقد جاهد المسيح، وجُرب من إبليس، وأنتصر، حتى ننال نحن الغلبة علي كل قوي الشرير من خلاله. حقًا "أن محاربتنا ليست مع لحم ودم بل مع السلاطين والرؤساء مع أجناد الشر الروحية" (أف 6: 12). "ولكننا في هذه جميعها يعظم انتصارنا بالذي أحبنا" (رو 8: 37). "فشكرًا لله الذي يقودنا في موكب نصرته في المسيح كل حين ويظهر بنا رائحة معرفته في كل مكان" (2 كو 2: 14). ولعل يسوع تعرض للتجربة أيضًا بهذه الصورة العلنية، بسبب شك إبليس في ألوهيته. إذ رأي الروح في المعمودية وهو مستقر عليه كحمامة، ورأي السموات مفتوحة فرحة به. ولهذا كان يبدأ تجربته له بقوله "إن كنت إبن الله". لقد غلب المسيح (آدم الثانى) بالصوم، ما قد أفسده آدم (الأول) بشهوة الأكل. "إذ رأت المرأة أن الشجرة جيدة للأكل" (تك 3: 6). فليتنا نتمثل به ونرفض كل شهوة يقدمها لنا إبليس. كما رفض الرب يسوع ملكًا ارضيًا، إبتغاه آدم الأول "تكونان كالله" (تك 3:5) لأن مملكته من هذا العالم. فليتنا نتعلم أن نجد حلاوة التنازل عن بعض ضرورياتنا واحتياجاتنا من مال وجهد ووقت وصداقات من أجل الأمانة للرب. فلا يوجد ملك روحى بدون تعب الصليب. وأظهر الرب يسوع فهمًا صحيحًا لوصايا الله، قد سبق آدم وفهمها خطأ من الحية، "إذ قالت الحية..لن تموتا" (تك 3: 4). فليتنا ندرك أن الحرب ليست بعيده عن هيكل الرب، ولا عن الحافظين وصاياه، ونجتهد في الأبتعاد عن الشكليات في العبادة، وعن كل رياء. ويبدو أن هذه التجربة لم تكن الوحيدة التي جرب فيها إبليس الرب يسوع. بل لا بد أن يكون حاربه في طفولته وشبابه كسائر الناس. وها هو يُصرح أنه "فارقه إلي حين". لذلك نادي الرب يسوع معلمًا إيانا ضرورة الإستمرار في الجهاد قائلًا "من أراد أن يكون لي تلميذًا فلينكر نفسه ويحمل صليبه كل يوم ويتبعنى" (لو 9: 23). الإصحاح الرابع 2 - خدمة المعلم في الجليل (4: 14 - 9: 50) مقدمة (4: 14، 15) نلاحظ أن القديس لوقا جمع أحداث وتعاليم رب المجد في الجليل، وذكرها مع بعضها. مع أنه في الحقيقة كانت خدمته هناك علي فترتين. ولم يبين هذا الفصل بين الخدمتين في الجليل، إلا القديس يوحنا في إنجيله حيث أشار أن يسوع صعد إلي أورشليم مرة خلال خدمته في الجليل (يو 2: 13). وبدأت خدمة يسوع الأولي في الجليل بعد معموديته وتجربته مباشرة (يو 1: 44)، والتي ذكر القديس لوقا احداثها في الإصحاحاته من (4: 14 - 5: 32). وبدأت الخدمة الثانية بعد عدة شهور تقريبًا (يو 4: 1)، وذكر أحداثها القديس لوقا في اصحاحاته من (5: 33 - 9: 50). وتشمل الجليل عدة بلاد منها: كفر ناحوم - قانا - نايين - كورزين - بيت صيدا - الناصرة. ولم تُثير خدمة رب المجد في البداية هياج وحسد رؤساء الكهنة. بل لاقت نجاحًا، إذ كان ممجدًا من الجميع، لجمال تعليمه. والآن تعالي يا أخي الحبيب نتابع معًا أعمال وتعاليم الرب يسوع في الجليل: 1 - في المسيح تتحقق النبوات (4: 16 - 30) لقد اعتاد رب المجد أن يتعبد في المجمع، فلنتعلم منه. ولنقل مع داود "إن نسيتك يا أورشليم تنسي يمينى. ليلتصق لسانى بحنكى إن لم أذكرك. إن لم أفضل أورشليم علي أعظم فرحى" (مز 117: 5، 6). وقد إعتاد اليهود أن يقرأوا في المجمع علي التوالي، أيام السنة، أسفار موسي الخمسة المعروفة بالتوراة، وبعض نبؤات الأنبياء. وكان يوجد خادمًا بالمجمع يحمل السفر. وكانت العادة أن من يريد القراءة، يعبر عن رغبته بالوقوف. ويتقدم ليأخذ السفر من الخادم. ثم يسلمه له في نهاية القراءة، ويجلس ليعلم. فتح الرب يسوع السفر وقرأ من (أش 61: 1، 2). وهذا