|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كتاب الصليب في المسيحية: رؤية كنسيّة آبائية - الأنبا ياكوبوس الصليب صليب ربنا يسوع المسيح، قوة حقيقية للخلاص والنصرة في الجهاد. ومعلمنا بولس الرسول يسلمنا هذا الإيمان الحيّ بقوله: "إن كلمة الصليب عند الهالكين جهالة وأما عندنا نحن المخلَّصين فهي قوة الله" (1كو1: 18). والصليب وإن كانت له أعياد زمنية ومكانية، فهو فوق كل شيء وقبل كل شيء حقيقة إلهية سماوية. لذلك نستطيع أن نقول في جرأة الإيمان أن الأعياد التاريخية في كنيستنا تستمد مجدها وبهاءها من واقع حياتنا وإيماننا أكثر من أنها تعطى لحياتنا شيئًا من الواقع أو شيئًا من الإيمان. وصليب ربنا في مضمونه الكلى يلزم أن لا يكون في بالنا حقيقة من حقائق الماضي بأي حال من الأحوال، لا لشيء إلا لأن تأثيره الفعال ممتد بالحقيقة في الحاضر والمستقبل، طالما يوجد إنسان يعيش على الأرض. لأن الصليب مرتبط أساسًا بالمصلوب، والمصلوب حي في السماء يحمل سمات صليبه ويسكبها علينا كل يوم بل كل لحظة غفرانًا وتطهيرًا، بل قداسة وبرًا وفداء. فنحن نختبر بأنفسنا بل ونمارس بأجسادنا وأرواحنا صليب ربنا كل يوم. وحينما نقول الصليب " المحيى " فإنما نقول ذلك ونظرنا على الدم الإلهي الذي انفجر لنا من الجنب المطعون وجرى على خشبة الصليب نهر حياة!! ولا يمكن أن نذكر الصليب ذكرًا حسنًا أو ننشد نشيده بالروح إلا والإحساس بالدم يملأ أعماق كياننا الإنساني، فالدم هو الصلة الحية المحيية بين الصليب وقلوبنا، بين المصلوب وبين ضمائرنا، بين المسيح في السماء والكنيسة على الأرض! ولا يغيب عن بالنا قط أن شركة الدم أو شركة الألم أو شركة المجد، هذه الأنواع المتعددة التي للشركة الواحدة -أي شركة الصليب- إنما تأخذ قوتها من المسيح "الحي" أي من القيامة. فالصليب قوة حياة أو قوة محيية، لأن المسيح الذي صُلب هو الآن حي! فبدون المسيح الحي يصبح الصليب عثرة وجهالة. ولكن إيماننا بالمسيح الحي القائم من بين الأموات أو بالحرى شركتنا الآن في المسيح الحي تجعل لنا من الصليب قوة حياة. فقيامة المسيح المصلوب جعلت خشبة العار سبب مجد وافتخار ظاهر لكل العالم. وإن كان التحول الذي تم على الصليب من عار إلى افتخار يظهر أمامنا هائلًا وغير معقول، فإنما ذلك من أجلنا نحن، وقد استدعى عملًا من الله الآب فائقًا أيضًا وهائلًا أكثر مما يتصوره العقل، يقول عنه بولس الرسول: "وما هي عظمة قدرته الفائقة نحونا نحن المؤمنين حسب عمل شدة قوته. الذي عمله في المسيح إذ أقامه من الأموات وأجلسه عن يمينه في السمويات" (أف1: 19،20). فهذه القدرة المتعاظمة والفائقة عن حدود العقل والتصور التي أجراها الله الآب في المسيح من أجلنا، هذه العظمة وهذه القدرة الفائقة وهذه الشدة المتناهية التي استخدمها الآب ليحول لنا عار الصليب إلى افتخار في المجد الأسنى بقيامة المسيح، هذا كله وبكامله مذخر في الصليب!! فبقدر ما احتوى الصليب كل العار البشرى، كذلك وبمقدار أعظم احتوى شدة قوة الله للمجد الأبدي!! |
12 - 04 - 2014, 03:51 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الصليب في المسيحية: رؤية كنسيّة آبائية - الأنبا ياكوبوس
قوة صليبنا |
||||
12 - 04 - 2014, 03:52 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الصليب في المسيحية: رؤية كنسيّة آبائية - الأنبا ياكوبوس
مجد الصليب |
||||
12 - 04 - 2014, 03:53 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الصليب في المسيحية: رؤية كنسيّة آبائية - الأنبا ياكوبوس
التجسد والصليب |
||||
12 - 04 - 2014, 03:55 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الصليب في المسيحية: رؤية كنسيّة آبائية - الأنبا ياكوبوس
التجسد والفداء |
||||
12 - 04 - 2014, 03:57 PM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الصليب في المسيحية: رؤية كنسيّة آبائية - الأنبا ياكوبوس
أنواع آلام المسيح |
||||
12 - 04 - 2014, 03:58 PM | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الصليب في المسيحية: رؤية كنسيّة آبائية - الأنبا ياكوبوس
آلام المسيح بالنسبة لحياتنا اليومية وخلاصنا الأبدي: شاركنا في الآلام |
||||
12 - 04 - 2014, 03:59 PM | رقم المشاركة : ( 8 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الصليب في المسيحية: رؤية كنسيّة آبائية - الأنبا ياكوبوس
آلام الفداء |
||||
12 - 04 - 2014, 04:00 PM | رقم المشاركة : ( 9 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الصليب في المسيحية: رؤية كنسيّة آبائية - الأنبا ياكوبوس
الصليب وأسرار الكنيسة السبعة |
||||
12 - 04 - 2014, 04:01 PM | رقم المشاركة : ( 10 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الصليب في المسيحية: رؤية كنسيّة آبائية - الأنبا ياكوبوس
الصليب وسر المعمودية السيد المسيح له المجد اكتنز في هذا السر فاعلية صلبه وموته وقيامته إذ يقول معلمنا بولس الرسول في رسالته إلى أهل رومية: "نحن الذين متنا عن الخطية كيف نعيش بعد فيها. أم تجهلون أننا كل من اعتمد ليسوع المسيح اعتمدنا لموته. فدفنا معه بالمعمودية للموت حتى كما أقيم المسيح من الأموات بمجد الآب هكذا نسلك نحن في جدة الحياة. " (رو6: 2-4). فيصير المعمد بهذا الميلاد الثاني، ابنًا للآب السماوي في المسيح بعمل الروح القدس. والمعمد بميلاده الجديد ترجع إليه الصورة الإلهية مرة أخرى التي فقدها آدم بمخالفة الوصية وتشوهت بالخطية. ولما كان سر المعمودية هو السر الوحيد الذي يغمر الكاهن الصليب في مادته. والصليب له أثره الظاهر في خدمة قداس المعمودية كما يلي:
|
||||
|