* ماذا أقول عن الكلاب التي لها غريزة طبيعية لتُظهِر الاعتراف بالجميل وتحرس أصحابها لسلامتهم؟ هنا يصرخ الكتاب المقدس لناكري المعروف والكسالى والجبناء: "كلاب بُكم لا تقدر أن تنبح" (إش 56: 10). لقد أُعطِي للكلاب القدرة أن تنبح لأجل الدفاع عن سادتها وبيوتهم. هكذا يليق بك أن تستخدم صوتك من أجل المسيح عندما تهجم الذئاب المُفترِسة على قطيعه. لتكن الكلمة مستعدة على شفتيك لئلا تصير ككلب حراسةٍ صامتٍ، فبعدم أمانتك تفقد الثقة المعهودة فيك. مثل هذا الكلب كان صديقًا مرافقًا لملاكٍ. ليس باطلاً جعل رافائيل في السفر النبوي أن يرافق هذا الكلب ابن طوبيت عندما انطلق إلى رحلة، كي يطرد أسموديوس، ويتحقَّق الزواج.
طرد الشيطان بالعرفان بالجميل والوحدة الراسخة. هكذا خلال الحيوان الأعجم كان الملاك رافائيل يُوَجِّه الصبي الذي وافق على الحماية ولديه نزعة العرفان بالجميل في داخله. كيف لا يشعر بالخجل إذا لم يقدم الشكر للذين يستحقّونه، حينما يرى حتى الحيوان لن يقبل الجحود؟
هذه الحيوانات تحمل ذاكرة شاكرة للمؤازرة المطلوبة. ألا تذكر أنت الخلاص الذي تقبَّلته؟
القديس أمبروسيوس