|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المبدأ مبادئنا هي التي تحدِّد قراراتنا وتوجّهاتنا. ولا بد من وجود مبدإٍ يحكم الحياة، من الممكن أن يكون هذا المبدأ عظيمًا أو تافهًا، أنت الذي تختار. وقيما يتعلق بيوسف وشمشون، المبدأ الذي كان يحكم كل منهما صنع فرقًا كبيرًا. ومن فَمِ كل منهما يمكننا أن نتعرف على المبدأين. قال يوسف: «فَكَيْفَ أَصْنَعُ هذَا الشَّرَّ الْعَظِيمَ وَأُخْطِئُ إِلَى اللهِ؟». والغريب أن الناموس لم يكن قد أُعطي بعد، فلم يكن عند يوسف وصية تقول له «لا تزنِ» (خروج٢٠: ١٤). فمن أين تعلَّم هذا المبدأ؟ أولاً من ضميره، الضمير الذي جعله الله في دواخلنا لينبِّهنا للخطإ. ويظَلّ الضمير قائمًا بواجبه ما لم نخمده نحن بإرادتنا، ويوسف لم يفعل ذلك. كما أنه غالبًا كان يذكر درسًا قديمًا حدث مع جده إبراهيم عندما نزل إلى مصر ولم يَقُل إن سارة امرأته، فكاد فرعون يأخذها زوجة، لو لم يتدخل الله ويعلن أنه لا يقبل أن امرأة واحد تكون لآخر (تكوين٢٠: ١-١٣). وما حدث معنا ومع غيرنا مدرسة ينبغي أن نتعلم منها. إذًا ما كان يحكمه هو مراعاته لقداسة الإله الذي يتعامل معه، ورغبته في التوافق معه. أما شمشون فقال «إِيَّاهَا خُذْ لِي لأَنَّهَا حَسُنَتْ فِي عَيْنَيَّ». يمجرد أن رآها أعجبته، إنه “الحب من أول نظرة“!! فقرَّر أن يأخذها زوجة، بِغَضِّ النظر عن أن الشريعة، التي كانت موجودة أيامه، تمنعه من أن يأخذ امرأة أجنبية. وبفعلته أدخل نفسه في مشاكل لا حصر لها. لقد كان مرأى عينيه، بمعنى أصح شهواته ورغباته الجامحة التي بلا حساب، هو ما يحكم قراراته. ولنتذكَّر ما حدث لعينيه في النهاية. قال الحكيم «اِفْرَحْ أَيُّهَا الشَّابُّ في حَدَاثَتِكَ، وَلْيَسُرَّكَ قَلْبُكَ فِي أَيَّامِ شَبَابِكَ، وَاسْلُكْ فِي طُرُقِ قَلْبِكَ وَبِمَرْأَى عَيْنَيْكَ، وَاعْلَمْ أَنَّهُ عَلَى هذِهِ الأُمُورِ كُلِّهَا يَأْتِي بِكَ اللهُ إِلَى الدَّيْنُونَةِ» (جامعة١١: ٩). واحد اختار التقوى والأخر اختار الشهوة؛ فأيهما تختار؟! |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
اختار الصلاة اختار تسامح الناس |
اختار حريتك اختار إنسانيتك |
متقدملي واحد ابيض وواحد اسود ..اختار مين فيهم ؟ |
لما تحتار ارجع خطوه لورا وقول لربنا اختار |
مبروك اختار واحد منهم |