الاختيار ليس صدفة. بل أراد الرب أن يبدأ خدمته، بأن يُعلن عن نفسه بأنه هو المسيا المنتظر الذي تكلمت عنه النبوات. وأراد أن يلخص لهم خطة عمله. فقد جاء مخبرًا ببشري الفرح للمساكين بالروح، الذين ينتظرونه باشتياق. جاء مانحًا الحرية للمأسورين والمثقلين بالخطية، ولا يستطيعون مقاومتها. جاء معطيًا البصيرة وتغيير الذهن للذين أظلمت قلوبهم وأفكارهم بخبرات الإثم. جاء يُعلن بداية سنة الرب المقبولة التي يحررنا فيها من كل ضعف عندما يبذل ذاته علي الصليب لأجلنا، كما كان يتحرر كل يهودي من كل دين في سنة اليوبيل التي تتكرر كل خمسين عام (لا 25: 8 - 16، 23 - 55). ولكن اليهود تعثروا في المسيح، لأنهم رأوه ابنًا ليوسف فقط، وطلبوا منه أن يريهم آيات تثبت صحة كلامه بأنه المسيا المنتظر، كما فعل في كفر ناحوم، ولكن الرب رفض طلبهم. إنجذبوا نحوه في بداية حديثه، وكانت عيونهم شاخصة إليه. ولكن سرعان ما تبدلت مشاعرهم نحوه حينما أعلن لهم حقيقة أنفسهم، وأراهم في تاريخ الأمم شخصيات أظهرت ايمانا أفضل منهم، مثل نعمان السريانى الذي ذكرت قصته في (2 مل 5: 1 - 14)، وأرملة صرفة صيدا الذي جاء الحديث عنها في (1 مل 17: 8 - 24)فرفضوه وأرادوا أن يقتلوه ملقين إياه من فوق الجبل (وهي طريقة قتل إعتادها الرومان). ولكن المسيح جاز في وسطهم ومضي ليس خوفًا منهم، وإنما لأن ساعة تسليمه لنفسه لم تكن قد أتت بعد. أعطني يا رب قلبًا يُخبئ كلامك ويفرح به، حتى لو كان هذا الكلام يكشف حقيقة نفسي، ويظهر جهلي وتوانيً وضعفي. 2 - يطرد الشياطين ويشفي الأمراض (4: 31 - 41) ترك يسوع الناصرة التي رفضته، بعد أن برهنوا انه "ليس نبيًا مقبولًا في وطنه". وانحدر إلي كفر ناحوم (أي مدينة النياح أو الراحة). وهى مدينة منخفضة عن الناصرة المبنية علي جبل. وهناك أراح كل من له تعب بكل نوع. وحتى الشياطين كانت تخضع له. ومن محبة ربنا لنا وهبنا أيضًا هذا السلطان. إذ قبل صعوده ظهر لتلاميذه وقال لهم "هذه الآيات تتبع المؤمنين يُخرجون الشياطين باسمي.. ويضعون أيديهم علي المرضي فيبرأون" (مر 16: 17، 18). 3 - لا يكف عن التعليم في كل جيل (4: 42 -44) أن الرب يسوع قضي الليل كله مع الناس وآلامهم، ليريحهم ويعلمهم. ولما ظهر فجر النهار، أراد أن يختلي ليصلي من أجل العمل في اليوم الجديد. ولكن الجموع المتعطشة لعمل الرحمة. والنفوس الجائعة لكلمات النعمة. صارت تبحث عنه. وحينما وجدته، أمسكته لئلا يذهب عنهم. أنهم فعلوا مثل عروس النشيد التي قالت "وجدت من تحبه نفسي فأمسكته ولم أرخه" (نش 3: 4). يا ربي القدوس. ها هى تعاليمك ليست ببعيدة عنا. أنها في الكنيسة في كل يوم. وفي كتابك المقدس بين أيدينا. فليت النفس تتعلم كيف تتعب في التفتيش عنك. وحينما تجدك، تمسكك لتجعلها قادرة علي أن تعيش وصاياك، وتدوم معها |
||||
22 - 07 - 2014, 05:49 PM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: شرح الكتاب المقدس - أ. بولين تودري - العهد الجديد انجيل لوقا
تفسير لوقا 5 - إنجيل لوقا
