|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عدم الانفصال معلوم يقيناً أن الجوهر الإلهى واحد لا يتجزأ ولا ينقسم. ولذلك فإن الآب والابن والروح القدس يجمعهم معاً جوهر واحد وكينونة واحدة ولهم طبيعة إلهية واحدة، بالرغم من التمايز الأقنومى لكل منهم، إذ أن الآب له الأبوة والابن له البنوة والروح القدس له الانبثاق. وقد تكلّم السيد المسيح كثيراً عن وحدانيته مع الآب فقال فى حديثه مع الآب عن تلاميذه: “ليكونوا واحداً كما أننا نحن واحدٌ” (يو17: 22) وقال أيضاً: “ليكون الجميع واحداً كما أنك أنت أيها الآب فىّ وأنا فيك ليكونوا هم أيضاً واحداً فينا ليؤمن العالم أنك أرسلتنى” (يو17: 21). وقال لليهود: “إن كنت لست أعمل أعمال أبى فلا تؤمنوا بى. ولكن إن كنت أعمل، فإن لم تؤمنوا بى فآمنوا بالأعمال لكى تعرفوا وتؤمنوا أن الآب فىّ وأنا فيه” (يو10: 37، 38). وقال لهم أيضاً: “أنا والآب واحد” (يو10: 30)، بما لا يدع مجالاً للشك فى عدم الانفصال. وقال السيد المسيح لتلميذه فيلبس ولسائر تلاميذه: “الذى رآنى فقد رأى الآب فكيف تقول أنت أرنا الآب. ألست تؤمن أنى أنا فى الآب والآب فىّ. الكلام الذى أكلمكم به لست أتكلم به من نفسى لكن الآب الحال فىَّ هو يعمل الأعمال. صدقونى أنى فى الآب والآب فىَّ” (يو14: 9-11). إنه من المستحيل أن ينفصل الآب عن الابن من حيث لاهوته وإلا دخلنا فى تعدد الآلهة. كما إنه من المستحيل أن ينفصل لاهوت الابن عن ناسوته، أى أن تنفصل طبيعته الإلهية عن طبيعته الإنسانية. فمثلاً حينما قال السيد المسيح لتلميذه فيلبس: “الذى رآنى فقد رأى الآب.. ألست تؤمن أنى أنا فى الآب والآب فىَّ”، من الواضح أن الذى رآه فيلبس هو جسد السيد المسيح المتحد باللاهوت، أى هو الله الكلمة المتجسد، ولا يمكن لفيلبس أن يرى لاهوت المسيح مجرّداً، لأن الله الابن قال لموسى عن مجد لاهوته: “الإنسان لا يرانى ويعيش” (خر33: 20). وقال القديس يوحنا الإنجيلى عن الآب: “الله لم يره أحد قط. الإله الوحيد الجنس الذى هو فى حضن الآب هو خبّر” (يو1: 18). أى أن لاهوت المسيح حينما اتحد بالناسوت، أعطانا الإمكانية أن نرى الله حينما تجسد الله الكلمة. فعبارة “الذى رآنى فقد رأى الآب” تؤكد عدم انفصال الناسوت عن اللاهوت فى المسيح الواحد. ونفس الأمر ينطبق على أعمال السيد المسيح التى عملها، وكلامه الذى قال وهو فى الجسد فهذه كلها كان يعملها وينطق بها بناسوته المتحد باللاهوت. مثل لمسه بيده للأبرص الذى شفاه “فمدّ يده ولمسه.. وللوقت ذهب عنه البرص” (لو5: 13)، وعبارة “لعازر هلم خارجاً” (يو11: 43) التى نطق بها بفمه وأقام لعازر من الموت. وعن ذلك قال السيد المسيح: “الكلام الذى أكلمكم به لست أتكلم به من نفسى (أى منفصلاً عن الآب). لكن الآب الحال فىَّ هو يعمل الأعمال” (يو14: 10). |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
إذا كان سر الألم هو الانفصال عن الله |
الانفصال عن الله هو علة الألم |
· قصة الانفصال عن الله : |
قصة الانفصال عن الله |
الانفصال عن الله بالخطية |