|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بدأت الرحلة من الجلجال بدأت الرحلة من الجلجال.. الجلجال هو المكان الذي عبر فيه شعب إسرائيل نهر الأردن، وقد اسماه يشوع بن نون الجلجال؛ لأن هناك دحرج الرب عار مصر عنهم عندما ختن كل الذكور حسب الشريعة الموسوية، فكان الغير مختتن مثله مثل الأمم، أما المختتن فقد دخل في عهد مع الله، فالختان هو العهد الذي أعطاه إياه الله لإبراهيم، لذلك كان من الواجب أن يختتن كل الشعب عند دخولهم أرض الميعاد، والختان هو رمز للمعمودية. أخذ يشوع اثني عشر حجرًا من قاع النهر على عدد أسباط إسرائيل الاثني عشر، وبنى مذبحًا للرب هناك في الجلجال، وقدّم ذبائح للرب وختن كل الشعب في ذلك المكان (يش4، 5). الجلجال؛ يحمل ذكريات العبور إلى أرض الميعاد، وأيضًا يحمل ذكريات الدخول في عهد مع الرب. وعمومًا عبور إسرائيل لنهر الأردن في المفهوم الروحي عند كل المفسرين يرمز إلى الانتقال من هذا العالم، كيف ذلك؟! ذلك لأنهم عبروا من أرض الغربة إلى أرض الميعاد، فاجتياز نهر الأردن ودخول كنعان رمز إلى كنعان السمائية أي رمز إلى الانتقال من هذا العالم؛ أي العبور من العالم الحاضر إلى الحياة الأخرى. واقترن العبور بالختان؛ لأن الختان رمز للموت، وهو أيضًا رمز للمعمودية، بل العبور نفسه هو رمز للمعمودية حيث نُدفن مع المسيح وننتقل من العبودية إلى حياة أولاد الله، ونأخذ البنوة فنكون بذلك مستحقين للميراث "إِنْ كُنَّا أَوْلاَدًا فَإِنَّنَا وَرَثَةٌ أَيْضًا.." ( رو8: 17). بدأت رحلة إيليا مع أليشع من الجلجال مع ذكريات معاني العبور، ومعاني الموت، ومعاني الانتقال من العالم الحاضر إلى حياة الدهر الآتي، لأن الرحلة نفسها كانت رحلة عبور من الأرض إلى السماء، ورحلة انطلاق من هذا العالم. |
|