4 - ينصحنا بالدخول إلي العمق (5: 1 - 11) لقد كان هناك أربعة من النفوس المنشغلة بقضاء واجباتهم اليومية، بطرس وأخوه أندراوس، وشريكيهما يعقوب ويوحنا، أبنى زبدي، أنهم يشتغلون بصيد السمك ولديهم سفينتين. لقد تعبوا الليل كله، وها نحن نراهم يغسلون الشباك من الأعشاب التي علقت بها، ويصلحون ما قد تخرق منها، لقد سلموا بأنه لا يوجد صيد هذه الليلة. ولكن قابلهم يسوع عند بحيرة جنيسارت (وتسمى أيضًا بحر طبرية أو بحر الجليل)، وأستخدم إحدي السفينتين الفارغتين من صيد السمك، وملأها من النفوس التي اصطادها بتعليمه. نحن نظن أننا سيئ الحظ، حينما نجد صعوبة في توفير لقمة العيش، أو حينما تمر بنا أزمة أو خسارة ما، ولكن في الحقيقة أن يسوع يريد سفينة حياتنا فارغة قليلًا، لنحول أنظارنا إليه، وساعتها يأخذ بيدنا ويدعونا للدخول إلي العمق، ويطلب منا أن نجتاز ضيقاتنا بالإيمان قائلين "علي كلمتك القي الشبكة". كان ضروريًا أن يشعر بطرس بالسفينة الفارغة، حتى يتعلم درس الصيد الكثير بالإيمان. 5 - يوصينا بطاعة الناموس (5: 12 - 16) جاءه رجل مملوء برصًا، أي أمتد البرص إلي كل جسده، والأبرص حسب الشريعة اليهودية يعتبر نجس، لا يلمسه احد، ويعزل عن جماعة المؤمنين، لأن البرص يشير إلي حياة الخطية والشر، ولا يدخل إلي الجماعة مرة أخري إلا بعد الشفاء من المرض وإجراء طقوس تطهير كثيرة ذكرت في سفر اللاويين (لا 13، 14). لمسه الرب يسوع فتطهر، امتدت قداسته إلي النجس فصار طاهرًا. لم يكن محتاجًا بعد ذلك لتتميم الشريعة، إذ قد شفاه مُعطي الشريعة بذاته. ولكن الرب يسوع أمره أن يذهب للكاهن، لأنه لم يأت ناقضًا للناموس بل مكملًا له لأجل الإنسان. ويقول القديس أمبروسيوس [إن كان تطهير الأبرص قد تم بكلمة الرب، فإن احتقار كلمة الرب هو البرص الذي يصيب الروح]. وها هو الرب يسوع يمد يده الآن ويطهرنا من خطايانا عندما نأتي إلي الأب الكاهن تائبين ومعترفين بخطايانا. 6 - يغفر الخطايا (5: 17 - 26) ها هو الرب يسوع يظهر سلطانه علي الأمراض الروحية، ويعلن أنه جاء ليهب الإنسان عطايا أعظم، أنه يغفر الخطايا. لقد جاءه إنسان مشلول، محمولًا بواسطة أربعة من أصدقائه، ودلوه من خلال الآجر (وهو غطاء من الطوب يوضع علي سقف الدار وقتيًا، ويمكن رفعه بسهولة عند الحاجة). أنه مريض جسديًا، ولكن الرب يسوع بعينيه الكاشفة رأي أنه مريض روحيًا، فأهتم بشفاء روحه، إذ منحه غفران الخطايا، ثم شفي جسده، إذ أمره أن يقوم ويحمل سريره ويمضي. شكرًا لله، الذي يقبل تضرعات البعض (اصدقاء المفلوج)، من أجل غفران خطايا الغير. 7 - يقبل الخطاة (5: 27 - 32) زادت الجماعة التي اختارها الرب لتتبعه، فنظر عشارًا اسمه لاوي جالسًا في مقر عمله، حيث يجمع الضرائب، وناداه اتبعنى، أنه خاطئ لأنه في عمله يجد فرصة لأن يجمع المال لنفسه بالظلم والقسوة، لذلك فهو منبوذ من الناس. ولكنه له مكان في قلب الرب، كمريض يحتاج إلي الشفاء من الظلم والقسوة قبل الرب دعوة لاوي لمنزله، وفرح بتوبته، وجلس وسط العشارين اصدقاؤه، لعلهم يتوبون هم ايضًا. وقبل لاوي الرب، فغير حياته، وغير اسمه ليصبح متى (كلمة عبرية معناها هبة الله)، وهو نفسه الذي استخدمه الوحي الإلهى ليسجل لنا إنجيل متي. لقد تغير متى من عشار إلي رسول، فلا ييأس احد مهما كانت خطاياه، بل يعلم أن الرب اعطانا التوبة لغفران الخطايا والرجوع إلي حياة أفضل. 8 - الثوب الجديد.. والخمر الجديد.. والحياة الجديدة (5: 33 - 39). لقد أفادنا تذمر الفريسيين علي الرب. حتى نتعلم مفاهيم جديدة من إجابة يسوع عليهم. فالوقت الآن ليس مناسبًا للصوم، بل للإعلان عن العريس والفرح به. ومتى ارتفع العريس إلي السماء فسنطلبه بأصوام وطلبات. وكأن غاية العبادة ليست الصوم والنسكيات، بل التمتع بالإتحاد مع العريس السماوي، خلال هذه الأصوام والنسكيات، إن قدمت بالروح والحق. فلا بد وسيصوم التلاميذ، بعد أن يرفع العريس عنهم. ولكنهم أيضًا سيصومون بفهم جديد. فبعد صعوده حل الروح القدس عليهم فصاروا أشبه بثوب جديد أو زقاق جديد. يمارسون العبادة بفكر جديد. فبعد أن كان الصوم في العهد القديم حرمانًا للجسد. صار في العهد الجديد شركة حب وفرح مع المسيح وفرصة لتحرير النفس وإنعاش القلب. |
