|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ناد بصوت عال لا تمسك…اخبر شعبي بتعديهم. (أش1:58) الصوت اللطيف يرسم لنا سفر نشيد الأنشاد صوراً رائعة لرقة يسوع، بقلبه الحنان، وصوته اللطيف ... بقصص مبتلة من ندى الليل يقف في رقة أقرب ما تكون إلى الخجل ويقول لعروسه "افتحي لي يا حبيبتي يا حمامتي يا كاملتي لأن رأسي امتلأ من الطل وقصصي من ندى الليل". (نس2:5). ومرة أخرى يطل إليها من الشباك بمحاجئ الصخر، وفي ابتسامة هادئة يقول "قومي يا حبيبتي يا جميلتي وتعالى. يا حمامتي في محاجئ الصخر في ستر المعاقل أريني وجهك، أسمعيني صوتك لأن صوتك لطيف ووجهك جميل." (نش13:2). كم كان لحب يسوع وحنانه أبلغ الأثر في عواطف العروس، فقد خلب لبها،وسبى فؤادها ... فلم تتمالك نفسها ... وانطلق لسانها معبراً عن مشاعر قلبها فقالت: "أنا لحبيبي وإلى اشتياقه ... تعال يا حبيبي لنخرج إلى الحقل ... ولنبت في القرى ... هنالك أعطيك حبي ... وأقبلك ولا يخزونني ... شماله تحت رأسي ويمينه تعانقني ... المحبة قوية كالموت ... لهيبها لهيب نار لظى الرب." (نش8:7). آه يا مبارك لو أنك سمعت صوت الحبيب ... اسمعه يقول "أنا واقف على الباب وأقرع إن سمع أحد صوتي وفتح الباب أدخل إليه وأتعشى معه وهو معي." (رؤ20:3). ليتك تفتح قلبك لتتمتع بعذوبة عشرته. الصـوت المخيـف مـلك عنيـد: كان ملك شرير يدعى منسي، وقد صنع الشر في عيني الرب لإغاظته، ويذكر الكتاب أن الله وجه إليه نداء التوبة بصوته اللطيف، ولكنه لم يتب إذ يقول "وكلم الرب منسي وشعبه فلم يصغوا" (2أخ10:33) فمن حنان الله ومحبته له وجه إليه قرعات عنيفة لكي يجذبه لحياة التوبة. "فجلب الرب عليهم رؤساء الجند الذين لملك أشور فأخذوا منسي بخزامة وقيدوه بسلاسل نحاس وذهبوا به إلى بابل" (2أخ11:33). بهذه المعاملة العنيفة تاب منسى إذ يقول الكتاب عنه "ولما تضايق طلب وجه الرب إلهه، وتواضع جداً أمام إله آبائه، وصلى إليه فاستجاب له وسمع تضرعه ورده إلى أورشليم إلى مملكته" (2أخ12:33،13). فعندما لا تُجدي طريقة اللطف مع الخاطئ يستخدم الرب بعض العنف ليحثه على التوبة فقد يكون المرض صوتاً عنيفاً يستخدمه الله لرد خاطئ عن طريقه، وقد يستخدم وسائل أخرى كالاحتياج والفقر والمشاكل وقيام الأعداء، الفضائح كما فعل مع شمشون إذ سقط مع دليله، داود إذ سقط مع امرأة أوريا، أيوب إذ كان يعتز بالبر الذاتي. (أي1:29-51). ويذكر الكتاب عنه صراحة أنه كان بارا في عيني نفسه. (أي23:1). وبعد معاملة الله معه قال "أندم في التراب والرماد" (أي6:42). فليتك يا عزيزي تبدأ حياة التوبة قبل أن يستخدم معك الله صوته المخيف فأصغ لصوت الله اللطيف الآن لتتمتع بنعمة الغفران "ليترك الشرير طريقه ورجل الآثم أفكاره وليتب إلى الرب فيرحمه وإلى إلهنا لأنه يكثر الغفران." (أش7:55). |
|