* يا لغباوة الباحثين عن الله بهذه العيون الخارجية، إذ لا يُرى الله إلا بالقلب، وذلك كما هو مكتوب في موضع آخر "التمسوه بقلب سليم (بسيط)" (حك 1:1)، لأنه ما هو القلب النقي سوى القلب السليم والبسيط. وكما أن هذا النور لا يُرى إلا بعيون نقية، هكذا لا يُرى الله ما لم يكن ذاك الذي يراه (أي القلب) نقيًا.
* لا تسلموا بالتفكير في النظر إلى وجهٍ جسديٍ، لئلا في شوقكم الملتهب نحو رؤيته تهيئون وجهكم الجسدي لرؤيته، وبهذا تبحثون عن وجه (جسدي) في الله. لكن إذا تصورنا الله روحًا على الأقل دون أن نتصوره جسديًا - هذا الموضوع الذي سبق معالجته بتوسع بالأمس، إن كنت قد نجحت في إزالة تلك الصورة البشرية من قلوبكم كما من هيكل الله، إذا كان الرسول يعبر عن مضايقته من هؤلاء الذين "بينما هم يزعمون أنهم حكماء، صاروا جهلاء، أبدلوا مجد الله الذي لا يفنى بشبه صورة الإنسان الذي يفنى" (رو 1: 22-23). إن كان هذا قد دخل إلى أعماق أفكاركم، وامتلك قلوبكم الداخلية، إن كنتم تنفرون من هذا الكفر، وتحفظون لله هيكله نقيًا، إن كنتم تريدونه يأتي، ويجعل له مسكنًا فيكم، "تفطنوا في الرب بفطنة صالحة واطلبوه ببساطة قلب" (حك 1: 1).