||||
22 - 07 - 2014, 05:50 PM | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: شرح الكتاب المقدس - أ. بولين تودري - العهد الجديد انجيل لوقا
تفسير لوقا 6 - إنجيل لوقا
9 - يوم الرب هو يوم عمل الخير (6: 1 - 11). رأينا الفريسيين يتذمرون علي المسيح لأنه يأكل مع العشارين والخطاة. ثم يتذمرون عليه لأن تلاميذه لا يصومون. والآن يتذمرون لأنه يفعل الخير في يوم السبت. إن تذمرهم ليس غيرة علي الشريعة، التي يكسرها المسيح في نظرهم. بل أنهم يريدون أن يصطادوه في خطأ. وتذمروا أيضًا -علي التلاميذ الذين يقطفون السنابل ويفركونها. أنهم امتلأوا حمقًا وصاروا يتكلمون فيما بينهم ماذا يفعلون بيسوع. أما المسيح فأراد أن يشفي فكرهم اليابس المتحجر كما شفي اليد اليابسة. فذكرهم بقصة داود واكله للخبز الذي لم يكن يجوز أكله إلا للكهنة (1 صم 21: 1 - 6). 10 - يدعو تلاميذه في كل جيل (6: 12 - 19) تعالوا لنري المثال الحي الذي قدمه لنا المسيح عند الشروع في أي عمل هام. لقد قضي الليل كله في الصلاة. إنه يريد أن يختار تلاميذه الاثني عشر الذين سماهم رسلًا بعد ذلك. والرب يدعو له خدامًا في كل جيل. لا يختارهم بحسب تعليمهم، أو وضعهم الاجتماعي، أو بنيتهم الجسدية، أو ثروتهم. بل بحسب أمانتهم، وصدق محبتهم، واستعدادهم للتعب من أجله. لأن القوة تخرج منه هو، وتكمل كل ضعف. 11 - من هم المطوبون؟ (6: 20 - 26). هم المساكين بالروح. أي الفقراء من الخطية. الذين ليس للشيطان موضعًا فيهم. فيستحقوا غنى الملكوت. هم الجياع إلي البر، الذين يسعون بجد وراء التقوى والصلاح والفضيلة. فإنهم سيشبعون من كنوز البركات الروحية. هم الباكون بدموع التوبة والندم لأجل خلاصهم وخلاص أخوتهم فإنهم سيتعزون بالفرح القلبي. وهم المبغضين من الناس لأجل أسم المسيح. الذين لا يستخدمون وسائل هذا العالم من رشوة ورياء وتملق. الذين يتنازلون عن حقوقهم من أجل الشهادة للمسيح. فإن أجرهم مخزون لهم في السموات. 12 - المحبة حدودها وصفاتها (6: 27 - 42). من سمات الإنسان العادي أنه يحب الذين يحبونه، ويقرض الذين يتوقع أن يسترد منهم، أي يتعامل بالمثل. أما الإنسان المسيحي فهو يتخذ من شخص الرب يسوع مثالًا له في الحب والرحمة والعطاء، لأن الرب ينعم أيضًا علي غير الشاكرين والأشرار. فالمسيحي تمتد محبته فتشمل الأعداء، وإحسانه يشمل المبغضين، وصلاته ترفع لأجل المسيئين إليه أيضًاوبدافع من هذه المحبة غير المحدودة، لا يدين أخاه، بل يغفر له، ويفعل الخير وهو لا ينتظر شيئا، ولا يحكم في احد، ويُعطي بسخاء. علي أن هذا كله يفعله المؤمن في إطار الوصية التي تقول "كونوا حكماء كالحيات وبسطاء كالحمام" (مت 10: 16)، فالفضيلة المسيحية لا تتجزأ، فكما أنه يعطي ويبذل ويتسامح هكذا أيضًا له أن يعاتب من يخطئ إليه في محبة، وله أن يطالب بحقوقه، حتى لا يظن أحد أن المسيحية أهدارًا للإنسانية. 13 - الشجرة تعرف من ثمارها (6: 43 - 49). تساءل الرب يسوع قائلًا "لماذا تدعونني يا رب يا رب وأنتم لا تفعلون ما أقوله". أنه يريد أن يقول أنكم تعبدون آلهة أخري مثل (المال - الذات - الكرامة - الشهوة..) ولذلك تعملون الأعمال التي تتطلبها. ولكن أن كنتم تحبونني وتريدون أن تتبعونني، فعليكم أن تعملوا بما أقوله. |
||||
