* إذ يعرف (الله) أنهم يُهملون البر ويمتنعون عن حب الله، أعلن الله أنه لا يُسر بمحرقات وذبائح بالكلية، كما باستماع صوت الرب. فالطاعة أفضل من الذبيحة، والإصغاء أفضل من شحم الكباش (1 صم 15: 22). ويقول داود أيضًا: "ذبيحة وقربانًا لم تشأ، جعلت أذنيّ كاملتين، والمحرقات التي من أجل الخطية لم تطلب" [6]. بهذا يعلمهم أن الله يتوق إلى الطاعة التي تجعلهم في أمان أفضل من الذبائح والمحرقات التي لا تنفعهم شيئًا من جهة البر. بهذا يتنبأ عن العهد الجديد في نفس الوقت.
بوضوح أكثر يتحدث عن هذه الأمور في المزمور الخمسين (51) "لأنك لو آثرت الذبيحة لكنت أُعطي، ولكنك ما تُسر بالمحرقات؛ فالذبيحة لله روح منسحق. القلب المتخشع والمتواضع ما يرذله الله" (مز 51: 17).
إذ لا يحتاج الله شيئًا يقول: "لست أقبل من بيتك عجولًا ولا من قطعانك جداءً، لأن لي كل وحوش البر، البهائم التي في الجبال والبقر؛ قد غرفت سائر طيور السماء؛ وبهائم الحقل معي. إن جعت فلا أقول لك لأن لي المسكونة وكل ما فيها. هل آكل لحم الثيران أو أشرب دم التيوس؟" (مز 50: 9) الخ. ولئلا يظن أن الله يرفض مثل هذه الأشياء في غضبٍ يضيف واهبًا الإنسان عزاءً: "اذبح لله ذبيحة تسبيح؛ أوفِ للعلي نذورك؛ وادعُني في يوم الضيق أنقذك فتمجدني" (مز 50: 14-15) .
القديس إيريناؤس