انّ أعظم آفة لمحبّة يسوع المسيح هي ملاهي العالم وأباطيله. جاء عن القديسة تريزية الكرملية انها كانت منذ نعومة اضافرها مثالاً في الفضيلة والتقوى، بذل أبواها قصارى مجهودهم ليحسنا تربيتها ويجعلاها تحيا لله،فحقّقَت أمانيها بتقدّمها السريع في الكمال المسيحي وفي حبّ الله. ولكنّها لمّا بلغت الثانية عشرة من عمرها فقدت والدتها الورعة وبدأت تسلك خلاف سلوكها الأول، فأحبّت قراءة الروايات الخيالية، فضعف فيها للوقت حب الله وأشتدّ في قلبها حب العالم وجعلها ترغب في الزهو والعجب وتطلب مصاحبة الناس ومديحهم ومشابهتهم في الملابس والزينات والملاهي، واوشكت في عيشتها هذه ان تنتهي الى هاوية الهلاك لو لم يترأّف الله عليها ويعيدها اليه نت تيه الأباطيل وطريق الشر، فكان مثالها خير شاهد على الأضرار الجسيمة اللاحقة بالنفوس التي تقدّم محبّة العالم وأباطيله على محبّة يسوع المسيح وصليبه.