22 - 07 - 2014, 05:52 PM | رقم المشاركة : ( 8 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: شرح الكتاب المقدس - أ. بولين تودري - العهد الجديد انجيل لوقا
تفسير لوقا 7 - إنجيل لوقا
14 - كلمة منه تكفي (7: 1 - 10): لقد كان هذا القائد رومانيًا وثنيًا، ولكنه كان يحترم اليهود وعبادتهم حتى أنه بنى لهم المجمع ليتعبدوا فيه. وكان يعلم أن الشريعة اليهودية تعتبر أن اليهودي يتنجس اليوم كله إذا دخل بيت وثنى، لذلك لم يشأ أن يكلف المسيح هذا العناء وقال له "لست مستحقًا أن تدخل تحت سقفي". تعالي نقترب معًا يا أخي وننضم إلي عبد قائد المئة الفقير المشلول، الذي لم يتأخر المسيح في شفائه، تعالي لنطلب كلمة واحدة من الرب مع قائد المئة، لننال شفاء من عاداتنا السيئة التي تتعبنا، ونرفضها في أنفسنا، مثل الكسل والفتور الروحي والتراخي في محبته. 15 - الرب المتحنن (7: 11 - 17). الرب المتحنن الذي تحرك لدموع الأرملة، ولمس نعش أبنها، هو نفسه الذي تقدم ولمس خشبة الصليب، التي كانت نعشًا لنفوسنا المائتة بالخطية، وحولها إلي قوة حياة. وكما فرحت هذه الأرملة بقيامة ابنها مع انه حتمًا سيموت ثانية، هكذا تفرح الكنيسة بقيامة أولادها من الخطية، وتضمن لهم حياة أبدية. ويقول القديس أغسطينوس [أنه لعمل معجزي أن يقوم شخص ليحيا إلي الأبد من أن يقوم ليموت ثانية]. والرب لم يعدنا بطرد الموت الجسدي عنا، وإنما بعد أن مات عنا، حول الموت إلي جسر للعبور بنا إلي الفردوس لانتظار يوم الرب العظيم مع القديسين. 16 - هو الآتي وليس آخر (7: 18 - 23) يوحنا لم يكن متشككًا من شخصية الرب يسوع، لأنه هو الذي شاهد حلول الروح القدس عليه وسمع الصوت من السماء يشهد له بعد أن عمده، ولكنه أراد بسؤاله أن يُحول تلاميذه من تبعيته هو إلي تبعية المسيح. كان يود من تلمذته للآخرين أن يبعث بهم إلي مخلصه، ويدفعهم للصداقة الإلهية. ما أجمل الراعي الذي يحول حب شعبه له إلي أن يلتقوا مع الرب يسوع نفسه، ما أجمل الأب الذي يربي أولاده في مخافة الرب قبل مخافته، ما أحسن الأم التي تتعب في تحضير وجبات روحية تغذي بها أهل بيتها كما تتعب في تغذية أجسادهم. أن يوحنا المعمدان في موقفه هذا يشبه النفس التي تقول مع بولس "ما كان لي ربحًا فقد حسبته خسارة لأجل فضل معرفة المسيح" (في 3: 7). فإن المسيح هو الآتي، ويستحق وحده القبول وليس آخر، وطوبي لمن لا يتشكك في قوته وقدرته وخلاصه. 17 - عظمة الأصغر في ملكوت الله (7: 24 - 35). يوحنا أعظم الأنبياء، ليس لأنه فاق الأنبياء القدامى في الإيمان أو القداسة أو المحبة، بل لأنه فاقهم بوظيفته لأنه كان بها أقرب إلي المسيح منهم. ولكن الأصغر في ملكوت الله أعظم منه. والأصغر هو إنسان العهد الجديد المولود ولادة روحية من المعمودية، فهو أعظم من يوحنا المولود بالجسد فقط. والأصغر هو إنسان العهد الجديد الذي يستطيع أن يكون واحدًا في المسيح من خلال شركة جسده ودمه، فهو أعظم من يوحنا الذي خدم مع المسيح بدون أن يتحد به. الإصحاح السابع والثامن 18 - المحبة الكثيرة تغفر الخطايا الكثيرة (7: 36 - 8: 3). لقد اعتاد اليهودي أن يعبر عن ترحيبه وإكرامه لضيفه بثلاثة أشياء، يقدم ماء لغسل قدميه لكي يريحه من تعب الطريق ويقبله بقبلة الترحيب. ويمسح رأسه بدهن لإزالة ملامح عناء الطريق. وسمعان أكتفي بأن دعا المسيح في بيته دون أن يقوم بواجب الضيافة الذي لم يكن يجهله. وعندما أدان المرأة الخاطئة. عاتبه المسيح لتقصيره، الذي كملته المرأة بمحبتها. يا من تشعر أن خطاياك كثيرة. وإن حياتك أبعد ما تكون عن مسيحيتك. وأن الرجوع صعب لمن هو مثلك. لا تتعب في شيء فالحل لهذه المشكلة هو هذا. تعالي فقط وعبر عن شوقك للنجاة. تعالي وقدم شكواك ضد نفسك عند قدميه. تعالي وقل له مع بطرس، أنت تعلم يا رب أني أحبك، ولكن ضعفي يعرقل حركتي. فامنحني أن أقدم لك عمرًا نقيًا بالتوبة. وساعتها ستعرف كيف تقدم له من مالك ووقتك وجهدك لأن "كل من شفاهم من النساء، تبعنه وصرن يخدمنه من أموالهن". |
