لا يخلق الله العالم من جوهره، ولكن بطاقاته. بكلّ عملية (نمط طاقة)، يخلق أو يُدعم ألله سمة مُعينة من الخليقة. إنّ الطاقات الإلهية هي خواص لله مُعبرة في سلسلة من الأعمال. الله، الفاعل لكلّ العمليات المتنوّعة، كامل لا يتأثر ولا يتغير. كلّ طاقات الله لانهائية ولن تتوقّف عن الإنبثاق من الله.
يخلق الله كل شيء بحرية كاملة. لا يوجد أي ضغط خارجي أو ضرورة على الله لكي يخلق عالما. أوجد الله المخلوقات حتى يفيض عليها بخيراته. يسمو الخالق فوق كل خليقته. لا يضمحل خير الله وكينونته بفعل الخلق. لم يفقد الله جزءا من كينونته عندما خلق. عملية الخلق مثلما "توقد شعلة واحدة الكثير من المشاعل، بدون أن يقلل هذا من ضوء الشعلة الأولى التي أشعلت العديد من المشاعل" (تاتيان).
يحفظ الله المخلوقات بطريقة مباشرة أو غير مباشرة بوسائل ثانوية. تعتمد كينونة كل مخلوق على الله "الَّذِي بِيَدِهِ نَفَسُ كُلِّ حَيٍّ وَرُوحُ كُلِّ الْبَشَرِ" (أيوب 12: 10). لا يمكن لأي مخلوق أن يستمر في الوجود لحظة واحدة، بل ينهار إلى العدم، إذا لم تحتفظ بوجوده الطاقة الإلهية.