|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"فرضوا أن يقبلوه في السفينة، وللوقت صارت السفينة إلى الأرض التي كانوا ذاهبين إليها". كلما اقتربت الضيقة منا اقترب السيد المسيح بالأكثر لكي ينقذنا. إنه يقترب إلينا، لكنه لن يدخل سفينة حياتنا قسرًا بل إن قبلناه بكامل حريتنا. يرى القديس يوحنا الذهبي الفم أنه لم يظهر نفسه ماشيًا علي المياه، إذ كانوا غير متأهلين لذلك بسبب ضعفهم، أما التلاميذ فرأوه إلى حين ثم اختفي، إذ لم يدخل السفينة(677). علي أي الأحوال ظهر السيد المسيح للتلاميذ إذ كانوا في وسط الضيقة، أما الجمهور الذي كان علي البر فلم يتمتعوا برؤيته هكذا. الضيق هو مجال خصب للنفس لكي تتمتع برؤية مخلصها قادمًا إليها وهو سائر علي مياه العالم، يطأ بقدميه كل الأمواج العنيفة ويتحدى الرياح. لم نسمع أن السيد المسيح هنا يأمر أمواج البحر لكي تسكت والرياح لكي تهدأ، لكن ما أن قبلوه في السفينة حتى وجدوا السفينة علي الشاطئ في أمان يبدو أن السفينة قد رست عند الشاطئ بطريقة غير عادية، كأمرٍ معجزي. قبول السيد المسيح لدخوله في النفس كفيل أن يهبها سلامه الداخلي بطريقة فائقة للطبيعة. *المسيح هو نجاتنا من كل خطر، وهو يحقق الإنجازات بما يفوق توقع الذين يقبلونه. تلاميذه وحدهم وبأنفسهم كنموذج للمعلمين الكنسيين بالتتابع عبر الأزمان كلها، يسبحون خلال أمواج هذه الحياة الحاضرة كنموذج للبحر، يواجهون تجارب عديدة وشديدة، ويتحملون مخاطر لا يُستهان بها عند التعليم، وذلك على أيدي أولئك الذين يعارضون الإيمان ويحاربون الكرازة بالإنجيل. لكنهم سيتحررون من خوفهم ومن كل خطرٍ، وسوف يستريحون من أتعابهم وبؤسهم حينما يظهر المسيح لهم بعد موته أيضًا بقدرته الإلهية، إذ قد وضع العالم كله تحت قدميه. هذا ما يشير إليه سيره على البحر، مادام البحر غالبًا ما يُعتبر رمزًا للعالم في الكتب المقدسة... فحينما يأتي المسيح في مجد أبيه كما هو مكتوب (مت 16: 27) حينئذ سفينة الرسل القديسين، أي الكنيسة، والذين يبحرون فيها، أي الذين بالإيمان والمحبة نحو الله يرتفعون فوق أمور العالم، دون تأخير وبدون أي تعبٍ، يربحون الأرض التي كانوا ذاهبين إليها، إذ غايتهم هي بلوغ ملكوت السماوات، كما إلى مرفأ هادئ. القديس كيرلس الكبير |
|