||||
22 - 07 - 2014, 05:53 PM | رقم المشاركة : ( 9 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: شرح الكتاب المقدس - أ. بولين تودري - العهد الجديد انجيل لوقا
تفسير لوقا 8 - إنجيل لوقا
← 8: 1-3 (في نهاية الأصحاح السابق) 19 - أنظروا كيف تسمعون (8: 4 - 21). لقد تحدث الرب بأمثال، لأن الناس اعتادت أن تنجذب للأمور الغامضة. وفي نفس الوقت لكي يبقي السر مختفيًا علي غير المهتمين بخلاص نفوسهم. إن ربنا يسوع لا يتوقف عن بذر كلمة الله في نفوسنا باستمرار. فلينظر كل واحد فينا، كيف ينصت لصوته. فإن كنا أمناء في سماع صوته، فسيزيدنا من معرفته الفائقة. ويضمنا إلي عائلته المقدسة. فهو يريد قرابة الكل له. أنه لم ينكر القرابة الجسدية لأمه وأخوته. ولكنه يشتهي قرابة روحية معنا. 20 - الله موجود (8: 22 - 25). نام المسيح في السفينة، وصرخ التلاميذ لأنها كادت تغرق. ينام المسيح، ويبدو كأنه غير موجود في سفينة حياتنا، ليُعطي الفرصة لضعفاتنا أن تظهر، حتى يشفينا منها. أحبك يا رب يا قوتي، أحبك في نومك وفي قيامك، احبك أن شعرت بك أو لم أشعر، أحبك لأنى أؤمن أنك تعمل في داخلي في كل الأوقات. 21 - عدوك ضعيف، مهما كثر عدده (8: 26 - 29). كورة الجدريين عبارة عن عشرة مدن. وأهلها ليسوا يهود. لذلك طلب الرب من المجنون الذي شفاه أن يذهب ويبشر فيها. ليتعرف كل هؤلاء عليه. لقد كان في هذا الإنسان لجئون. ولجئون لفظ يطلق علي كتيبة رومانية مؤلفة من ستة آلاف جندي. وهو يشير لكثرة العدد. ولكن بالرغم من هذا العدد الضخم من الأرواح الشريرة مجتمعة إلا أنهم عندما رأوا يسوع صرخوا وخروا عند قدميه. ملتمسين منه أن لا يعذبهم. إن ربنا يسوع أقوي من كل جنود الشر. وكلها تخضع له. أنه لم يتركنا يتامي، بل أشتهي أن يكون واحدًا فينا فترك لنا جسده ودمه لنأكله ونحيا به. فتصير فينا قوته وسلطانه فلا يقدر الأعداء مهما كثر عددهم أن تخلع من علينا ثوب الفضيلة أو تحبسنا في قبور الخطية والضعف. 22 - آمن فقط (8: 40 - 56). الرب يسوع يدعونا للإيمان به. وبقدرته الفائقة فإنه قادر أن يقيم الموتي، ويشفي الأمراض المستعصية. ونحن في مسيرة حياتنا تعترضنا صعاب كثيرةفتارة نضعف ونيأس ونظن أنه لا يوجد حل. وساعتها يهمس الرب في آذاننا ويقول لنا كما قال ليايرس آمن فقط فهى تشفي. ان الرب عنده حلول لا نعرفها ولا ندركها. وتارة نكون ثابتين في الرب. متوقعين خلاصه بصبر. نحاول أن نلتمس الحل بالأقتراب منه وعرض الأمور عليه في الصلاة فنجد الرب مهتم بأن يظهر إيماننا للناس كما فعل مع المرأء نازفة الدم. إذ كان يعلم من الذي لمسه ولكنه أراد أن يُظهر إيمانها للناس. فسأل من الذي لمسني؟ |
||||
22 - 07 - 2014, 05:55 PM | رقم المشاركة : ( 10 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: شرح الكتاب المقدس - أ. بولين تودري - العهد الجديد انجيل لوقا
