|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
“وإِنْ كَانَ لا بُدَّ مِنَ الافْتِخَار، فأَنا أَفْتَخِرُ بِأَوهَاني”ّ!
بِمَا أَنَّ كَثِيرِينَ يَفْتَخِرُونَ افْتِخَارًا بَشَرِيًّا، فأَنا أَيْضًا سَأَفْتَخِر! أَهُم عِبْرَانِيُّون؟ أَنا أَيْضًا عِبْرَانِيّ! أَهُم إِسْرَائِيلِيُّون؟ أَنا أَيْضًا إِسْرَائِيليّ! أَهُم نَسْلُ إِبْرَاهِيم؟ أَنا أَيْضًا نَسْلُ إِبْرَاهِيم! أَهُم خُدَّامٌ لِلمَسِيح؟ أَقُولُ كَمَنْ فَقَدَ صَوَابَهُ: أَنا أَكْثَر! في الأَتْعَابِ أَكْثَر! في السُّجُونِ أَكْثَر! في الضَّرَبَاتِ أَكْثَرُ جِدًّا! في أَخْطَارِ الـمَوْتِ أَكْثَرُ بِمَرَّاتٍ كَثِيرَة! تَلَقَّيْتُ الـجَلْدَ مِنَ اليَهُودِ خَمْسَ مَرَّات، كُلَّ مَرَّةٍ أَرْبَعِينَ جَلْدَةً إِلاَّ وَاحِدَة! ضُرِبْتُ بِالعِصِيِّ ثَلاثَ مَرَّات! رُجِمْتُ مَرَّةً وَاحِدَة! انْكَسَرَتْ بِيَ السَّفينَةُ ثَلاثَ مَرَّات! قَضَيْتُ في عُرْضِ البَحْرِ لَيْلَةً ونَهَارًا! قُمْتُ بِأَسْفَارٍ كَثِيرَة، كُنْتُ في أَخْطَارٍ مِنَ الأَنْهَار، أَخْطَارٍ مِنَ اللُّصُوص، أَخْطَارٍ مِنْ أُمَّتِي، أَخْطَارٍ مِنَ الأُمَم، أَخْطَارٍ في الـمَدِينَة، أَخْطَارٍ في الصَّحْرَاء، أَخْطَارٍ في البَحْر، أَخْطَارٍ بَيْنَ الإِخْوَةِ الكَذَبَة! عَانَيْتُ التَّعَبَ، والكَدَّ، والسَّهَرَ مَرَّاتٍ كَثِيرَة، والـجُوعَ، والعَطَشَ، والصَّوْمَ مَرَّاتٍ كَثِيرَة، والبَرْدَ، والعُرْيَ! أَضِفْ إِلى ذلِكَ، مَا عَلَيَّ مِنَ الأَعْبَاءِ كُلَّ يَوْم، والاهْتِمَامَ بِجَميعِ الكَنَائِس! مَنْ يَضْعُفُ ولا أَضْعُفُ أَنا؟ ومَنْ يَقَعُ في الـخَطِيئَةِ ولا أَحْتَرِقُ أَنا؟ وإِنْ كَانَ لا بُدَّ مِنَ الافْتِخَار، فأَنا أَفْتَخِرُ بِأَوهَاني! قراءات النّهار: 2 قورنتوس 11: 18. 22-30 / يوحنا 3: 31-36 التأمّل: لماذا يعدّد مار بولس كلّ هذا؟ هل هدفه أن يُربح الناس جميل ما قام به في حياته؟ الإجابة هي طبعاً كلّا وخاصّةً بالاستناد إلى خاتمة رسالة اليوم حيث يظهر بوضوح بأنّ ما هدف إليه كان تبيان ضعفه وتفهّمه بالتالي لمن هم أيضاً ضعفاء ويعانون من صعاب الدنيا! كم نحتاج اليوم إلى أناسٍ يدركون أوهانهم ويتواضعون فيبصرون أوهان سواهم وضعفهم دون أن يتكبّروا عليهم أو يستخفّوا بآلامهم! |
|