|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أُصْعِدُ لَكَ مُحْرَقَاتٍ سَمِينَةً مَعَ بَخُورِ كِبَاشٍ. أُقَدِّمُ بَقَرًا مَعَ تُيُوسٍ. سِلاَه [15]. إن كانت المُحرَقات تشير إلى تكريس القلب بالكامل، حيث يلتهب بنيران المحبة الإلهية، فإن "بخور الكباش" أي إصعاد البخور مع تقديم ذبيحة السلامة، فإنه يشير إلى الصلاة الدائمة. *أمر الله بتقديم هذه الحيوانات المذكورة بشرط أن تكون صحيحة بريئة من كل عيب... لهذا يقول المزمور: "مُحرَقات سمان" أما الرسل وخلفاؤهم الشهداء فقرَّبوا لله نفوسهم بعمل الفضائل. وعوض ثيران حارثة للأرض قدَّموا أجسادهم المجبولة منها، وذلك بالشهادة والاعتراف بالإيمان، وآخرون قرَّبوا جداء، أعني أعمال التوبة وأتعابها، لأن القدماء كانوا يقرِّبوا جداء لتطهيرهم على خطاياهم. الأب أنثيموس الأورشليمي * "تكلم بها فمي في ضيقي" [14]. يا لعذوبة التجربة في أغلب الأوقات! يا لضرورتها! في تلك الحالة بماذا يتكلم لسان نفس المتحدث الذي في ضيقة؟ "أصعد لك محرقات سمينة (حتى نخاع العظام)" [15] ما معنى نخاع العظام؟ أحفظ حبك في داخلي، وليس على السطح. أحبك من نخاع عظامي. فإنه ليس شيء أكثر عمقًا (داخليًا) من نخاع العظام. العظام في الداخل أكثر من الجسد، والنخاع في الداخل أكثر من العظام نفسها. لذلك من يحب الله من السطح يطلب بالأكثر أن يُسر الناس، ولكن إذ له شيء من العاطفة في الداخل لا يقدم محرقات نخاع العظام، أما من يتطلع (الله) إلى نخاع عظامه فإنه يتقبل منه الكل. * "مع بخورٍ وكباش": الكباش هم قادة الكنيسة: كل جسم الكنيسة يتحدث؟ هذا هو ما يقدمه لله. "البخور"، ما هو؟ الصلاة. فإن الكباش على وجه الخصوص تُصلِّي لأجل القطيع. "أقدم ثيران (عجول) تيوس"... يقول الرسول عن الكارزين بالإنجيل إنهم يُشبَّهون بالثيران: "لا تكم ثورًا دارسًا. ألعل الله تهمه الثيران؟" (1 كو 9: 9). لهذا يا لعظمة الكباش، ويا لعظمة الثيران. وماذا عن البقية التي ربما تشعر ببعض الخطايا، الذين ربما انزلقوا في الطريق، وجُرحوا، وشُفوا بواسطة الندامة؟ هل هؤلاء يستمرون ولا يقدمون مُحرَقات؟ ليتهم لا يخافون فقد أضاف الماعز أيضًا. القديس أغسطينوس |
|