تفسير لوقا 9 - إنجيل لوقا 23 - كرازة الرسل وكرازتنا (9: 1 - 9). من جمال الرب أنه قبل أن يطالب الرسل بأن لا يرتبكوا بإحتياجاتهم الجسدية، حين أرسلهم للكرازة. أعطاهم قوة لشفاء الأمراض، وسلطان لاخراج الشياطين. هكذا فعل معنا. اعطانا نعمة بنوة بالمعمودية. وثبت روحه القدوس فينا بالميرون. واتحد بنا في التناول. ثم طلب منا أن نعيش متممين وصاياه. كرازة الرسل ومعجزات الشفاء التي عملوها جعلت هيرودس يسأل بقوة من يعملون هذا. وهكذا سيرتنا نحن بحسب إنجيل المسيح تجعل أهل العالم يتساءلون. من نتبع. وبقوة من نعيش. وهذه هى كرازتنا. 24 - أنه يهتم بتدبير أجسادنا مثل أهتمامه بأرواحنا (9: 10 - 17). إلهنا وعده صادق. فقد طلب منا قائلًا "لا تهتموا بما تأكلون وبما تلبسون لأن الرب يعرف أنكم تحتاجون إلي هذه كلها. أطلبوا أولًا ملكوت الله وبره وهذه كلها تزداد لكم" (مت 6: 33). جائته الجموع في خلوته مع تلاميذه تطلب سماع كلام الحياة منه. وتطلب شفاء لأمراضها. لم يتأخر الرب عنهم. أعطاهم ما يريدون وفي النهاية لم يصرفهم بجوع أجسادهم بل أشبعهم بالخمسة خبزات والسمكتين. دون أن يطلبوا هم ذلك. فلنتعلم أن لا نرتبك بالجسديات ونعطيها كل وقتنا. بل لنسعي ونجد في طلب الروحيات، ولنترك للرب ترتيب إحتياجاتنا الجسدية. 25 - يسأل هل نعرفه؟ (9: 18 - 22). لقد أراد الرب أن يطمئن من جهة خاصته وتلاميذه أنهم يعرفونه جيدًا. يعرفون بنوته الفريدة لله. يعرفوا هدف تجسده أنه من أجل البشرية. يعرفون أنه هو الذي أشارت إليه النبوات. أراد أن يطمئن أن الأمر ليس مختلطًا عليهم مثل عامة الناس. ونحن هل نعرفه جيدًا، أم مازال الأمر مختلطًا علينا. هل نعرف أنه هو وحده الذي يستحق حياتنا وكل مالنا لأنه ذُبح وإشترانا بدمه. هل نستطيع أن نردد "منك الجميع ومن يدك أعطيناك" (أي 29: 14). حينما ندرك هذه المعرفة. سيأتمنا الله علي أسراره الأكثر عمقًا. مثلما أئتمن التلاميذ علي حقيقة آلامه ورفضه من الشيوخ وموته وقيامته في اليوم الثالث. 26 - علامة التبعية. حمل الصليب (9: 23 - 26). [يأتي الشهداء حاملين عذاباتهم. ويأتي الصديقون حاملين فضائلهم. ويأتي إبن الله في مجده ومجد أبيه ويجازي كل واحد حسب أعماله التي عملها] هذا المشهد تضعه أمنا الكنيسة أمامنا في ختام التسبحة اليومية. حيث تصور كل من تبعوا المسيح بحمل الصليب كل يوم. وهم يرفعون في هذا الموكب علامة آلامهم ويدخلون بقوة إلي عرش الملك. فمن يهلك نفسه لأجل السلوك في طاعة الوصية. وفي الشهادة للمسيح فهو يحفظها لحياة أبدية سعيدة. ومن يخلص نفسه بمفهوم هذا الزمان الحاضر من السلوك بالرياء والرشوة والتملق فهو يهلكها بحرمانها من هبات الرب للحياة الأبدية. 27 - جيد أن نكون في حضرة الرب (9: 27 - 36). إن هذا الملكوت الذي نجاهد من أجله كل حياتنا. نستطيع أن نعيشه من الآن ونحن في الجسد. فيوجد قوم رأوا ملكوت الله وهم مازالوا في الجسد. أنهم بطرس ويعقوب ويوحنا الذين تمتعوا بتجلي الرب يسوع ورؤية لباسه المبيض اللامع. لقد رأوا بصيصًا من مجده. الملكوت حالة يعيشها الإنسان في احساس بحضور الله معه. وليس مكان بعينه نصل إليه بعد زمان معين. "فها ملكوت الله داخلكم" (لو 17: 21). كلما حرصنا أن نكون في حضرة الرب. نشركه في تدبير أمور حياتنا. فنحن نعيش ملكوته. ونضم زمان غربتنا علي الأرض إلي زمان أبديتنا. 28 - كل شيء مستطاع للمؤمن (9: 37 - 43). تقدم رجل إلي يسوع محتجًا، لأن له إبن يصرعه روح نجس، وقدمه للتلاميذ ليشفوه ولم يقدروا، وقال له "إن كنت تستطيع أن تفعل شيئًا لإبني، فتحنن علينا وأعنا" (مر 9: 22). فأجابه الرب قائلًا "إن كنت تستطيع أن تؤمن، كل شيء مستطاع للمؤمن" (مر 9: 23)، مبينًا له أن سؤاله فيه شك في قدرته لأنه يقول "إن كنت تستطيع أن تفعل شيئًا.."، وإن سبب عدم شفاء التلاميذ لإبنه هو عدم إيمانه هو بقدرتهم علي الشفاء وساعتها رد الرجل قائلًا "اؤمن يا سيد فأعن عدم إيماني" (مر 9: 24)، فمد يسوع يده وشفي إبنه. 29 - يسوع يؤكد تعاليمه (9: 44 - 50). لقد عاد الرب يؤكد موضوع آلامه مرة أخري لتلاميذه. أنه ذكره لهم، ولكنه في نفس الوقت أخفي قوة وقع الأمر عليهم حتى لا ينشغلوا بها كثيرًا الآن، أو لا يقلقهم، فإنه مازال عنده تعاليم كثيرة يريد أن يغرسها فيهم. فإن التلاميذ محتاجين أن يفهموا أن طريق آلامه هو الطريق الوحيد لملكوته السماوي، وليس من خلال العظمة الزمنية، فعليهم أن يقبلوه مثل الأطفال المملوئين حبًا وإتضاعًا. وكذلك يوحنا منع من يخرج الشياطين باسم يسوع، أما يسوع فقال له دع الكل يعمل، فليس من الجيد أن نتعصب لجماعة دون الأخرى "ليس يتبع معنا"، مادام الكل يعمل من أجل الخير. 3 - رحلة المسيح من الجليل إلي أورشليم (خدمته في اليهودية وبيرية) (9: 51 - 19: 27). أنفرد القديس لوقا بتتبع مسيرة الرب يسوع من الجليل إلي أورشليم. حيث دامت أحداث هذه المسيرة ستة أشهر. ومر فيها علي عدة قري. وسجلها لنا البشير لوقا في عشرة إصحاحات من إنجيله. فتعالي معي يا أخي لنتابع أعمال وتعاليم الرب يسوع في رحلته ليتألم من أجلنا. 1 - الرب يسوع جاء ليُخَلِص: (9: 51 - 56). حين اقتربت الأيام لارتفاع رب المجد علي الصليب من أجلنا. اتجه إلي أورشليم، لأنه هناك ينبغي أن يتألم ويموت ويقوم ويصعد عنا. وفي طريقه أرسل رسله إلي قرية للسامريين لإعداد الحاجات الجسدية من مأوي وطعام له ولهم. ولأن السامريين لا يحبون اليهود. وبالذات الصاعدون منهم للعبادة في أورشليم. لأنهم يعتقدون أن السجود ينبغي أن يكون عندهم في جبل جرزيم وليس في أورشليم، لم يقبلوا المسيح. وهنا غضب تلميذاه يعقوب ويوحنا وارادا أن يُعبرا عن حبهما للمسيح بالإنتقام ممن رفضوه كما فعل إيليا في القديم (2 مل 1). ولكن الرب يسوع لم يأت ليهلك بل ليخلص، فالتمس لهم العذر في رفضهم. فهم لم يرفضوه لشخصه المخلص بل رفضوه نتيجة جهلهم بما لأورشليم من رمز ومكانة، ونتيجة تعصبهم لعقائدهم. 2 - ثلاثة شروط للتلمذة للمسيح (9: 57 - الخ). قابل يسوع في الطريق ثلاثة أشخاص يطلبون التلمذة له. الأول: متعجل في طلبه، وغير فاهم لأتعاب الطريق، يظن أن في تبعيته ليسوع كرامة ومجد لنفسه بين الناس. فوضع الرب أمامه الحقيقة كاملة لكي يراجع نفسه. من يريد أن يتبعنى فليعلم أن إبن الإنسان ليس له أين يسند رأسه. أعطني يا رب أن أقول بملء الفم "أتبعك أينما تمضي" بالرغم من معرفتي أن الطريق كرب والباب ضيق. والثاني: في قلبه حب، ويريد أن يتبع يسوع، ولكنه متوانيًا إذ أن عليه التزامات وضرورات يؤجل بسببها تبعيته للرب. رفض الرب الارتباك بهذه الالتزامات حينما قال دع الموتي بالروح يدفنون موتاهم. أنه لم يقلل من أهمية هذه الالتزامات، إنما رفض أن يكون ارتباكنا بها أكثر من اهتمامنا به. أما الثالث: فهو متردد بسبب عاطفته نحو عائلته. والرب لم يرفض هذه المشاعر فيه أيضًا، ولكنه نبههه بأنها إذا زادت يمكن أن تعطله عن تلمذته وتبعيته للرب يسوع. مثل الفلاح الذي يجب أن ينظر إلي محراثه ليكون مستقيمًا عميقًا ولكنه ينصرف عنه بالنظر إلي الوراء حيث يشغله شيء آخر. يداه علي المحراث في العمل ولكن أفكاره في موضع آخر. مثل هذا لا يحسن أن يحرث حقلًا. إعطني يا ر ب أن يكون الإهتمام بشخصك وبنشر ملكوتك هو الأول والآخر في حياتي. وأتمم كل التزاماتي الأسرية والاجتماعية والجسدية، من خلال محبتي لك. |
||||
|